إقبال علي عبدالله -
أعرف أن البعض سوف يعتقد أنني متشائم ولا أنظر الى المستقبل القريب أو البعيد بالتفاؤل.. الحقيقة ان هذا الاعتقاد تدحضه حقائق ما نشاهده على أرض الواقع خاصة بعد أن شاهدنا في العام الماضي ومازلنا نشاهد حتى اليوم من أزمة سياسية مفتعلة تعود الى عدة أسباب انعكست في نتائجها على مجرى الواقع المعيش - واقع لا يبعث على التفاؤل بل يزيد في دواخلنا يوماً بعد يوم تشاؤماً من مستقبل سيدفع الجميع نتائجه الكارثية.
المتتبع للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة التي حلت الاسبوع المنصرم الذكرى الأولى للتوقيع عليها كمخرج، اعتقدنا أن جميع أطراف الأزمة ارتضوا بها لإنقاذ الوطن والعباد من الأزمة التي مازلنا نصر ولنا دوافعنا ومعطياتنا بأنها مفتعلة وخُطط لها في إطار أجندة خارجية تسعى الى زعزعة أمن واستقرار ووحدة اليمن، ومن ثم تقسيمه وتجزئته وفقاً للمرسوم العدواني المعروف باسم «خارطة الشرق الأوسط الجديد».
أقول إن المتتبع للمبادرة وما تم العمل على تنفيذ ببنودها خلال العام من التوقيع عليها والالتزام بتنفيذها، سيدرك أن الأزمة مازالت قائمة بل وتزداد اتساعاً يوماً بعد يوم، وأن ما جنيناه في عام المبادرة هذا كان أسوأ مما كنا عليه قبل الأزمة والتوقيع على المبادرة التي -أؤكد على ذلك- بأن أطراف وأحزاب ما تسمى باللقاء المشترك فهمت المبادرة بأنها تحقق ما هدفوا إليه بافتعالهم الأزمة وهي الانقلاب على الشرعية الدستورية واغتصاب السلطة لنهب ثروات الشعب وإدخاله في مربع الفقر والارتهان الى الأجندة الخارجية التي رفضها المؤتمر الشعبي العام وزعيمه القائد علي عبدالله صالح ومازال يرفضها ويقاومها.. نعم هذا الفهم الخاطئ من قيادات المشترك وشركائه هو ما يؤشر ويؤكد لنا اليوم أن القادم سيكون الأسوأ بالنسبة للوطن والشعب، ما لم يعمل الجميع ومن كل الاطراف على التوحد لمواجهة هذه الأجندة وتفويت الفرصة على معرقلي تنفيذ المبادرة وأهدافها بالخروج السلمي والعقلاني من الأزمة.
لا أطيل الخوض في هذا الشق من الموضوع بل أحب الاشارة الى أن بصيص التفاؤل بمستقبل آمن ومزدهر يتضاءل الى حد التشاؤم من أن القادم أمامنا أسوأ -لا سمح الله- خاصة في الجانبين الامني الذي لا يختلف اثنان اليوم بأنه يسير من سيئ إلى أسوأ، وكذلك الجانب الاقتصادي المرتبط بحياة ومعيشة الناس التي تزداد معاناتهم خاصة وأن حكومة الوفاق التي يرأسها المعارض «العجوز» محمد سالم باسندوة تسعى منذ اليوم الاول من تشكيلها وفقاً لما نصت عليه المبادرة الخليجية إلى إفقار الشعب وخلق الفوضى والاضرابات وتوقيف عجلة التنمية والارتهان على المساعدات «الشحت» الخارجي.فالحالة الامنية كما أشرنا وكما هو على الواقع اليوم خرجت على سيطرة حكومة الوفاق، فأصبح الوطن غير آمن في كل أنحائه ومازالت العاصمة صنعاء مقسمة والمليشيات التابعة لحزب الاصلاح المتشدد الرافضون للمبادرة الخليجية وآليتها يقسمون العاصمة وعدداً من المحافظات بمليشياتهم المسلحة.
هذه صورة من صور التشاؤم التي تتراءى أمامنا اليوم والمدهش أن المجتمع الدولي ورعاة المبادرة يشاهدون هذه الصور ولا يحاسبون أحداً بل إن دعوتهم الى حوار في ظل هذه المشاهد ومعاناة الناس ستفضي حتماً الى كارثة علينا تجنبها قبل وقوعها.. فهل فهمتم معنى تشاؤمنا؟!