الميثاق نت/ماجد عبدالحميد - قال الدكتور عادل الشجاع – رئيس التحالف المدني للسلام إن انعقاد المؤتمر يأتي في وقت يعاني فيه الوطن من أزمة مستحكمة باتت مظاهرها جلية في جوانب حياتنا وتفاقمت بفعلها الأخطار المحدقة بالوطن، وثقل بسببها الإصر على كواهل أبناء الشعب.
وأضاففي كلمة المنظمات المدنية- في المؤتمر الوطني للمنظمات المدنية: " إن مؤتمر منظمات المجتمع المدني وهو يقف أمام القضية الجنوبية وقضية صعدة وبناء الدولة والحكم الرشيد والعدالة والحريات السياسية والعامة، مدعواً إلى أن يحيط بهما بالنظرة الشاملة وتسيير أغوار ما يجري من تفاعلات ليقدم لشعبنا قراءة كاملة صحيحة لأوضاعنا وأحوالنا".
واعتبر الشجاع - في كلمة المنظمات المدنية التي ألقاها اليوم في المؤتمر الوطني لمنظمات المجتمع المدني - بحضور وزراء كل من الاتصالات وتقنية المعلومات الدكتور/أحمد عبيد بن دغر والسياحة الدكتور قاسم سلام والخدمة المدنية والتأمينات نبيل شمسان والشباب والرياضة معمر الإرياني ، والشؤون الاجتماعية والعمل الدكتورة امة الرزاق حمد وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى وقيادات عدد من الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني والناشطين والحقوقيين والإعلاميين - إن ذلك يعد خطوة أولى وشرط لازم لتحليل هذه الأوضاع والأحوال، في نطاق قيامنا بأعمال الفكر للانطلاق منه إلى الفعل وما أشد حاجتنا اليوم إلى هذه القراءة ناقصة تقتصر نظرها على نصف الكأس الفارغة.
وقال: انه حق علينا في نطاق قراءتنا الكاملة الصحيحة لأوضاعنا وأحوالنا أن نولي الأزمة المستحكمة عنايتنا، ونستحضر مظاهرها، ونبحث في أسبابها وتفكر في سبل علاجها.
وتابع الشجاع قائلا: " إن وطننا يواجه أزمة على صعيد الاجتماع الإنساني بفعل طغيان بعض بني الإنسان على إخوانهم وعلى أنسهم وأتباعهم الهوى استسلامهم للشهوات وقد أشتد خطر هذا الطغيان بفعل انتشار السلاح وضع إعلام الأزمات عليه".
مؤكدا على أن انعقاد مؤتمر المنظمات المدنية يتضمن رداً عملياً على دعاة الحرب ومروجي الفتن بل هي رسالة إلى التواقين لأن يأمنوا من خوف، والمحبين للخير المطلعين إلى السلام القائم على العدل.
وأضاف: هذه الرسالة هي أن شعبنا يريد حلاً للقضية الجنوبية وقضية صعدة وإخلاء المدن من المليشيات المسلحة والمعسكرات وصولاً إلى التعاون على البر والتقوى ومواجهة الطغيان بكل أشكاله والبغي بغير حق واحترام حقوق الإنسان الذين كرمه خالقه.
وقال رئيس التحالف المدني: إن هذا الشعور بمسئوليتنا على صعيد الإسهام مع كل القوى في عمران وطننا يقوي شعورنا بضرورة استئناف طاقاتنا لمعالجة الأزمة المستحكمة في أوساطنا، لافتا إلى تلك هي مسئوليتنا الأولى والنهوض بها شرط أساس للنهوض بالأخرى.
وأكد عادل الشجاع عزم منظمات المجتمع المدني بأن يقدم مؤتمرهم هذا إسهاماً ملموساً في معالجة الأزمة المستحكمة وتقديم برنامج عمل لتحقيق أهداف الشعب اليمني في مشروعه الحضاري وبلورة صيغة عملية لتعاون منظمات المجتمع المدني في استنفار جميع قوى النهوض في الشعب للعمل معاً لإقامة هذا المشروع.
داعيا الجميع بأن يحاسبوا أنفسهم باعتبار محاسبة النفس من شيمة المؤمن الذي يحاسب نفسه قبل أن يحاسب، ويزنها قبل أن يوزن.
مشيرا إلى أن الجميع في سفينة ولا بديل على معالجة أسباب هذه الأزمة إلا بفتح باب الحوار على مصراعيه بين جميع قوى الشعب واحترام الإنسان وبالالتزام بالمشاركة السياسية والتعددية والديمقراطية، كونها سبيل الوصول إلى توازن المتجمع واستقراره.
وفي السياق نفسه بارك عضو اللجنة الفنية التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني في كلمته عن اللجنة للمنظمات المدنية انعقاد مؤتمرها متمنيا ان يخرج بنتائج هامة .
وأوضح الصيادي أن اللجنة الفنية خصصت 40 مقعدا للمنظمات المدنية في مؤتمر الحوار مشيرا إلى أن هناك معايير وضعت لاختيار ممثلي المنظمات التي ستشارك في المؤتمر .
الصيادي أكد أهمية أن تنتقل مثل هذه الفعاليات إلى كل مديرية ومحافظة وان تقوم المنظمات بدورها في هذا الجانب بحيث يناقش كل مواطن قضايا الحوار ويقول رأيه ويقدم مقترحاته إلى مؤتمر الحوار الوطني الذي سيبدأ قريبا .
ودعا الصيادي المنظمات إلى أن يكون صوتها مسموعا حتى لا يصادر احد حقها في المشاركة في مؤتمر الحوار كما تسعى بعض الأطراف السياسية لمصادرة حق الشباب المستقل مؤكدا ان الحوار هو المخرج الوحيد لليمن من أزمته .
داعيا المنظمات المدنية أن تختار أفضل ما لديها من كوادر لتمثيلها في مؤتمر الحوار بحيث يكون ما تقدمه تلك الكوادر مناسبا لليمن الجديد.
وبدوره ناشد يحيي الحباري عضو مجلس الشورى - في كلمة الاتحاد العام للغرف التجارية – جميع الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني بأن يخرجوا من الإطارات السياسية بتصرفاتهم إلى الإطار اليمني الواحد. ودعا إلى ضرورة إنهاء جميع المظاهر المسلحة وكافة مظاهر التوترات وغيرها.
وقال الحباري نأمل بأن يخرج هذا المؤتمر بنتائج إيجابية تخدم أمن واستقرار اليمن ووجدته أرضا وإنسانا.
ويناقش المؤتمر على مدى يومين ، بمشاركة أكثر من (500) مشاركا يمثلون قرابة (250) منظمة واتحادات ونقابات ومؤسسات وجمعيات يمنية متنوعة – عدة محاور منها عن التنمية المستدامة الشاملة والحكم الرشيد وبناء الدولة وأسس بناء الجيش والأمن والأوضاع في صعدة والقضية الجنوبية، إلى جانب مناقشة عدة محاور عن المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية واستقلال الهيئات ذات الخصوصية والحقوق والحريات وقضايا اقتصادية واجتماعية وبيئية وأسس بناء الدستور بهدف الخروج برؤية واضحة وعادلة لتلك القضايا في إطار مشاركة منظمات المجتمع المدني الفاعلة في مؤتمر الحوار الوطني الشامل خلال الفترة القادمة.
إلى ذلك بدأت جلسات أعمال المؤتمر بتقديم أوراق العمل عن بناء الدولة المدنية الحديثة ومناقشة التوتر في صعدة وقضايا المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية والقضية الجنوبية وأسس بناء الجيش والأمن ودورهما وكذا استقلالية الهيئات ذات الخصوصية وقضايا اجتماعية وبيئية والحقوق والحريات والتنمية الشاملة و المتكاملة والمستدامة وقضايا ذات بعد وطني وقضايا اجتماعية وبيئية خاصة وأسس صياغة الدستور والحكم الرشيد.
|