الأحد, 06-مايو-2007
الميثاق نت - جميل أن تحتفل بعض الأقطار العربية بيوم العمال تقديراً منها لقيمة العمل ولجهد العاملين، والأجمل أن تكون هذه الاحتفالات السنوية مناسبة لتذكير أبناء هذه الأقطار بأهمية العمل بوصفه وسيلة للتقدم وأداة فعلية للتطور البشري إذ لا شيء يغير من أوضاع الشعوب وينتقل بها من حال إلى حال غير العمل وغير زنود أبنائها الذين يشيّدون السدود ويبنون المصانع ويزرعون الحقول، والذين بعرقهم وجهدهم اليومي تتحقق الرفاهية المنشودة التي لا تأتي عن طريق الأحلام، وليست سوى حاصل العرق وناتج الجهد الإنساني أما الكلام فما هو- في أحسن الأحوال‮- ‬سوى‮ ‬المحرّض‮ ‬والدافع‮ ‬إلى‮ ‬مزيد‮ ‬من‮ ‬العمل‮.‬
إن أسباب التخلف العربي كثيرة، لكنه بات من المعلوم والمؤكد أن في مقدمة هذه الأسباب غياب العمل وعدم احترام العاملين والجهل بالدور الذي يحققه العمل في ارتقاء المجتمعات وعدم النظر إليه بوصفه القيمة الأعلى في د. عبدالعزيز المقالح -
جميل أن تحتفل بعض الأقطار العربية بيوم العمال تقديراً منها لقيمة العمل ولجهد العاملين، والأجمل أن تكون هذه الاحتفالات السنوية مناسبة لتذكير أبناء هذه الأقطار بأهمية العمل بوصفه وسيلة للتقدم وأداة فعلية للتطور البشري إذ لا شيء يغير من أوضاع الشعوب وينتقل بها من حال إلى حال غير العمل وغير زنود أبنائها الذين يشيّدون السدود ويبنون المصانع ويزرعون الحقول، والذين بعرقهم وجهدهم اليومي تتحقق الرفاهية المنشودة التي لا تأتي عن طريق الأحلام، وليست سوى حاصل العرق وناتج الجهد الإنساني أما الكلام فما هو- في أحسن الأحوال‮- ‬سوى‮ ‬المحرّض‮ ‬والدافع‮ ‬إلى‮ ‬مزيد‮ ‬من‮ ‬العمل‮.‬
إن أسباب التخلف العربي كثيرة، لكنه بات من المعلوم والمؤكد أن في مقدمة هذه الأسباب غياب العمل وعدم احترام العاملين والجهل بالدور الذي يحققه العمل في ارتقاء المجتمعات وعدم النظر إليه بوصفه القيمة الأعلى في حياة الأمم والذي بدونه لن تتمكن من تجاوز حالات الفقر والتخلف ولن يكون في مقدورها بناء الحياة الجديدة التي يحلم بها أبناؤها إلاَّ بالعمل وحده وليس بالأماني والأحلام الخوادع التي من شأنها ان تبقيهم على حالهم مئات السنين، وربما ساعدت على مزيد من تدهور أوضاعهم والوصول بها إلى درجة من التعاسة لا تطاق.. ومنذ بدء الخليقة‮- ‬وليس‮ ‬من‮ ‬اليوم‮- ‬كان‮ ‬معيار‮ ‬التمايز‮ ‬بين‮ ‬البشر‮ ‬عملهم‮ ‬وما‮ ‬ينتجونه‮ ‬ويضيفونه‮ ‬إلى‮ ‬واقع‮ ‬الحياة‮ ‬والأحياء‮.‬
ومهما قيل عن أسباب تطور الحضارة الأوروبية الحديثة فإن العمل هو الأساس الذي قامت عليه وتحققت بفضله.. وأتذكر- ذات عام- أنني أمضيت أيامها في الريف السويسري فكان من بين ما أذهلني أن القرى تخلو قبل الشروق من فتياتها وفتيانها الذين يغادرونها على القطارات والسيارات في طريقهم إلى المصانع والحقول في وقت مبكر، ولا يتبقى في القرى سوى العجائز من الرجال والنساء الذين يتولون بدورهم شؤون المنازل ويهتمون بالحدائق والدواجن وغيرها، ولم أرهم- طوال إقامتي- يتوقفون عن العمل إلاَّ لتناول طعام الإفطار وما يشبه طعام الغداء، لأن الوجبة اليومية الرئيسية لاتكون إلاَّ بعد عودة الفتيان والفتيات من المصانع والحقول حيث يجتمع شمل العائلات ويبدأ التفكير بعد ذلك في سهرة قصيرة يذهبون بعدها إلى النوم المبكر من أجل الصحو المبكر، وهكذا كان حالهم في جميع الأيام باستثناء الإجازة الأسبوعية.
هل أدركنا، نحن العرب، سر التطور والتغيير، سر الانتقال من حالات الفقر الشامل والتخلف المزري؟ وهل أدركنا كذلك أن غياب العمل وما يترتب عليه من عدم احترام العاملين هو أساس مشكلتنا مع أنفسنا أولاً ومع الآخرين ثانياً؟ وهل استطعنا بعد كل هذه المتغيرات على وجه الأرض ان ندرك ان الثروة التي هبطت على بعضنا دون جهد كانت هي الأخرى سبباً رئىساً من أسباب احتراف البطالة وانتظار كل شيء يأتي إلينا بلا جهد؟ ومن هنا تكونت القدوة لبقية المجتمعات العربية التي لاتبذل الجهد المطلوب ولا تتحرك إلاَّ »كما يتحرك النوّام« على حد تعبير الشاعر‮ ‬العربي‮ ‬المعاصر‮ ‬الذي‮ ‬حملت‮ ‬قصيدته‮ ‬مجموعة‮ ‬من‮ ‬الإشارات‮ ‬القاسية‮ ‬تذهب‮ ‬بعضها‮ ‬إلى‮ ‬القول‮ ‬بأن‮ ‬الحيوانات‮ ‬أو‮ »‬الأنعام‮« ‬هي‮ ‬الوحيدة‮ ‬التي‮ ‬تعمل‮ ‬في‮ ‬الأرض‮ ‬العربي‮ ‬أكثر‮ ‬مما‮ ‬يعمله‮ ‬البشر‮!!.‬
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 30-يونيو-2024 الساعة: 08:26 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-2958.htm