الإثنين, 03-ديسمبر-2012
الميثاق نت -  كتب/ المحرر السياسي -
صادف يوم الجمعة الذكرى الـ«45» لعيدالاستقلال الوطني الناجز الذي تحقق في الثلاثين من نوفمبر 7691م بعد كفاح وطني عظيم خاضه أبناء شعبنا اليمني من أقصاه الى اقصاه، محققاً بذلك استقلال جزء غالٍ من الوطن بعد احتلال بريطاني لشطره الجنوبي والذي استمر 821 عاماً، واليوم ونحن نحتفي بهذه المناسبة العظيمة نتوجه بأسمى آيات الشكر والعرفان لشهداء الثورة اليمنية «سبتمبر واكتوبر ونوفمبر» الذين ضحوا بأرواحهم الغالية من أجل حرية الوطن واستقلاله الناجز.. ولمناضلي الثورة اليمنية دونما استثناء الذين تكبدوا مشاق وويلات حرب التحرير والتي بدأت شرارتها الاولى في الرابع عشر من اكتوبر 3691م من على قمم جبال ردفان الأبية.
والحقيقة أن احتفالاتنا اليوم بذكرى نوفمبر المجيدة تأتي في ظل ظروف معقدة للغاية حيث ظهرت القضية الجنوبية كواحدة من القضايا المهمة والتي ستكون محط بحث ونقاش من مؤتمر الحوار الوطني الجاري استكمال التحضيرات النهائية له.
فالقضية الجنوبية التي بدأت بمطالب حقوقية مشروعة أقرها وأقر بها المؤتمر الشعبي العام على أساس اصلاح أوضاع المواطن في عموم الوطن اليمني ومعالجة مشاكله في المحافظات الجنوبية على وجه الخصوص.. تلك المشاكل التي استغلها البعض وبدلاً من التأكيد على ضرورة معالجة الاخطاء التي حصلت هناك راح يدعو الى الانفصال والعودة بالوطن اليمني الموحد الى زمن ما قبل 22مايو 1990م مستغلاً الاوضاع الصعبة والمعاناة التي تشكو منها العديد من مواطني محافظات الوطن اليمني- والمحافظات الجنوبية جزء منها- إذ راح يدغدغ مشاعرهم ويعدهم بالنعيم من خلال مشاريعه الصغيرة.
ومع ذلك كله فإن ثمة عبراً ودروساً يجب الاستفادة منها ونحن نحتفل بالذكرى الخامسة والأربعين لذكرى تحقيق الاستقلال للشطر الجنوبي من وطننا اليمني العظيم، وأولها واحدية الثورة اليمنية «سبتمبر واكتوبر» فواحدية الثورة اليمنية تعني بالضرورة التأكيد على واحدية الشعب اليمني أرضاً وإنساناً، فكلنا يتذكر أنه ومنذ اليوم الاول لإعلان انتصار ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 2691م تقاطر الآلاف من أبناء المحافظات الجنوبية لنصرة الثورة الوليدة ونظامها الجمهوري، وكلنا يتذكر أنه ما مر عام على انتصار ثورة سبتمبر حتى انطلقت ثورة الرابع عشر من اكتوبر 3691م بعد ان شكلت صنعاء عاصمة الثورة السبتمبرية الغطاء الوطني والسياسي لثورة اكتوبر وتحولت صنعاء وتعز الى الحاضن الشرعي لثورة اكتوبر الوليدة، عندها تقاطر عدد من أبناء المحافظات الشمالية الى عدن للاسهام في معارك حرب التحرير التي استمرت أربع سنوات ضد الاستعمار البريطاني وأثمرت عن تحقيق الاستقلال الوطني الناجز.. وبذلك اختلطت دماء اليمنيين من أبناء المحافظات الشمالية مع دماء اخوانهم أبناء المحافظات الجنوبية لنصرة ثورة اكتوبر، وهو الامر نفسه الذي حصل حين سقط المئات لنصرة ثورة سبتمبر في معارك الدفاع عن الجمهورية والحفاظ عليها من السقوط تحت وطأة حروب الملكية البائدة..إذاً التاريخ يؤكد على واحدية الثورة اليمنية ويؤكد على واحدية الشعب اليمني والارض اليمنية الواحدة..
وما أحوجنا ونحن نحتفل بأعياد الثورة اليمنية «سبتمبر واكتوبر ونوفمبر» أن تغلّب مصلحة الوطن على ما عداها، وان نتذكر أن قوة اليمنيين وعزتهم وكرامتهم وقوتهم في وحدتهم وتوحدهم لا في شتاتهم وتوزعهم في كيانات صغيرة بحسب مشاريع انفصالية يبحث أصحابها عن تحقيق شهواتهم في السلطة والتسلط..في الاخير ندعو كل أبناء شعبنا اليمني العظيم- يتقدمهم الساسة والمثقفون والشخصيات الوطنية والاجتماعية والاحزاب ومنظمات المجتمع المدني- الى مراجعة الذات ومراجعة الطموحات غير المشروعة في الانفصال والتشرذم، فالثورة اليمنية قامت لإنهاء التشظي والفرقة والانفصال، فحرام علينا بعد كل تلك التضحيات من أجل الوحدة ان نسمح لأيٍّ كان أن ينال من الوحدة الوطنية لشعبنا والوحدة السياسية لوطننا.
وفي هذا المقام نحن مع إنهاء معاناة كل محافظات الوطن اليمني وإصلاح الأخطاء وتطوير نظامنا السياسي بما يحقق للجميع الاستقرار والأمن والتحسن الحقيقي في عيشه ومعيشته.. لكننا ندعو الى ألاّ نتجاوب مع مطالبات الانفصال لأنه لو حصل -لا سمح الله- سيكون للانفصال انفصال ثانٍ وثالث.. الخ.
كل عام والجميع بألف خير.. كل عام وثورتنا ووطننا ووحدتنا وقبلهم جميعاً شعبنا وقيادتنا بألف خير.
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 06:30 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-29446.htm