الميثاق نت - ابين

الثلاثاء, 11-ديسمبر-2012
-
كتب/ بليغ الحطابي

بالأمس عاشت أبين أحداثاً مؤسفة، واليوم تحاول جاهدة وبجهود ذاتية من السلطة المحلية تضميد جراحها بعيداً عن مزايدة السياسيين.. وحيدة وأبناؤها المتفائلون بالمستقبل تداوي جراح مثخنة بالاهمال واللامبالاة..»وكأنها تقول «انها ليست بحاجة الى وعود الحكومة الوفاقية «العرقوبية.. وامتهانها بإبقاء الوضع في المحافظة كما هو عليه دون معالجة..

في مدينة زنجبار وواجهة أبين الحضارية تعود الحياة تدريجياً رغم الاهمال والتقاعس الحكومي ورغم تهديدات عناصر القاعدة التي لاتزال تتواجد في بعض مناطقها.. تعود عاصمة أبين - وأهم وأبرز مدنها ومناطقها، لترسم على محياها ابتسامة تحمل مزيجاً من السعادة بعودة أعداد كبيرة من مواطنيها وكذا تحمل مرارة وألماً جراء ما ذاقته وتجرعته هي وبقية المناطق والقرى المجاورة، .رويداً رويـداً تعود إلى زنجبار وجعار طمأنينتهما وهدوءهما الذي افتقدته منذ مارس من العام 2011م.. فاليوم تخلع هذه المدينة الثوب الأسود الذي كانت ترتديه وتلبس ثوب البهاء والزهو والتفاؤل بالمستقبل المشرق..

ومع عودة الغالبية من أبناء هذه المدينة.. أجرينا هذه اللقاءات لننقل للقارئ والمتابع أوضاع المدينة وأبنائها بعد ما عاشته من أحداث سابقة وما هي عليه اليوم..

وتأكيداً على عودة الحياة وحقيقة تجاوز الصعوبات التي ادركتها قيادة المحافظة ممثلة بمحافظها الشاب جمال العاقل..غير ان تلك التحديات لم تجعله يستسلم معلناً بذلك عن مرحلة جديدة ستشهدها المحافظة بالتغلب على الجروح وآثار مأساة الحرب مع الارهاب.

فيقول المحافظ العاقل: إن السلطة المحلية وبإمكانياتها البسيطة وبتفاعل مؤسساتها تسعى وبخطى حثيثة من أجل الارتقاء بمستوى الخدمات الضرورية من مياه وكهرباء وصرف صحي واتصالات في ظل ظروف غاية في التعقيد.

وأضاف: ان المرحلة الاهم التي تنتظرنا الآن هي اعادة اعمار ما دمر من مباني المؤسسات الحكومية ومنازل المواطنين حيث كلفت لجان فنية وهندسية بالنزول الميداني لحصر وتقدير حجم الاضرار في كل مرفق ومنزل وكذا المزارع والمنشآت والمحلات وغيرها، وندعو الحكومة والجهات الداعمة الى العمل على سرعة استكمال انشاء صندوق اعادة الاعمار الذي صدر بانشائه قرار من الأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية بعد ان اقرته الحكومة.

ثمرة جهود ذاتية..

لقاءات عدة ترأسها المحافظ جمال العاقل بالمواطنين والسلطات المحلية و قيادات وأعضاء مجلس أهالي أبين أكد أن من أهم الأولويات بعد الانتصار المؤزر لأبطال القوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية هي إعادة الأمن والاستقرار إلى كل ربوع المحافظة بمدنها وأحيائها، والعمل على إعادة الخدمات العامة وخاصة الكهرباء والمياه والمجاري التي تعرّضت شبكاتها للتخريب الكامل، ومواصلة أعمال اللجان الفنية والهندسية التي تقيّم وتحصر الأضرار لإعادة البناء والإعمار للمؤسسات والمرافق والمدن التي تهدّمت فيها منازل المواطنين جزئياً أو كاملاً، وإخلاء جعار من الألغام والأجسام الغريبة.

وقال: إننا سنعمل في كل ما من شأنه إعادة الحياة والاعتبار لأبين وأبنائها المتضرّرين والنازحين الذين عانوا الأمرّين في التشريد من مناطقهم، والعمل على معالجة الاضرار التي تعرّضوا لها.

وأضاف: نعمل حالياً على استغلال كل ساعة وكل دقيقة من أجل تجاوز آثار المأساة الناتجة عن الحرب ضد الإرهاب التي شرّدت الكثير من السكان لأكثر من عام، داعياً الجميع للعمل دون استثناء ورص الصفوف لمواكبة المرحلة؛ لأن الأزمة خلّفت مأساة كبيرة،لافتاً إلى تجاوز آثار الأحداث يتطلب من المواطنين تعزيز الثقة بالنفس وتضافر الجهود والتحرُّر من الحواجز النفسية من أجل مواجهة التحديات، مشيراً إلى حرص قيادة السلطة المحلية على العمل المؤسسي لاسيما أن محافظة أبين لديها كوادر مؤهلة ومجرّبة ومنظومة قيمية متكاملة تساعد الجميع كل في مديريته على القيام بواجباتهم.. داعياً القوى السياسية إلى ان تحمُّل مسؤوليتها والالتحام فيما بينها من أجل مصلحة المحافظة.

مواطنون في المرافق

وحول الإجراءات التي اتخذتها المحافظة لمعالجة أوضاع المرافق التي تم النزول فيها من قبل عدد من المواطنين

أكد :أن المحافظة لن تسمح ببقاء هؤلاء المواطنين في هذه المرافق، ولكن نتيجة للظروف الإنسانية سمحنا لهم بالبقاء مؤقتاً.. ومستمرون في وضع المعالجات المناسبة وقد بدأنا في برنامج إعادة تنظيم أوضاع المرافق والمؤسسات وإيجاد مواقع مناسبة للمواطنين بدلاً عن مباني المرافق الحكومية.

مؤكداً أن ما تم إنجازه من بُنى تحتية في مجال الكهرباء والمياه منذ تحرير العاصمة زنجبار وضواحيها اعتمد على عمل الكوادر المحلية وإمكانيات هذه المرافق، ولم نتسلّم بعد أي امكانيات جديدة من الحكومة رغم ما أقرّه مجلس الوزراء لمعالجة أوضاع أبين واصطحابنا لعدد من الوزراء لزيارة العاصمة ووقوفهم على حجم الأضرار، إلا أنه لم يتم تحويل الاعتمادات والإمكانيات المطلوبة للمرافق وماتزال عالقة حتى اليوم..

بداية الغيث..

وفيما بدأت عملية اعمار (45) منزلاً مدمراً في مدينة جعار بمديرية خنفر التي دمرت، فقد جرى الثلاثاء الماضي التوقيع على أربعة عقود بناء بقيمة مئة مليون ريال..

وفي حفل التوقيع أشاد المحافظ جمال العاقل بالرأسمال الوطني.. مؤكداً وقوف السلطة المحلية إلى جانب المشرفين على هذا المشروع الهام...وفي ذات السياق تجرى حالياً عملية إعادة تأهيل مستشفى الرازي العام بمدينة جعار وتجهيز كل الأقسام التي تضررت جراء الحرب التي شنها تنظيم القاعدة الارهابي على أبين العام الماضي ..

كما تعمل شركة هينان زانج منج الصينية المنفذة لمشروع سد حسان الاستراتيجي البالغ تكلفته 120 مليون دولار بتمويل من صندوق ابو ظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة على سرعة بدء الخطوات العملية والتنفيذية لمشروع السد كونه من المشاريع الهامة التي يُعول عليها كثيرا في خدمة التنمية الزراعية في المحافظة.

عودة جزئية للأمن

من جانبه أكدالعميد عمر علي عبدالله يسلم مدير الأمن على أهمية عودة الحياة الأمنية إلى طبيعتها، مطالباً مسؤولي الإدارات الأمنية ضرورة إلزام الأفراد والضباط بالالتزام بالعمل اليومي مع تأكيده على ضرورة توفير النواقص من قبل وزارة الداخلية أو من خلال محافظ المحافظة جمال العاقل الذي أكد على تقديم كافة أشكال الدعم لعمل قيادة الأمن.

إلى ذلك يقول الأستاذ/ أحمد ناصر جرفوش ـوكيل المحافظة: بكل تأكيد أبناء اليمن بشكل عام يتطلعون إلى عودة الهدوء والأمن والاستقرار وانطلاق الحوار الوطني وتحقيق المصالحة الوطنية، سئمنا من الأزمات والصراعات.. نريد يمناً جديداً وعملاً جاداً ومسؤولاً وواقعاً ومستقبلاً أفضل وأبهى ونتطلع من الأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية توجهات جادة ومعالجات حقيقية وتغيير يطال كل جوانب الحياة دون استثناء..

أما الأخ/ النخلي علي عمر «أبوهجير» فقال: هناك آمال كبيرة وتطلعات كثيرة ـ سواء لأبناء أبين أو لأبناء اليمن عموماً في ظل الظروف الصعبة والواقع المعاش منذ عدة أشهر.. واتطلع كغيري إلى حدوث الانفراج في مجالات عدة، ونأمل من حكومة الوفاق الوطني تقديم الرؤى والتصورات الايجابية والهادفة لاستيعاب المساعدات المقدمة لمعالجة مشكلة النازحين من أبين والمتضررين ومعالجة كثير من المشاكل التي يعاني منها المواطن، خصوصاً في مجالات التعليم والصحة والطرقات والمياه والفقر والبطالة الخ.

إلى ذلك يعتبرالأخ/ عبدالمجيد حمصان ـ موظف في القطاع الصحي/ سرار ان المرحلة القادمة هي مرحلة عمل دؤوب من أجل إعادة الابتسامة لأبين واليمن بشكل عام وأرى أن يتم التوجه الجاد لتحسين معيشة المواطنين.. وكذلك حل مشكلة نازحي أبين مع الواقع المؤلم والظروف الصعبة التي يعيشها عشرات الآلاف من أبناء أبين في عدد من المحافظات، إضافة إلى إعمار ما دمرته المواجهات المسلحة في أبين..

تردي الوضع الصحي

من الأمور المهمة والعاجلة الواجب الإشارة إليها هنا الوضع الصحي.. فالمدينة في ظل ما عاشته وتعيشه، إضافة إلى المناطق التي تجاورها.. في وضع صحي مؤلم وصعب ولا نبالغ إن قلنا أنه وضع حرج..

أيضاً الجانب التربوي والتعليمي المتضرر الأكبر:فالمرافق والمباني المدرسية في هاتين المديريتين طالهما الضرر الأكبر والأبرز، هناك جهود كبيرة ودؤوبة من قبل قيادة مكتب التربية بأبين..

والمطلوب مزيداً من الدعم والتفاعل مع هذا الجانب بما يمكن الآلاف من الطلاب والطالبات للالتحاق بالمدارس.

رسالة للمنظمات

وهناك رسالة عاجلة من هذا المنبر للمنظمات الدولية والانسانية والحقوقية و المجتمع المدني بسرعة الإسهام والتفاعل مع مشاكل وهموم المواطنين في أبين خصوصاً وأن هذه المنظمات وصل عددها إلى أكثر من 136 منظمة مجتمع مدني ضمن ائتلاف منظمات المجتمع المدني بالمحافظة.وبضرورة التوجه إلى جعار وزنجبار وما جاورها والوقوف على واقع وحال صعب.. خاصة وأن هناك الآلاف من النازحين ما يزالون في عدن، من أبناء زنجبار والكود وشقرة وجزء من أبناء جعار وما جاورها، ولكن في المقابل هناك الآلاف وغيرها من المناطق يعيشون مآسي لا أول لها ولا آخر بعد أن عادوا.. أطفال، نساء، شيوخ، شباب عاطلين عن العمل، لا نريد تقارير وهمية ترفع وتذهب الفائدة للفاسدين والمتعيشين والمتاجرين، نريد برامج نزول ميدانية ومباشرة وعمليات تحري ودقة وإشراف.. وأما أن يكون الطبل في جعار والرقص في عدن، مثلما يقول المثل فهذا الأمر مؤسف جداً..

آمال معقودة

من الأمور المهمة الواجب التطرق إليها هو الحديث عن صفحة جديدة يجب أن تفتح لإعادة الحياة إلى المحافظة.. صفحة عنوانها الرئيسي، العمل الجاد والمخلص وتجاوز أخطاء وسلبيات السنوات الماضية، وكذلك الاستفادة من الكفاءات القادرة على العمل والبذل والعطاء.. هناك ثمة حاجة ملحة للابتعاد عن المحسوبيات والواسطات والمجاملات.. وإن جئنا لنقرأ ونستطلع آراء الكثيرين من أبناء أبين وتطلعاتهم في ظل هذا الظرف الراهن، فسنجد آمالاً وتعويلاً على المحافظ الشباب/ جمال العاقل، والذي تنتظره مهام ومسؤوليات كبيرة وجسمية لمحافظة دمرت بنيتها التحتية بشكل شبه كامل..

تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 06:37 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-29577.htm