معاذ الخميسي - < الترحيبُ الذي حظي به قرارُ الرَّئيسِ عبدربه منصور هادي بخصوصِ إعادةِ هيكلةِ الجيشِ، يؤكدُ أنَّ الجميعَ يؤيِّدونهُ، وليس هناك مَنْ ينظرُ إلى زاويةٍ بعيدةٍ تتجمَّعُ فيها المصالحُ الشَّخصيةُ فقط وحبُّ الاستئثارِ ولا مَنْ يبني عليه حساباتٍ أخرى على أساسِ الخروجِ منَ المكسبِ والدُّخولِ في الخسارة.. ففي كلِّ الأحوالِ لغةُ العقلِ تفرضُ الانتصارَ للوطنِ ولكلِّ ما يهيئُ للأمنِ والاستقرار ويشبعُ حاجتنا إلى الهدوءِ الذي يتبعُهُ بناءٌ ونماءٌ، خاصة ونحن نتذوَّقُ مرارةَ معنى أن نفتقدَ للطمأنينةِ وفداحةَ أن نصحوَ وننامَ ونذهبَ ونأتي ونحن محاطون بمتوالياتِ القلقِ والرُّعبِ في ظلِّ فلتانٍ أمنيٍّ وسيطرةٍ مُخيفةٍ للبندقيةِ التي يحملُها المتقطِّعون والنَّهابون والقَتَلةُ في وقتٍ نسمعُ فيهِ جعجةً لحملاتِ التَّفتيشِ والبحثِ عن الأسلحةِ وملاحقةِ المُجرمين، ولا نرى أيَّ طحينٍ يؤكِّدُ أنَّ ما بدا يتوسَّعُ وينشرُ الخوفَ مُلاحقٌ لحصرِهِ ومنعِهِ والقضاءِ عليه..!!
< وما دامتِ الرُّؤيةُ قد سارت باتِّجاهِ البحثِ عن وطنٍ آمنٍ مستقرٍّ.. وجيشٍ قويٍّ.. ولُحمةٍ وطنيةٍ.. وحبٍّ ووئامٍ.. واستشعارٍ للمسئوليةِ الحقيقيةِ، بهدفِ الوصولِ إلى ما هو أفضلُ وتحقيقِ ما هو أشملُ، فلا أعتقدُ أنَّ هناك مَنْ سيحملُ عصى التَّلويحاتِ ولا بنادقَ النِّزالاتِ والمواجهاتِ، خاصةً وأنَّ الحكمةَ اليمانيةَ كانت وما تزالُ حاضرةً وبقوَّةٍ منذُ أنْ دخلنا دوامةَ الاهتزازاتِ السِّياسيةِ التي صرنا بسببها بين فَكَّي آلةِ الحربِ المؤذيةِ والمُدمِّرةِ، وتخلَّصنا منها بحكمةٍ لم نجدْ مثلها في أيِّ بلدٍ آخر ظلتْ فيه التشعباتُ والصِّراعاتُ والخلافاتُ طاحنةً وابتعدَ العقلُ كثيراً كلما اقتربتْ الحلولُ الأفضلُ والأصلحُ!!
< وهنا.. وبعد ما تمَّ.. وما حصلَ.. يبقى أن تصلحَ النياتُ إذا ما أردنا أن نتجاوزَ ما مضى لننطلقَ نحو ما هو قادمٌ بأكثر قدرةً على جمعِ مُحفِّزاتِ النَّجاحِ ومُسبِّباتِ الأمنِ والاستقرارِ ومهيآتِ تنقيةِ القلوبِ من الأدران، وتصفيةِ النُّفوسِ من الأحقادِ التي كانت ستُطيحُ بنا.. وما زالت تترصَّدُنا، لأنَّ هناك مَنْ يصرُّ على سوداويةِ قلبهِ وتفكيرِهِ.. ومَنْ أسَّسَ للحقدِ في نفسِهِ رافضاً أن يتنازلَ عنه وكأنَّهُ خرجَ منتصراً ومسيطراً وفاتحاً ومنتقماً، ولا يجبُ إلاّ أن يتعاملَ وفقَ غرورِهِ وحقدِهِ اللذين يمنحانهُ قدرةً فائقةً على إيذاءِ الآخرين، مسنوداً إلى هشاشةِ منطقِهِ وضعفِ تفكيرِهِ وخطأِ حساباتِهِ التي توهمُهُ بأنَّ هناك منتصراً ومهزوماً!!
< نحن بحاجةٍ.. فعلاً.. لهيكلةِ النُّفوسِ وتصفيتِها منَ الأدرانِ والأحقادِ.. ومن النَّظراتِ السوداويةِ.. ومن حُبِّ الذَّاتِ.. عند أولئك الذين يُصرِّونَ على تشويهِ كلِّ جميلٍ وتحطيمِ كلِِّ جديدٍ، بفعلِ أنانيةٍ مفرطةٍ تقودُهم إلى الانغلاقِ على أنفسِهُم ونيَّاتِهم وأحقادِهم، ليُصدِّروا فقط التَّشكيكَ الدَّائمَ والاتهاماتِ المُستمرَّةِ والوعدَ والوعيدَ وكأنَّنا خرجنا للتوِّ من معركةٍ طاحنةٍ.. ولسنا أبناء تربةٍ طاهرةٍ ووطنٍ واحدٍ وما يجمعُنا أكثرُ وأهمُّ مِمَّا يُفرِّقُنا..!!
< دعونا ننتصر للوطنِ.. نقفُ مع الرَّئيسِ.. مع الأمنِ والاستقرارِ.. والنَّجاحِ والتطوُّرِ.. والعدلِ والمساواةِ.. وضدَّ كلِّ مَنْ يحاولون زرعَ الفتنةِ.. ومَنْ يركبون أمواجاً مُتلاطِمةً منَ الأحقادِ.. وتعالوا لكلمةٍ سواء.. وهيكلةٍ ضروريةٍ - هي الأهمُّ - للنُّفوسِ التي أصابها المرضُ الخطيرُ.. واللهم أنت الشَّافي..!
> يمارسون الغيبةَ في أبشعِ حالاتها.. والنَّميمةَ في أدقِّ تفاصيلِها.. ويظنُّون أنَّهم أذكياءُ حين يُظهرون أنَّهم أبرياءُ وأنَّ هناك مَنْ يُحاربُهم!
< عند البعضِ.. ما قيمةُ الصَّداقةِ أو الأخوَّةِ وهناك مَنْ يبيعُهما بثمنٍ بخس!
< لا تكن صادقاً، لأنَّ ذلك يعني عندهم إيذاءكَ.. لكنَّهُ عندك وضوحٌ ومنجاةٌ.. فلا عليك.. كن صادقاً!!
|