الإثنين, 17-ديسمبر-2012
الميثاق نت -   إقبال علي عبدالله -
من البدهي أن اليمن ومنذ التوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وتحديداً منذ تشكيل حكومة «الوفاق» التي جاءت بها المبادرة.. أقول إنه من البدهي القول: «إننا دخلنا النفق المظلم» أنا لست متشائماً بل إن الواقع المعيش والملموس لا يبعث على التفاؤل.
عام على توقيع المبادرة، والأزمة السياسية لم تراوح مكانها، بل العكس ازدادت أحزاب اللقاء المشترك- التي افتعلت الأزمة للانقضاض على السلطة دون الاحتكام للشرعية الدستورية والارادة الشعبية- شراسةً وكشرت عن انيابها خاصة حزب الاصلاح الاسلامي المتشدد الذي يقود أحزاب المشترك، ولعل الواقع الأمني اليوم يؤكد ذلك الى جانب الكثير من المفرزات الاقتصادية والخدمية والاجتماعية.. وقد احتل الجانب الأمني الصورة في هذه المفرزات.. فالانفلات الأمني المخيف الذي تشهده غالبية البلاد إن لم تكن البلاد كلها هو القراءة الأكثر وضوحاً في المشهد مما عكس ذلك على جميع المجالات، وجعلنا نشعر بخوف من المجهول خاصة وشعورنا بالدخول في النفق المظلم بدأ ملموساً لكل واحد منا كباراً وصغاراً.. فمع كل يوم بل كل ساعة تتوارد الأنباء من كل مكان في اليمن عن حادث أمني مخيف، إرهاب، قتل، تفجيرات، تقطعات، وغيرها من الأفعال التي نرى ونلمس صمت وتجاهل حكومة الوفاق ورئيسها «الباكي» محمد سالم باسندوة من هذا الانفلات الذي أصبح حركانه اليوم جزءاً من حياتنا اليومية.. الى جانب التدهور المتصاعد في الحياة المعيشية بكل معانيها.
الحقيقة لو عدنا الى ما سبق وأكدنا عليه عندما قدمت حكومة باسندوة برنامجها الى البرلمان لنيل الثقة حيث ومن واقع معرفتنا ومعايشتنا لأحزاب المشترك خلال السنوات الماضية وسنتي الأزمة المفتعلة، إن هذه الحكومة التي فرضت على الشعب هي حكومة فاشلة بامتياز، وإن تشكيلها بنصف أعضائها من أحزاب المشترك المبطنين بحزب الاصلاح المتشدد هو لنهب خزينة الدولة وثروات البلاد وزيادة الشعب فقراً وادخال البلاد في نفق مظلم.. وها هي الأيام وبعد مرور عام من حكومة باسندوة تبرهن ما أشرنا وأكدنا حينها.. فالبلاد اليوم لا تحتاج لشهادة من أحد اقليمي أو عربي أو دولي.. بل صارت في أمر الواقع الملموس تعيش أوضاعاً مأساوية عنوانها الأول «الانفلات الأمني».. فالمجتمع الدولي وكذلك الاقليمي والعربي أدرك من خلالها ما تعيشه البلاد من كوارث وليس أزمات فقط- أن حكومة باسندوة، أثبتت فشلها وبامتياز في ادارة البلاد، وأنها استهوت العيش وتنفيذ برامجها الهزلية على الاعانات والشحت وليس تفعيل عجلة التنمية التي لا نبالغ لو قلنا وأكدنا أنها توقفت تماماً، وكان كل ما عملته حكومات المؤتمر الشعبي العام ورئيسه الزعيم علي عبدالله صالح خلال الثلاثة عقود الماضية من انجازات ابهرت الاعداء قبل الاصدقاء كأنها في ظل حكومة الباسندوة فاقدة الأهلية، هي جزء من ماضي يجب التخلص منه وكان الانتقال الى المجتمع المدني بدلاً من القبلي المتخلف هو أهم ما يجب أن تنفذه الحكومة التي نؤكد اليوم أن أيامها باتت معدودة خاصة وأن الغليان وصل الى كافة فئات الشعب..
ولعل من المفيد القول هنا إن استمرار الانفلات الأمني والتدني في معيشة الشعب قد أكسب المؤتمر الشعبي العام مزيداً من التفاف وحب الناس له وزاد الزعيم علي عبدالله صالح تمسك الشعب به.


تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 10:35 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-29665.htm