الإثنين, 19-نوفمبر-2012
الميثاق نت -  إقبال علي عبدالله -
< لا يختلف اثنان على أن الانفلات الامني في البلاد يتسع يوماً بعد يوم في ظل فشل حكومة الوفاق -التي يرأسها محمد سالم باسندوة في إدارة شؤون البلاد والعباد.. اتساع وتزايد يبعث على التخوف من دخول البلاد في دوامة العنف - لا سمح الله- ويكشف أن الحكومة لم تفهم من المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة سوى الانقلاب على الشرعية الدستورية وتشكيل حكومة يرأسها (المشترك وشركاؤه) وليكن بعدها ما يكون!!
وقد دلت مسيرة العام منذ تشكيل الحكومة وتقديم برنامجها العام الذي بموجبه حازت على ثقة البرلمان، بأن المواطنين واستقرارهم وأمن البلاد ليس في أجندة نشاطها اليومي الذي تبين أنه يقتصر على نهب المال العام الذي دخل الخزينة من المساعدات والشحت الذي لم نعرفه من قبل في ظل المؤتمر الشعبي العام للحكومات بموجب الاستحقاق الدستوري وصناديق الاقتراع وليس بموجب مبادرة جاءت للمساهمة في إنهاء أزمة سياسية مفتعلة كادت أن تدخل البلاد في حرب أهلية عند نشوبها العام المنصرم.
الحقيقة أن حالة الانفلات الامني وزيادة معاناة المواطنين المعيشية والفوضى ودخول تنظيم القاعدة في خط الأزمة كلها ومع عوامل أخرى ندركها جميعاً بات اخفاؤها بمثابة «الضحك على أنفسنا» مثلما تضحك حكومة الباسندوة علينا وعلى رعاة المبادرة وتضرم النار في حياتنا .. هذه الحقائق تشير بوضوح الى أن أحزاب ما يسمى باللقاء المشترك التي يقودها حزب الاصلاح المتشدد وجناحه الارهابي «الاخوان المسلمون» وبتحالف مع تنظيم القاعدة، كلها تشير اليوم وضوح الشمس في رابعة النهار» بأن هذه الاحزاب هي من تضع الألغام في طريق التسوية السلمية وإخراج البلاد من أزمتها وبناء اليمن الجديد الآمن والمستقر والمزدهر بإذن الله.. ولعل العراقيل التي تواجه الحوار الوطني الشامل دليل على النهج العدواني الانقلابي لهذه الأحزاب وهو نهج يتمثل في تنفيذ أجندة خارجية معروفة لدى شعبنا ترمي الى زعزعة أمن واستقرار اليمن وتفكيكه الى دويلات تكون تابعة لهذه الأجندة، ولعل «القضية الجنوبية» و«قضية صعدة» دليل على تلغيم الحوار الوطني.
ومن نافل القول هنا ان افتعال هاتين القضيتين في هذه الظروف الحساسة والمعقدة التي تمر بها البلاد ترمي الى خلق مزيد من بؤر التوتر والفتن الطائفية وتمزيق صف الوحدة الوطنية وهي أمور نقولها بكل صدق وخوف على الوطن ووحدته تتطلب الانتباه والتعامل بحكمة وشجاعة وطنية، ولعل أبرز ما تتطلبه مواجهة هذه الاجندة الخارجية تهيئة الأجواء لعقد موتمر الحوار الوطني حتى يتم تطهير أرضيته من الألغام وتوفير الأمن والامان في البلاد، ما لم يتم ذلك فإنه يقيناً ستكون العواقب وخيمة وكارثية، اذا عقد في ظل هذه المسارات الاعوجاجية والمتشعبة التعقيد..
لا أقول ذلك ولا يُفهم منه أن الحوار الوطني الشامل غير ضروري، على العكس فإن القول الصحيح والواقعي أن البلاد هي اليوم في أمس الحاجة لمثل هذا الحوار شريطة أن تكون أرضيته مستوية وصلبة بدلاً من أرضية رخوة وهشة لا تثمر غير المزيد من الأزمات وتزايد حالات الانفعالات الطائفية والتعصبية لدى بعض القوى الرافضة المشاركة في هذا الحوار الذي نصت عليه المبادرة الخليجية وآليتها والقرارات الدولية..
علينا -ومهما كانت الصعوبات اليوم- أن نفكر ألف مرة قبل الإقدام على خطوة قد تعيدنا الى مربع الفوضى والعنف والكارثة التي لا نتمناها لبلادنا وشعبنا.. علينا التفكير والتفكير بعقلية وطنية هادفة الى تفويت الفرصة على أصحاب الأجندة الخارجية من العبث بالوطن.. وعلينا نزع الألغام قبل أن نخطو خطوة الى الأمام.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 11:54 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-29191.htm