محمد الجرادي -
يحتاج الناس إلى تفهُّم مطالبهم وحاجاتهم.. إلى نقاش جاد حولها.. يكون المبادر فيها هو المسؤول أولاً.. وهنا في رأيي جوهر المسؤولية.. > البعض لايقدّر ان المسؤولية هي الاقتراب من الناس والتحاور معهم.. والوصول إلى صيغة مشتركة للعمل.. ولذلك فإنهم لايتركون آثاراً محمودة في الواقع، وقد لاتنقصهم الشماتة في نهاية المشوار!! ومع انهم يقضون لسنوات طويلة في مواقعهم.. تخونهم الدراية أو الالتفات إلى هذه القيمة التي تجسد المسؤولية في أعلى صورها وإشكالها. > أسوق ما تقدم كي أصل على نحو خاص إلى ما تفرضه تجربة المجالس المحلية على أعضائها في المديريات والمحافظات من مهام وواجبات تنطلق من حاجات الناس ومتطلبات واقعهم، لا الاستسلام للمزاجية والعشوائىة والعمل بعيداً عن التصورات الواقعية. > ولابد أن نذكّر هنا بما أكده رئىس الجمهورية في خطاب سابق وجَّهه إلى المحليات.. إذ وصفها بالحكومات المحلية، وشدد على أن تكون عند هذا المستوى!! وان على عاتقها تقوم مهمة التنمية المحلية.. ومؤكَّدٌ أن هذا الدور لايمكن ان تنجزه المحليات دون الاقتراب أو الالتصاق بواقع المواطن وحاجاته، والنزول إليه وصولاً إلى رؤية واقعية يشترك هو نفسه في صياغتها، ويكون أيضاً مساهماً فاعلاً في انجاز تجلياتها. > المحليات تبدو اليوم أكثر السلطات مطالبة بالالتحام الموضوعي والمسؤول بالناس، وقضاياهم، مثلما هي مطالبة بتجاوز آليات عمل سابقة أدت إلى تعثرات واخفاقات.. ربما كان من أبرز هذه الآليات الانصراف عن النزول إلى الناس وتلمُّس أوضاعهم عن قُرب، ومحاولة إشراكهم في مسؤولية النهوض بواقعهم. > من حق هؤلاء الناس أن يتساءلوا اليوم وبعد مرور نصف العام على انتخاب المحليات عن مؤشرات بدايات جادة على طريق العمل المحلي.. وأن يتساءلوا أيضاً عن غياب مبادرات النزول إليهم والالتقاء بهم من قبل المنتخبين؟!
مسؤولون.. ولكن!!