أمين الوائلي: -
عبثاً تحاول أطراف في المعارضة جر البلاد إلى تأزم سياسي يفضي في نهايته إلى تعكير أجواء الاستحقاق الانتخابي القادم.. ولا يبدو أن الأطراف تلك قادرة على إلزام نفسها العودة عن الضرر المحذور إلى الضرورة الوطنية المحمودة.. حيث استمرأت الإقامة في مواطن التهييج السياسي واستعداء مشاعر السكينة والسلامة.. إمعاناً في إطالة أمد التجاذبات التي لاتخدم أحداً، بقدر ما توفر لأطراف بعينها حيزاً إضافياً للترزق والمتاجرة بقضايا الوطن وتطلعات الشعب. - استكثرت خطابات المشترك السياسية والإعلامية من استعداء المواقف الأجنبية على اليمن والموقف الرسمي للقيادة اليمنية إزاء العدوان الإسرائىلي على لبنان، وراحت مواقع وصحف عدة تروج باستفاضة مبتذلة لحكاية الامتعاض الأمريكي والاستياء من الموقف اليمني.. وكأن الصحف تلك وقعت على غنيمة أو كنز، ورغم عدم ظهور شيء يستحق الذكر أو الانشغال به، مما تروج له خطابات الإعلام المعارض، إلاّ أن المعارضة تعاملت وتتعامل مع قضية كهذه بنوع من المزايدة والتشفي، كما لو كانت تكيد أو تأتمر على عدو لها أو بلد خصم.. وليس اليمن! - لا أحد يفهم كيف أن معارضة وطنية تأخذ على عاتقها ومسئوليتها الترويج لإشاعات مختلقة أو تضخيمها، لا لشيء إلاّ لأن تلك الأحزاب تبحث عن مناسبة من أي نوع وحجم تستخدمها في حملتها المغرضة ضد النظام والسلطة الوطنية الحاكمة.. وقد يكون للمعارضة أو أطراف فيها أهداف غير معروفة للعامة، من خلال تضخيم عنوان عابر ليأخذ شكل أزمة حادة بين اليمن والولايات المتحدة الأمريكية، ومن ثم العزف على وتر الخلاف مع أمريكا بما يجعل المعارضة أقرب إلى الموقف الأمريكي، آخذة في المزايدة على النظام والسلطة. ونفهم أن ثمة محاولات كثيرة لاستثمار عناوين قضايا كهذه، بطريقة تخل بالحق والمسئولية معاً، وتعمم حالة التناقض والاستعداء لتشمل إلى جانب الحزب الحاكم، السلطة والحكم ومؤسسات الدولة عموماً. غير أن المعارضة تنحدر إلى هاوية محفوفة بالجهل أو التجاهل المتعمد لأدبيات الممارسة السياسية وأخلاقيات التنافس الديمقراطي على مستوى الساحة الوطنية، وتذهب بعيداً في تلويث أجواء العلاقات اليمنية الطيبة والنموذجية مع دول وحكومات العالم الخارجي. فهل من واجب المعارضة أن تخوض في قضايا خارجية ليست من صلاحياتها ولا من واجباتها؟ أم أن المعارضة صارت تنصِّب نفسها بديلاً للسلطة والحكم والشخصية الرسمية للدولة؟! ولماذا تحتفي صحف حزب »الإصلاح« بكل ما يصدر عن البيت الأبيض والرئىس بوش من تصريحات ومشاريع تستهدف الشرق الأوسط تحديداً؟ بينما تعاملت مع لبنان والعدوان ضده كحدث عابر واستثنائى وكأن الصحوة وموقعها الالكتروني، تصدر عن حزب علماني في جزر الباهاما، أو ولاية مونتانا الأمريكية!! شكراً لأنكم تبتسمون