الميثاق نت - مطهر الاشموري

الثلاثاء, 18-ديسمبر-2012
مطهر الاشموري -
< بغض النظر عن مكونات مايسمى خط المقاومة أو الممانعة في المنطقة فأساسه وثقله إيران، مثلما الخط الآخر الذي عنوانه كما طرح السادات ومن بعده مبارك في مصر «السلام خيارنا الاستراتيجي» ظل ثقله مصر والسعودية، وذلك ما تبلور بوضوح كامل بعد تحرير الكويت بالتحالف الدولي ووضع العراق تحت الحصار.
ما دامت أمريكا لم تحقق السلام المنصف في المنطقة من محورية ومركزية فلسطين كما وعدت حين توقيع أول اتفاق سلام مع اسرائيل، وكما وعدت حين تحالف تحرير الكويت أو من خلال اتفاق أوسلو في ظل ذلك- فالطبيعي أن يتنامى الخط الايراني شعبياً في المنطقة ولكن ما تركته الانكسارات العربية حتى حين نصر حرب 1973م جعل من الصعب على المواطن في المنطقة أن يراهن على حزب الله في لبنان ومقاومة الداخل في فلسطين لتحقيق نصر على اسرائيل أو لتحرير فلسطين.
سقف أي انتصار لحزب الله تحرير الاراضي اللبنانية وذلك كان بعيداً أو مستبعداً قبل ذلك وذلك ما نظر به كثيرون لانتصاره 2006م على اسرائيل.
انتصار المقاومة في غزة 2008م، 2009م لم يكن بمستوى حزب الله أو بمستوى غزة 2012م، ومع ذلك فهو مثل مؤشر تحفيز للتفاعل العام في الشارع، فيما غزة 2012م تمثل انتصاراً عالياً للخط الايراني في المنطقة.
عندما نقرأ المتغيرات من الأبعاد والأثقال والمؤثرات الأهم ومنذ أول اتفاق سلام مع اسرائيل يمكننا استخلاص أن امريكا من حيث تريد أو لا تريد، هي من انتصرت لهذا الخط الايراني وهي من خذلت الخط الآخر كونها مارست موضعته في انهزام ما دام لم تحقق سلاماً في المنطقة وربما لا تريد سلاماً حتى تعد الاوضاع بما يربط الحل في فلسطين بالوطن البديل والحريات والديمقراطية المرفوعة شعاراتها في محطة 2011م.
غزة 2012م انتصرت بوضوح على اسرائيل والخط الايراني انتصر على خط الاستسلام العروبي والسؤال الأهم هو هل امريكا أرادت انتصار الخط الايراني وانهزام خط السلام «الاستسلامي» أم أن التطورات والمتغيرات فرضت عليها في المنطقة ما تريده؟
النظام الايراني هو المعني أكثر بأن يجيب لذاته عن هذا السؤال من خلال وضع الصراع معه أحداث المنطقة والمتوقع كاستقراء واحتمالات.
كيف ستكون سوريا والأردن خلال خمس سنوات من خلال ما يحدث في كلا البلدين.
كيف سيؤثر رحيل مرجح لبشار الأسد وإن من خلال حل سلمي على وضع إيران في المنطقة ربطاً بحزب الله في لبنان؟
كيف سيؤثر افتراضاً رحيل ملك الاردن - افتراضاً- وبأي سقف زمني على الفلسطينيين والقضية الفلسطينية؟
أمريكا توغلت في المنطقة كبديل للاستعمار القديم منذ أول اتفاق سلام مع اسرائيل ولذلك فهي لا تمارس تفعيل الصراع من طرفها من خلال الظواهر أكانت بحزب الله أو في سوريا أو حالة غزة، وعندما تصل الى إرادة حسم لمستوى من الصراع فهي تعتمد على الخلخلة من الداخل.
أمريكا خلال سنوات أو عقد ربما تمارس من خلال المتغيرات في تفعيل المنطقة لإعطاء خط السلام تصديقاً أعلى أو إىقافاً يصدق بأي قدر ربطاً بمثلث سوريا - الأردن - غزة وقد تسعى مع تشديد العقوبات على إيران وتبعاتها لخلخة إيران من الداخل وخلخلة المنطقة في مؤازرة ذلك.
لا أعتقد أن أمريكا ستسمح بأن يمد التغيير الى دول حليفة لازال لها أهمية وتحت ضغط ووقع وإيقاع الخط الايراني والأرجح أن تعمل بفاعلية على الخطين المتقاطعين فترفع سقف الاستسلام للإقناع بأنه السلام وذلك يعطي طرح إلغاء أو التشكيك في مشروعيتها قدرة إقناع في تموضع الصراع عالمياً أو ما يسمى المجتمع الدولي.
السؤال المقابل من وضع غزة 2012م هو الى أي حد تستطيع إيران تحمل عقوبات باتت تؤثر على الشارع والحياة المعيشية وتواصل دعم هذا الخط وتحمل أعبائه؟
والى أي حد تعي كل ما تمارسه أمريكا بالفراقيع والخلخلة وماذا بمقدورها إزاء ذلك؟
لست مؤدلجاً مع إيران ولا ضمن المبرمجين ضدها وانتقدت تعاليها أوتدخلها في الشأن اليمني خلال حروب صعدة من خلال المواقف السياسية والخطاب الاعلامي وبغض النظر عن خاف أو متلبس أو صراعي وكيدي، وبالمقابل لا استطيع غير الإشادة بخطها ودعمها للمقاومة الفلسطينية فوق موقف النظام في بلدي أو تقاطعات صراعات المنطقة.
النظام الايراني لم ينكر أمس ولا يمكنه اليوم ولا يستطيع غداً إنكار ان الخميني وثورته الاسلامية دعمت من الغرب وليس هدفاً ولا المقصود من استرجاع هذه الواقعة والحقيقة ما قد يمارسه البعض للغمز من قنوات العمالة او التخوين واستطيع الجزم بأن مثل الخميني وأيضاً صدام حسين هم فوق هذا الغمز واللمز.
هذه الواقعة بأقصى ما تحمله وتتحمله أن تظل الأنظمة والحكام المتعاقبين على إيران من اصطفاف الثورة الخمينية يضعون سؤالاً أمامهم لا يغيب وهو لماذا اغتالت أمريكا والغرب «مصدق» في إيران ودعمت ثورة الخميني من باريس؟
فهم بقدر ما تظل الاجابة الدقيقة على هذا السؤال مستحضرة ومن ثم أسئلة أخرى كما طرحنا عن الخلخلة في المنطقة يستطيعون مواجهة أمريكا وجديد ألعابها وبكفاءة أعلى!
الثورة العربية الكبرى كما تظهر التطورات اللاحقة كانت ربيعاً بريطانياً ومحطة 2011م هي ربيع امريكيا أياً كان مدى الاستفادة من ربيع بريطاني أو ربيع امريكا ولا يمكن إنكار أن مرسي «الاخوان» أفضل من «مبارك» «الوطني» في مصر تجاه حالة غزة 2012م، ولكني أراهن على سقف عادي ولن يكون له تأثير في هذه الأفضلية ولنحتكم للمستقبل وإذا راهنت إيران على هذا المتغير فستكتشف خطأها والمهم أن تحترز من دفع ثمن للخطأ.
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 05:10 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-29676.htm