الثلاثاء, 11-ديسمبر-2012
-
استطلاع هناء الوجيه
من قضايا العنف التي تحيط بالمرأة اليمنية تعد قضية ختان الإناث التي يعاني منها عدد لا يستهان به من النساء والفتيات، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط والقرن الافريقي- واحدة من المشاكل، حيث يعاني من نسب مرتفعة، فنصف النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15-49 في جيبوتي والصومال واحدة منهن على الأقل تعرضت لهذه الممارسة، وفي السودان تصل النسبة الى 45%، ومصر 24%، وفي اليمن 20%، وبحسب الاحصائيات يقدر عدد النساء اللاتي تعرضن للختان بحوالى 100-130 مليون امرأة في العالم، ويزيد العدد بمليون طفلة كل عام في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا، وهذه الأرقام مرعبة وخاصة إذا ربطناها بالمعاناة والغذاء والألم النفسي المرتبط والملازم لضحايا هذه الممارسة، ناهيك عن الاضرار والمضاعفات الصحية الخطيرة .. وبمناسبة الاحتفاء العالمي المناهض للعنف.. وجدنا من الضرورة التحدث عن واقع ختان الإناث في اليمن لمواجهة هذه الظاهرة وخرجنا بهذا التحقيق:
الأخت خضراء علي أحمد - ممرضة تعمل في إحدى المناطق التي ينتشر فيها ممارسة ختان الإناث وقد تحدثت قائلة:
- عادة ختان الإناث تشكل مأساة تعيشها الفتاة وترافقها مراحل العمر بلحظات يملأها الشقاء والتعاسة والألم.. هناك كثير من النساء من ضحايا الختان حين يسمعن الاخريات وهن يتحدثن عن شهر العسل يشعرن بالأسى لأن العذاب الذي يواجهنه يجعل من ذلك الشهر شهر مر وألم، لأن تلك الزوجة بعد يوم من الزواج يأخذها زوجها أو أحد أقاربه الى الطبيبة لشق الختان بشكل جزئي، كما أنه مع كل ولادة لابد أن تشق الضحية الختان وبعد الولادة يعاد الرتق.. عذاب لا يوصف ، وفي حالات قد تفقد الضحايا جنينها عندما تحاول الممرضة شق الختان لخروج الطفل، فشقت رأس الجنين الذي غادر الحياة.. الختان هو تعذيب دائم للمرأة وقضاء على السعادة وموت بطيء يستمر ألمه حتى تغادر الضحية الحياة.
ورم خبيث
أما الأخت ثريا يوسف فتذكر قصة إحدى جيرانها من ضحايا الختان والتي أُدخلت مستشفى الثورة مؤخراً وظلت هناك لإجراء العملية الثانية، فقبل عام أجرت عملية مماثلة ولكنها لم تنجح وعاودها نفس الورم.. مشيرة الى أن تلك الضحية أصابها ورم خبيث في منطقة الختان بسبب التلوث واحتقان الدم والالتهابات التي أدت الى نشوء هذا الورم الخبيث، وها هي اليوم تعاني أشد حالات المرض بسبب عادة مجحفة وخاطئة تظلم الفتاة وقد تؤدي بها الى الوفاة.
موت بطيء
الاخت فردوس علي من سكان إحدى المناطق التي تمارس فيها عادة الختان فتحدثت قائلة:
- في منطقتي يعتبر الختان من العادة الضرورية، والبعض يقول انها سنة من الدين لتطهير الفتاة، لكن هذه العادة تعتبر موتاً بطيئاً لفتاة.. وأعرف الكثير من الفتيات يعانين من أضرار صحية كبيرة منها على مستوى التبول، وعند نزول الدورة الشهرية وغيرها، ناهيك عن معاناة فترة الولادة وأثناء الحياة الزوجية عموماً، ولابد من القضاء على هذه العادة السيئة، وأن يدرك المجتمع أن الدين لا يرضى بالظلم أو العذاب، فلماذا تظلم الفتاة باسم الدين والعادات والتقاليد.
عادة مجحفة
وفي الجوانب الاجتماعية تؤكد الاخت أفراح القرشي -مسؤولة البرامج والمناصرة في جمعية رعاية الاسرة اليمنية- أن كثيراً من حالات التفكك الاسري تكون في محيط ضحايا النساء اللاتي تعرضن للختان، لأن المرأة تكون في انكسار وألم ومعاناة، ولا ترغب في الحياة الزوجية، وهذا يؤدي الى النفور، وفي أغلب الحالات الى الطلاق، بالتأكيد هناك دوافع ومبررات اجتماعية خاطئة، وهي التي تجعل البعض وخاصة في بعض المناطق اليمنية يمارسون عادة ختان الإناث اعتقاداً من البعض أن ذلك من سنن الدين، والبعض يجهل الأضرار العضوية والنفسية والجنسية والاجتماعية لختان الإناث، ويتوجب على الجميع العمل الجاد للقضاء على هذه الظاهرة من خلال التوعية المجتمعية الصحيحة لتوضيح الاضرار والمخاطر المترتبة على عملية ختان الإناث.
ضرر كبير
وحول رأي الدين من هذه العادة المجحفة تحدث الشيخ جبري حسن قائلاً:
- الدين الاسلامي لا يرضى أبداً بالضرر، وختان الإناث فيه ضرر كبير على الفتاة صحياً ونفسياً واجتماعياً، وهذا كافٍ لتوضيح موقف الدين من هذه الممارسة، ثم انه لم يرد في القرآن أو السنة نص يتحدث عن ختان الإناث، كما لم نسمع أبداً أن الرسول- صلى الله عليه وآله- وسلم طبق الختان على أحد من بناته أو بنات بناته، وهذا يدل على أن الشريعة لا ترضى بالأذى، ورفع الضرر واجب، وبالتالي فإن ختان الإناث لا أساس له في الدين، وينبغي التوعية بذلك وتوضيح أضرار هذه الممارسة الخاطئة في المجتمع للقضاء عليها.
رسائل إعلامية
ونختتم مع الاخ عزيز عبدالمجيد -المنسق العام لبرنامج المرأة والطفل بوزارة الاعلام والذي تحدث عن دور الاعلام وأهميته في القضاء على ممارسة ختان الإناث قائلاً:
- لابد من تطوير العمل الاعلامي بما يخدم المجتمع، ومن ذلك القضاء على ممارسة عادة الختان، لما لها من أضرار صحية ونفسية واجتماعية، حيث ينبغي إعداد مواد إعلامية يتقبلها المجتمع للمساهمة والإقناع بالتخلي عن ممارسة هذه العادة الخاطئة والمجحفة في حق الفتاة، ويعول على الدور الاعلامي وبالذات القنوات الإذاعية التي يمكن وصولها وتتابع برامجها معظم الشرائح ومنها الفتاة وخاصة في الأرياف وعند الفئات الأمية .. نتمنى أن يعمل الجميع من أجل القضاء على هذه الظاهرة السيئة والتي تسبب العديد من الآثار السلبية على الفتاة.. وذلك لن يكون الا من خلال نشر الوعي المجتمعي الصحيح، وبتوضيح الاضرار والمخاطر المترتبة على عادة ختان الإناث.
واجب التصدي
وخلاصة لما ورد من آراء نستخلص أن عادة ختان الإناث لا أساس لها في الدين ولها أضرار صحية ونفسية واجتماعية جسيمة، ويجب على المجتمع التصدي لهذه الظاهرة والقضاء عليها.



تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 27-نوفمبر-2024 الساعة: 11:54 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-29573.htm