الإثنين, 10-ديسمبر-2012
الميثاق نت -   فيصل الصوفي -
محمد سالم باسندوة رئيس حكومة وفاق وطني، يريد الناس أن يسمعوا منه ما يقوي الوفاق ويحافظ على استمراره، وهو بحكم موقعه مطالب بأن يتصرف باحترام مع الجميع، وأن يكف عن التفوه بعبارات مثيرة لمزيد من الانقسام الوطني في هذا الوقت الذي تتجه فيه كل جهود رئيس الجمهورية نحو إزالة أسباب التوتر السياسي لتهيئة الأجواء المناسبة للحوار الوطني الذي ليس أمام الجميع خيار آخر غيره.. فلا يعقل أن يكون لدينا رئيس جمهورية يبذل كل جهده وطاقته لإخراج البلد من أزمته، وفي نفس الوقت يكون لدينا رئيس حكومة يعمل على الضد من ذلك، ويبذل جهده لإشعال الحرائق وتسميم المناخ السياسي بدخانها ليستمر التوتر والصراع.
كلمة باسندوة التي ألقاها عبر وسائل الإعلام الحكومي بمناسبة مرور عام على تشكيل حكومة الوفاق، تضعف الوفاق الوطني.. لقد سبق وأن تنكب باسندوة طريق الوفاق بتصريحات وخطب ألقاها عبر منابر مختلفة تنضح كراهيةً وعداوةً لطرف أساسي في التسوية السياسية وشريك في حكومة الوفاق، وقد أثارت غضب رئيس الجمهورية الذي مقت هذا الخطاب وحذر منه، وكنا نعتقد أن باسندوة قد أخذ العبرة، ولكن لا يبدو أنه حريص على أن يكون عوناً لرئيس الجمهورية.. فهذه المرة استغل مناسبة مرور سنة على تشكيل الحكومة ليظهر عدم قدرته على كبح أهوائه الكريهة، ومدى صعوبة التحكم بتصرفاته كرئيس حكومة وفاق.. وإلا كيف نفسر هجومه على قيادة المؤتمر الشعبي الطرف الأساسي في التسوية والشريك في الحكومة التي يترأسها باسندوة.. في المساء يتهم حكومة المؤتمر وفي الصباح يترأس اجتماع الحكومة التي نصف وزرائها الحاليين يمثلون المؤتمر، وكان معظمهم ضمن حكومة المؤتمر التي ظلت تعمل إلى ما قبل تشكيل حكومة الوفاق؟
على أن كلمة باسندوة الأخيرة لم تتعاطَ معها كل وسائل الإعلام الحكومية كثيراً، وأغلب الظن أن مرد ذلك توجيهات عليا صدرت بعد إذاعة الكلمة عبر التلفزيون الحكومي، ويبدو أنها كانت مفاجئة وغير متوقعة من قبل رئيس الجمهورية.. وعلى أي حال هذا لم يغير شيئاً في الأمر.. فالجيفة قد فاحت..يبدو أن رئيس الحكومة لم يعد راغباً في الاستمرار بمنصبه، بعد أن أجمعت الأطراف الممثلة في الحكومة على أن هذه الحكومة لا تعمل بصورة جيدة، وصار باسندوة يهاجَـم من قبل الذين رشحوه لرئاسة الحكومة.. وقد استغل مناسبة مرور سنة على تشكيل الحكومة ليضرب هنا وهناك.. يهاجم ويتهم قيادة المؤتمر وحكوماته السابقة، وفي ذات الوقت يحرك جوامد الساحة -بوصفه رئيساً لما يسمى المجلس الوطني للثورة الشبابية- للغضب «الثوري» على الرئيس عبد ربه منصور هادي بدعوى أنه لم يستكمل «أهداف الثورة»، فضلاً عن أن اتهاماته لقيادة المؤتمر وحكوماته و»النظام السابق» تتضمن اتهاماً مباشراً للرئيس هادي أيضاً، كونه كان نائب رئيس جمهورية في «النظام السابق» والرجل الثاني من حيث الأهمية واتخاذ القرار في المؤتمر الشعبي وحكوماته.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 18-يوليو-2024 الساعة: 05:36 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-29561.htm