الميثاق نت -

الإثنين, 03-ديسمبر-2012
حوار/عارف الشرجبي -
رئيس المؤتمر في لحج لـ«الميثاق»:نتواصل مع الحراك لوضع تصور لحل القضية الجنوبية

< دعا الدكتور قاسم لبوزة - رئيس فرع المؤتمر في محافظة لحج- كافة الأحزاب والتنظيمات السياسية إلى المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني.. وقال: إن الحوار هو السفينة التي يصل بها الوطن الى بر الأمان.. وأكد أنه ليس من حق احد ادعاء الوصاية على المحافظات الجنوبية والشرقية أو أي شبر في هذا الوطن شماله وجنوبه شرقه وغربه.. وحذر من التباطؤ في حل قضايا الناس ورد المظالم الى أهلها.. وطالب في حوار أجرته معه صحيفة «الميثاق»- بدستور يضمن تحقيق العدالة والحرية والمساواة.. وقال: عندما تغيب الدولة وتتخلى عن واجباتها فإن المشاريع الصغيرة تظهر دائماً وتحل الكوارث..
< وشعبنا اليمني يحتفل بالذكرى الـ45 لعيد الاستقلال المجيد.. ما دلالات الاحتفال بهذه المناسبة؟
- بدايةً أهنئ الأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية والزعيم علي عبدالله صالح -رئيس المؤتمر الشعبي العام، وكل أبناء الشعب اليمني بهذه المناسبة العظيمة، وأترحم على الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الحرية والاستقلال والوحدة.. أما عن دلالات الاحتفال بيوم الاستقلال فهو تقليد سنوي نتذكر فيه تلك التضحيات الكبيرة للمناضلين من أجل الانعتاق من الظلم والطغيان الذي عاشه اليمنيون تحت نير الاستعمار البريطاني والإمامة البغيضة.. كما أن الاحتفال بهذه الذكرى هو احتفال بالمنجزات التي تحققت للشعب اليمني خلال مراحل الثورة وحتى اليوم.. وهنا أجد من الضرورة التنبيه الى القيام بتوعية الجيل الجديد والشباب بعظمة تلك التضحيات وأن نذكرهم بتاريخ الثورة ومراحل النضال ليدركوا حجم المعاناة والتضحيات التي قدمها الآباء والأجداد في سبيل الثورة والاستقلال والوحدة حتى نغرس في أنفسهم حب الوطن ليكونوا امتداداً للرعيل الأول من المناضلين في التضحية والفداء من أجل الوطن.
< يتساءل جيل الشباب ماذا تحقق للوطن بعد الثورة والاستقلال وهل يساوي تلك التضحيات التي نتحدث عنها.. وماذا تقول لهم في ظل محاولة البعض انكار تلك الانجازات؟
- لاشك أن الانجازات التي تحققت للوطن بعد الاستقلال كبيرة جداً لا يمكن حصرها، ويكفي أننا أصبحنا أحراراً من الاستعمار الذي أذاق الشعب ويلات الظلم والطغيان.. ويكفي أن الثورة «سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر» كانت هي البوابة الحقيقية والوحيدة ليوم 22 مايو 1990م الذي أُعلن فيه اعادة تحقيق الوحدة اليمنية، ولا ننسى أن الاستقلال قد سهل لقيادة الشطر الجنوبي من الوطن توحيد 22 سلطنة ومشيخة بفعل تآمر الاستعمار.. كما أن الانجازات التنموية التي تحققت للشعب كبيرة في كل المجالات لاسيما تحقيق الوحدة اليمنية، وهي شاهد على نفسها ولا يستطيع أحد انكارها واذا كان هناك من يجهلها ويجهل نضال الآباء والأجداد فذلك بسبب قصور المناهج الدراسية التي غابت عنها هذه الثقافة الوطنية المهمة التي كان يجب ان تتضمنها المناهج في كل المراحل الدراسية ولهذا لابد أن نعيد النظر في صياغة المناهج الدراسية منذ الفصول الأولى وحتى الجامعة.
وحدوية منذ الأزل
< ما أهم التحديات التي تواجه الثورة اليمنية بعد هذه المدة على قيامها؟
- التحديات كبيرة ومتنوعة ليس من اليوم بل منذ فجر الثورة والاستقلال والوحدة فهي مستمرة ولكن كنا نتغلب عليها لأننا موحدون في الفكر والارادة وحب الوطن، فعلى الرغم من أننا قبل الوحدة كنا نظامين في الشمال والجنوب إلاّ أن الشعب كان موحداً في كل شيء، أما اليوم فقد حاول البعض ممن خسروا مصالحهم تسميم أفكار الشباب وحتى البعض ممن كانوا بالأمس يؤمنون بقيم الثورة والوحدة، واذا أردنا معالجة هذه الأمور علينا أولاً القيام بتشخيصها بشكل موضوعي وعلمي ودقيق بعيداً عن العواطف أو الروح الانتقامية أو الانهزامية التي لدى البعض ممن خسر موقعه هنا أو هناك، واذا شخصنا السبب سنتمكن من معالجة الأخطاء التي قد يدخل من خلالها ضعاف النفوس الذين يحاولون كسر وحدتنا واضعاف مشاعر الحب بين ابناء الوطن اليمني الواحد من المهرة الى الحديدة ومن صعدة الى عدن.. اذاً علينا مواجهة أنفسنا بالاخطاء دون مكابرة أو عناد أو غلو.. وعلينا رص الصفوف لتظل اليمن قوية موحدة تنعم بالأمن والاستقرار، لأننا لو انقسمنا على انفسنا بدوافع الانتقام والمكايدة فإن الطوفان سوف يجرفنا جميعاً- لا قدر الله، وقد بدأنا نسمع أصوات نشاز تنادي بالصوملة وفك الارتباط والدعوة المذهبية والطائفية، ولذلك لابد أن نبدأ بإصلاح الأخطاء من الآن ولابد من اعادة النظر بالمناهج وبصورة عاجلة لكي نحافظ على شبابنا ونحصنهم من الأفكار الشيطانية المغرضة.
< وكيف يمكن ذلك؟
- أدرك أن هذا الأمر ليس بالسهل، ولكن علينا أن نبدأ من اليوم بلورة فكر جديد لمناهج الطلاب على أن تتضمن سير المناضلين الوحدويين الذين ناضلوا في الشمال وهم من المحافظات الجنوبية والعكس لكي ندلل للشباب وحدوية اليمن منذ الأزل.. وعلينا من خلال هذه المناهج وبصورة عصرية أن نطرح تساولات مهمة وهي لماذا هولاء المناضلون من لحج وأبين وشبوة والضالع ذهبوا الى صنعاء وتعز وحجة للكفاح ضد الإمامة من تلقاء أنفسهم دون مقابل مادي أو بدافع أو طلب من أحد.. ولماذا جاء الى عدن ولحج أناس ومناضلون من تعز وإب وغيرهما من الشمال.. كما علينا أيضاً أن نعلم أن أبناءنا الشباب ألا نحمل الوحدة اليمنية أخطاء البعض سواءً ممن أخطأوا من الشمال أو الجنوب بحق الشعب هُنا أو هناك.. وعلى أبناء أو أحفاد المناضلين في المحافظات الجنوبية الذين كافحوا من أجل تحقيق الوحدة اليمنية والعربية الشاملة أن يسألوا أنفسهم هل يليق بهم وبتاريخ الآباء أن يأتي من صلبهم من يدعو الى فك الارتباط أو التشطير بعد أن دفع الآباء تلك التضحيات، أما اذا كان هناك أخطاء أو مظالم وهي فعلاً موجودة- عليهم وعلينا جميعاً العمل على إعادتها الى أصحابها ولابد من عودة الأراضي مثلاً الى أهلها وعودة المسرحين من الوظائف العامة حتى يشعر الجميع بأن الأفضل قادم لامحالة.ولكي أكون دقيقاً وواضحاً أكثر لابد من الاعتراف والإشارة الى أن الجميع أخطأ سواءً الاشتراكي قبل الوحدة وبعدها وأيضاً المؤتمر الشعبي العام بعد الوحدة، وكذلك حزب الاصلاح الذي أخطأ كثيراً في الشمال والجنوب وكانت هذه الأخطاء هي سبب أو ذريعة لظهور وسماع تلك الأصوات النشاز التي نمقتها جميعاً.. ولذلك أقول على كل الخيرين من كافة الأحزاب السعي لرفع الظلم دون محاولة إلصاقه بالآخرين وتبرئة الذات.
< يدَّعي الحراك الجنوبي أنه الممثل الوحيد للمحافظات الجنوبية والشرقية.. كيف ترى ذلك؟
- ليس من حق أحد أو حزب أو جماعة سواءً الحراك أو غيره ادعاء الوصاية على الجنوب أو الشمال أو الشرق أو الغرب في بلادنا الحبيبة.. ولو نظرنا الى المؤتمر الشعبي العام سنجد أن له أغلبية مطلقة في الساحات بدليل عدد الدوائر الانتخابية في المجالس المحلية والنيابية وأيضاً ما حققه مرشحه الرئاسي في انتخابات 2006م ومع ذلك لا ولن ندعي أننا في المؤتمر الشعبي العام أوصياء على أي شبر في الوطن.. ولكن علينا أن نقول ونعترف بأننا شركاء مع بقية الأطراف والأحزاب وعامة الشعب.. وهُنا أتساءل: من يدَّعي الوصاية على المحافظات الجنوبية.. هل تضمنون أن تثبّتوا الوحدة في الجزء الذي تحاولون الوصاية عليه أم أننا سوف نشاهد هذا الجزء وقد تفكك الى أكثر من مائة سلطنة ومشيخة وإمارة ودويلة.. وهنا تكون الكارثة التي قد لا يدركها الكثير من أبناء الشعب حالياً.. وقد ظهرت بوادر الانقسام جليةً من خلال انقسام أطراف الحراك وفصائله التي لم تتفق على وجهة نظر موحدة بل شاهدنا بوادر صراع بين هذه الفصائل الحراكية، رغم أننا كنا فرحين بهذا الانقسام إلاّ أننا ننبه لخطورة ما قد يحدث مستقبلاً، لذلك علينا البحث عن القواسم المشتركة، ونريد تصالحاً وتسامحاً بين كل الأطراف.
< كيف يتم معالجة القضية الجنوبية في نظرك؟
- القضية الجنوبية بدأت مطلبية وحقوقية ولكن تباطؤ الدولة بعملية الحل العادل أدى الى تطور هذه المشكلة الى قضية سياسية وحقوقية، ورغم ذلك لابد من التأكيد أنه ليس من العدل أن يحاول البعض التكسب الشخصي والحزبي على حساب الوطن ومصالحه.. ولابد من الاشارة الى أن المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة، وكذلك القرار الأممي «2014» قد أكدت على حل القضية الجنوبية في اطار الوحدة اليمنية وبمشاركة كافة الأطراف ولابد من الخروج بالحوار المرتقب بمشروع دولة قوية عادلة وموحدة.،
< هل اللقاءات التشاورية التي عقدت مؤخراً في عدن وبقية المحافظات من المؤتمر الشعبي العام خرجت بمشروع يعالج قضايا الناس والقضايا التي ستعرض على مؤتمر الحوار؟
- لقد شاهدنا أن لجنة الإعداد لمؤتمر الحوار الوطني تذهب للخارج للتفاهم ودعوة الحراك إلى الحوار، في الوقت الذي أغفلت أطرافاً سياسية فاعلة في الوطن، وقد بدأت فكرة اللقاءات التشاورية من قيادة المؤتمر لكي نضع تصوراً لبرنامج عمل للمؤتمر الشعبي العام يضعه أمام مؤتمر الحوار وايضاً حرصنا على أن تشارك كافة الأطراف في الساحة في بلورة هذا التصور وقد شكلنا فرق تواصل مع بقية الأطراف بمن فيهم الحراك حتى نجسد الشراكة، ومازلنا نسعى لتحقيق ذلك حتى الآن من أجل وضع حلول مناسبة للقضية الجنوبية ترضي كل أبناء الشعب والأطراف السياسية بطريقة منطقية بدلاً من محاولة البعض فرض رأي محدد ولو بالعنف والاقصاء لأن ثقافة العنف مرفوضة بكل المقاييس.
رؤية واضحة
< وهل بدأتم بالتشاور مع القيادات الوسطية والقواعد داخل المؤتمر الشعبي العام في المحافظات؟
- نعم فقد التقينا بكل القواعد والقيادات المؤتمرية على كل المستويات بدءاً بالمراكز ثم الدوائر والمحافظات ولذلك كونا رؤية واضحة ستقدم للحوار ان شاء الله.
وهنا لابد من الاشارة الى أن المؤتمر الشعبي العام تنظيم متجدد وليس جامداً، فنحن دائماً السباقون في تلمس قضايا الوطن ومد أيدينا للآخرين في الفعاليات والأحزاب السياسية ولعامة الشعب، وذلك لأننا ندرك أن الانعزال عن الآخرين سلوك قاتل لمن يمارس سياسة عزل الآخرين أو الانعزال عنهم لأن سلوكاً كهذا مدمر ولذلك نتجنبه.
< ماذا تقصد بالسلوك الانعزالي المدمر؟
- الدعوات الانفصالية أو فك الارتباط أو غيرها من الدعوات التي تؤدي الى التقوقع والتراجع للخلف عن الوحدة سلوك مدمر لمن يمارسه ولعامة الوطن.. والذين يدعون إلى الانفصال يدركون قبل غيرهم أن الوطن اذا انفصل شماله عن جنوبه فإنه لن يبقى الشمال شمالاً ولا الجنوب جنوباً بل سوف يتشظى الجنوب الى دويلات متناحرة داخل كل محافظة على حدة وسوف تصل عدد الكيانات الى أكثر من مائة دويلة وسلطنة وامارة وعندها فقط سيبدأ مسلسل التناحر بين أبناء الوطن.
ولذلك لابد من مشروع وطني يتضمنه الدستور الجديد يحافظ على وحدة الناس وأحلامهم في العيش الكريم، تُكفل فيه اعادة الحقوق المنهوبة، والأراضي التي أخذت باسم الاستثمار الوهمي ولابد أيضاً من عودة من تم اقصاؤهم من وظائفهم دون وجه حق.. أقول هذا لأننا في المؤتمر ندرك أن العدل الاجتماعي اساس الحكم الرشيد الذي لا تتخلى الدولة فيه عن وظائفها لتترك الأمر لأصحاب المشاريع الصغيرة.
< كلمة أخيرة تريد قولها؟
- أدعو كافة الفعاليات والأحزاب والتنظيمات السياسية في الساحة الوطنية إلى الوقوف بجانب الأخ المناضل عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية ليتمكن من الوصول بالوطن الى بر الأمان.. وعلى الجميع أن يضعوا نصب أعينهم مصلحة الوطن قبل المصالح الخاصة وأن يتوجهوا الى مؤتمر الحوار يدفعهم حب الوطن بعيداً عن الحقد والكيد السياسي القاتل.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 02:42 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-29458.htm