الإثنين, 10-ديسمبر-2012
الميثاق نت -   عبدالجبار سعد -
دولة الأخ الأستاذ محمد سالم باسندوة رئيس مجلس الوزراء المحترم
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
وبعد فإني قد عرفتك قدما عن قرب وإن لم تطل بي الصحبة ولكن قد عرفتك من خلالها ودودا خلوقا أديبا حسن المخالطة متتبعا لكل مايدور في هذه الدنيا في كل العوالم كثير الصحبة للناس على اختلافهم .
ثم جاءت الازمة فبرزت فيها كمابرز الآخرون بتحاملهم على نظام الحكم والحاكم لأسباب نعرف بعضها ونجهل بعضها الآخر فعذرناك ,ثم جاءت المبادرة الخليجية لتضعك على رأس ماسمي بحكومة الوفاق بعد مسار لم يرضه أحد من ذوي القيم .
نعم ياسيدي لقد صحب الأزمة مواقف لا يمكن أن ننسبها لتقوى المؤمنين ولا لخلق الرجال ولا لمروءة وشهامة اليمانيين ويكفي أننا قضينا شهورا طوال في التعنت حول توقيع الوثيقة وأين يجب ان يكون وأمام من يحلف الوزراء؟ وكل هذه أظهرت أخلاقا رديئة وقيما منحطة لم نعهدها من سلف ولا خلف من المؤمنين ولا العرب ولا من آبائنا اليمانيين ذوي القلوب الزكية المؤمنة الطاهرة .
ثم تسلمتم حكومة الوفاق وكنا نعتقد أن ما حباكم الله به من معارف وسعة اطلاع وحسن خلق وطول معاشرة للموافقين والمخالفين سوف تجعلك شوكة ميزان لا تحيد بك عن الحق ,وتطفئ بك كل ما اشتعل من حرائق بين إخوة الوطن والدين والقربى ولكن وباستثناء موقف واحد في مجلس النواب اكتسبت فيها محبة واحترام شعبك فقد رأيناك خصما عنيدا للوفاق ومحرضا على الفتن ومثيرا للشقاق وهو مالم نكن نأمله منك على وجه الخصوص يا سيدي.
>>>
دولة رئيس الوزراء.. يقول الله تعالى .. «ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفرلكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فازفوزا عظيما «
ويقول جل وعلا.. للمؤمنين عن المشركين « عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله قدير والله غفور رحيم «
ويقول سبحانه وتعالى ..»ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم .. وما يلقاها إلا الذين صبروا ومايلقاها إلا ذوحظ عظيم «..
دولة رئيس الوزراء وفي هدي خير خلق الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم الكثير مما قصه الله علينا وقصته السير لكي نعتبر بها ونتأسى بها .. فقد علمنا منه أنه يوم الفتح الأعظم .. قال لكل المشركين الذين هجّروه وعذبوه وأصحابه وحاصروه وقتلوا خيار أهله وأصحابه «إذهبوا فأنتم الطلقاء «وصافحهم واحدا واحدا وبايعهم واحدا واحدا وواحدة واحدة ولقد كان لك ولكل مؤمن في رسول الله أسوة حسنة .
ولقد التقى يوم الحديبية بسهيل الأعلم ومن جاء معه من المشركين حينها ووقع معهم اتفاقية الصلح ولم يطلب ملوك الحيرة أو الشام ليوقع الصلح بين ايديهم حتى لو كانوا عربا .
>>>
فاستفق يا أيها الرجل الصالح في نفسه كما وصفه من يعرفه وهو الرئيس الصالح في غمرة الخصومة معه واعلم انك مسئولا عن أمة ولا يليق بك أن تكون حقودا أو متحيزا أو شحيحا على أحد من شعبك ولا تستبعد أو تقصي أحدا منهم ولا تكن له خصيمافي الدنيا والأخرى إلا بشريعة الله التي تفهمها أنت ولم تتعلمها من معشر باعوا دينهم بدنياهم وحرفوا الكلم عن مواضعه ابتغاء الدنيا وزينتها وسلطانها .
دولة الأخ رئيس الوزراء .. الرئيس الصالح تعرفه أنت أكثر ممايعرفه رجل مثلي فقد كنت أنت وزيرا له ومستشارا وجليسا وطال مكثك بين يديه وتعلم أنه زعامة ندر وجودها في أرض اليمن منذ صدر الاسلام حتى الآن على الأقل (سمحا سخيا شجاعا كريما عاقلا جامعا محنكا صبورا حليما ...إلخ ) وأنت أعلم بالتاريخ وتعلم أنه إن كانت له من خطيئة فهو أنه أطلق أيدي البعض الذين كانوا قد خرجوا عليه هو بالأمس وقد بدأوا بالخروج عليك أنت اليوم ..مصداقا للقول المأثور .. « من أعان ظالما على ظلمه سلطه الله عليه «.وقد رأيناهم يهمون بالخروج بين الحين والحين وجهرة وخفية على رئيس ارتضاه الجميع هو الرئيس الهادي ثبته الله وأبعده عن ألاعيبهم .
>>>
دولة رئيس الوزراء.. لم تسمح لنا قيمنا أن نقترب كثيرا من الرئيس الصالح في ظل حكمه كما اقتربتم وننتفع منه كما انتفعتم أنتم وكل الخارجين عليه بالامس كما أن قيمنا نفسها وتربيتنا وشريعتنا وعقولنا لم تسمح لنا بأن نكون خارجين عليه ومسيئين إليه بالباطل قبلا وبعدا وهو الصالح فطرة بعلمكم وبعلمنا وبعلم كل ذوي الفطرة السليمة حتى العجائز العواتك في خدورهن .
دولة رئيس الوزراء.. :يعلم الله أني احبك في الله وقد سمعت أنك في مقتبل عمرك كان لديك مال فيه شبهة فبنيت به مسجدا في أرض الكنانة وهذا يعطي معنى الورع المبكر فأرجو أن يصحب الجميع مثل هذا الورع وقد بلغنا من الكبرعتيا .. وأرجو أن تعلم أن الله قد جعلك الرجل الثاني في ارض الحكمة والإيمان فزخرف ماتبقى من صفحات عمرك بخير عمل وكن للكل أبا وأخا وراعيا واجمع ولا تبدد ووفق ولا تفرق وكن زكيا سخيا طاهرا مصلحا جامعا وهيئ نفسك للقدوم على ملك الملوك من ملكه أعظم من ملك كل ملوك الدنيا وجاهه أعظم من جاه كل وجوه الدنيا وهو الغني والكل بين يديه فقراء .
ومعذرة ياسيدي فلو وجدت طريقا غير هذا الطريق لإيصال رسالتي لفعلت ولكنك كبير ونحن دون ذلك وأرجو أن تعلم من أي قلب أتتك هذه ولن ننساك من كل خير نقدر عليه حتى الدعاء إن شاء الله .
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 25-نوفمبر-2024 الساعة: 12:41 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-29558.htm