الخميس, 03-مايو-2007
الميثاق نت - وزارة الصناعة والتجارة انتهت من وضع «آلية جديدة» لضبط الأسعار، بحسب الخبر الذي بثته وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» وأنها -الوزارة لا الوكالة- سوف تعرضها على مجلس الوزراء في اجتماع قادم لمناقشتها وإقرارها.
بالطبع لا أجزم بأنني أزف إليكم البشارة، ولا أشعر بالسعادة تغمرني وأنا أقرأ الخبر أو أنقله إليكم ومن خلالكم الى عموم الأهل والأصدقاء فقط.. هل عاد أحدكم يتذكر الآلية المشابهة قبل شهرين لا أكثر؟! أو التي قبلها بشهرين!.
رغم كل شيء أستطيع التفاؤل هذه المرة، كما في كل مرة، وأن الآلية الجديدة سوف تنجح في تجاوز أدراج ومكاتب وخرسانات الصناعة والتجارة.. وأننا سوف نتشرف كثيراً بملاقاتها في السوق والشارع ومحال البقالات والجملة.. وليس مهماً بعد هذا أن 
أمين الوائلي -
وزارة الصناعة والتجارة انتهت من وضع «آلية جديدة» لضبط الأسعار، بحسب الخبر الذي بثته وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» وأنها -الوزارة لا الوكالة- سوف تعرضها على مجلس الوزراء في اجتماع قادم لمناقشتها وإقرارها.
بالطبع لا أجزم بأنني أزف إليكم البشارة، ولا أشعر بالسعادة تغمرني وأنا أقرأ الخبر أو أنقله إليكم ومن خلالكم الى عموم الأهل والأصدقاء فقط.. هل عاد أحدكم يتذكر الآلية المشابهة قبل شهرين لا أكثر؟! أو التي قبلها بشهرين!.
رغم كل شيء أستطيع التفاؤل هذه المرة، كما في كل مرة، وأن الآلية الجديدة سوف تنجح في تجاوز أدراج ومكاتب وخرسانات الصناعة والتجارة.. وأننا سوف نتشرف كثيراً بملاقاتها في السوق والشارع ومحال البقالات والجملة.. وليس مهماً بعد هذا أن نلقاها في أسواق اللحوم -وخصوصاً الغنمي والرضيع!!
التجار لديهم «آلية» أيضاً، و«جديدة» باستمرار، ليست الوزارة وحدها مهتمة جداً بالآليات، الفارق بين الوزارة والتجار أن هؤلاء أشطر في تمرير آلياتهم المتلاحقة من شهر لآخر.. ومع كل آلية- فصلية أو موسمية - لضبط الأسعار تنجزها الوزارة، ينجز «حمران العيون» أهل التجارة والشطارة ثلاث أو أربع آليات لزيادة الأسعار ومباركة السلعة أضعافاً مضاعفة، وهكذا.. آلية الوزارة تكون مضطرة للتقاعد واستقدام أخرى جديدة، لأن الأولى عالجت أوتبنت معالجة وضع سعري لم يعد قائماً الآن وحل عوضاً عنه آخر.. أفحش وأكدى.. وهلم جرا!
المشكلة ليست هنا فحسب، بل إن التجار يرفعون أسعار السلع والخدمات المخزونة، ويتحججون دائماً بالسوق العالمية والميزان التجاري.. وكأنهم يقولون لنا: إذا لم تصدقونا فاذهبوا إلى السوق العالمية واسألوها!!
وأغلب الظن أن كثيرين منكم يتمنون الآن، بتَشَفًّ بالغ: «ليت والله والسوق العالمية هذه تجي مرة تزورنا.. حرام ما ترجع بخير».
أغرب من ذلك وأعجب أن التجار ينافسون الرعية في كل شيء، حتى في الجأر بالشكوى من الغلاء وارتفاع الأسعار، وأعرف تاجراً وآخر يفعلون ذلك، بل ويدعون الله أن يخلّصنا من المغالين والمتاجرين بأقوات الفقراء والمعدمين!
وفي كل مرة أسمع تاجراًِ من هؤلاء يدعو على المغالين إلا وأخلصت في التأمين على دعائه.. ورغم ذلك لم نتخلص منهم أبداً!
الوزارة الجديدة هي الآن على المحك.. والآلية الجديدة عليها أن تعرف الطريق إلى السوق والتجار والموردين وبائعي الجملة، ويمكن الاستعانة بصديق في الغرفة التجارية ليزودها بكشف بأسماء هؤلاء.. الرائعين- من دون يمين!
فلا يعقل أن السلع والخدمات تضاعف في قيمتها وأسعارها من تلقاء نفسها أو بقوة الدفع الذاتي، كما لا يعقل أن يراكم التجار الزيادات في السعر ثم يراكمون مصائبنا بالمنافسة في الشكوى والتباكي وذرف دموع غير مرئية لأجل البسطاء.
وهناك صنف من الباعة والتجار يلاعبون الحكومة ومؤسساتها التنفيذية «قط وفار».. يرفعون الأسعار لاحراج الحكومة والتشكيك في مصداقيتها.. ويتجهون مباشرة إلى الشارع والصحافة للشكوى والخطابة عن «عجز الحكومة».
ونحن نريد من الحكومة، هذه المرة أن تأخذ دور القط.. ولكن ليس لأجل أن تأكل الرائعين- من دون يمين- وإنما لإلزامهم احترام القانون واتقاء الله في قوت الناس.
هناك، لدينا، من يعمل على طريقة الاطفائي الألماني المتطوع، والذي منذ التحاقه بالدفاع المدني في مدينته ولأربع سنوات لاحقة لم يشارك ولا لمرة واحدة في عملية انقاذ وإطفاء.. ببساطة لأنه لاحريق واحد وقع في المدينة طوال تلك الفترة، اهتدى الرجل إلى فكرة -عبقرية ومدهشة - تمنحه فرصة مواتية للعمل والمشاركة في إطفاء حريق من تلك التي لم تجدبها السماء طوال أربعة أعوام عجاف.
ذهب الرجل إلى مبنى تاريخي وأثرى، فأشعل الحريق وعاد مسرعاً إلى وحدته لأن إنذاراً طارئاً استدعى جهوزية فريق الإطفاء لمواجهة حريق هائل شب في مبنى أثري ثمين!!
من التجار، بل والسياسيين والصحفيين، من يفعل كصديقنا الألماني الذي انتهى به الأمر إلى السجن، ولسنا نود لأصحابنا مصيراً كهذا، إلا أنهم لايودون إعفاءنا من معاناة أطماعهم وحساباتهم المثيرة لحرائق المعدة والقلب والأعصاب والدم

المؤكسد بالفحططة! كما لايريدون إعفاء أنفسهم من مهمة الإطفائي إيّاه.
أتذكر، قبل أشهر، تمكن رجال الأمن من القبض على أحد المتخصصين بزيارة المنازل وتخليص أصحابها من الأشياء الثمينة التي يتطوع بأخذها على حين غفلة منهم، ودون أن يطلب أجراً مقابل خدماته.
في المرة الأخيرة تسلل إلى منزل كان أهله يقضون إجازتهم في القرية، وجد الرجل مقيلاً هادئاً وقنوات فضائية.. وكل شيء.. فأخرج قاته وأخذته تلك السليمانية من ساعات المقيل، حتى أنه نسي نفسه وما قدم به إلى هنا أثناء ذلك كانت الشرطة تقتحم عليه مقيله وتعكر مزاجه بعدما لاحظ الجيران حركة في منزل غاب أهله عنه.
قيل لي أن الرجل أسف فقط على «البحشامة» التي أفسدتها عليه الشرطة ما يهمني هنا هو أن أمثال هذا.. يقعون في يد القانون وقبضة العدالة آخر الأمر مهما اعتقدوا أنهم أذكى وأفطن.
ارحموا الناس وشعبكم.. والقانون يده متحركة.. تصافح، أو تقبض.
شكراً لأنكم تبتسمون
[email protected]

الثورة
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 30-يونيو-2024 الساعة: 08:24 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-2927.htm