الإثنين, 24-ديسمبر-2012
الميثاق نت -   احمد مهدي سالم -
في زمان الزيف والفساد والهبر وثقافة الحقد المنظم، وفكر الاقصاء المرتب، وفن التهميش المهذب، ثمة كثيرون يمرون في حياتك مروراً عابراً كالبرق رغم كثرة السنين التي قعدوا فيها على قلبك ولايتركون أثراً جميلاً ولا بسيطاً في محيط الزمان وردهة المكان وأقل من القليل في هذا الزمان الرذيل من يطبع بصمته، ويوقع امضاءه بهيئة أعمال نافعة وأفعال جميلة وتأثيرات فاعلة، وسمعة عاطرة لعل من أبرزها في أبين الجفاف والقحط ونكران الجميل بالاستاذ عبدالله احمد علي لقمان الوكيل المساعد لأبين وله من اسمه الرباعي اوفى نصيب من حيث الدلالات والايحاءات التي تستخلص منها أهم مفاتيح شخصيته كما يقول بعض علماء النفس في مثل حالات مشابهة قدم من ذمار الى أبين وكيلاً مساعداً قبل حوالى ثمانية عشر عاماً ولايزال وهو يخلق حوله حضوراً ايجابياً ملفتاً من أول يوم فإذا بالمواطن يشعر بنموذج مختلف في التعاطي مع المسئولية.. يراه باذلاً أقصى جهد في المساعدة وتذليل المشكلة وإذا لم يكن بالمال وهو منزوع الصلاحيات يعوَّضه بقوة المتابعة الجادة مع المحافظ والجهات العليا مقترحاً او آتياً بالحلول لعمل هذه الهيئة أو المؤسسة او المكدرة مزاج المتابع.. مما جعل لقمان يكتسب احتراماً يوماً بعد يوم، فمكتبه مليئ بالمتابعين ويزداد ازدحاماً في غياب المحافظ، وحصول اشياء طارئة تستدعي أخذ نظرة او توجيه قيادة المحافظة، بقدرما احترام لقمان يزيد.. بقدرما ينوّع من مهارات التعامل ويكتسب خبرات أكثر في فهم النفسية الاجتماعية المركبة للمحافظة.
وعلى خطورة الوضع في جعار التي كانت تتململ ويتشجع فيها بعض الشباب المتطرف حرص على السكن فيها، واين؟! فوق جبل خنفر الذي يطل على المدينة الهادئة وغير الهادئة «فوق الجبل حيث وكر النسر فوق الجبل».
كانت النقمة المخطط لها بالتحريض على كل ما هو شمالي «دحباشي» قد بدأت والكل يدرك أن الحاضن أو البؤرة لكل تمرد في جعار حتى ان علي بن الفضل القرمطي عندما هاجم صنعاء أعلن بدايته وترتيب صفوفه من جبل خنفر، كنا نرى هجوماً يزداد ضراوة على المسئولين من الشمال بوصفهم سالبي السلطة، وناهبي الثروة.. المهم ينزلون عليهم وفي كل جبل ووادي وأنت أنت في فؤادي.. «دائماً تهيم».
يسلقونهم بألسنة حداد في المنتدى الملتقى مقيل القات تجمع ما بعد صلاة العصر وهو الأخطر، وعندما يأتي ذكر اسم عبدالله محمد لقمان تخفت حدة الانفعال الغاضب وتسمع كبيرهم الذي علمهم السحر يقول : لا هذا محترم ومخلص جداً في عمله وخلوق.
وجه الرضى بابتسامة لاتفارق محياه وكلمات لطيفة ومعاملة جادة في المتابعة والتسهيل مع المؤتمري والاصلاحي والاشتراكي والناصري، الجنوبي والشمالي والبدوي والحضري.. لاتلمس تحييزاً أدنى في هذه النقطة فالاخلاق الرفيعة هي الاساس هل نذكِّر «بكسر الكاف المشددة» بقول الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم : «انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق»، وما يجدي فعل او عمل الانسان إذا اضاع او ضيع الاخلاق واستعلى على ناسه أو رعيته استناداً الى ثقل ما، ألا ينطبق هنا قول الشاعر القديم :
إذا كانت الطباع طباع سوءٍ
فلا أدبً يفيد ولا أديب
إن هذا هو لقمان.. المسئول المهمش في أبين الذي لاتراه إلا مبتسماً متعاوناً مع الجميع أزعمُ أنه تمثّل خير تمثيل الحديث الشريف «تبسُمك في وجه أخيك صدقة».. ولا أدري لماذا الآن أخرجُ عن الموضوع عندما قفز الى ذهني بيت الفرزدق في علي زين العابدين بن الحسين:
يُغضي حياءً، ويُغضي من مهابته
فما يُكلَّمُ إلاَّ حين يبتسمُ

ايماءة
من حق كل مخلص ومجتهد بعطاء مميز او استثنائي في اي مجال ان يكرم ويحفز تشجيعاً للاقتداء والجميل وهذا هو الغائب في أبين حيث يتم تحفيز الغائب انتقاماً من المثابرين.

آخر الكلام
إلى الله أشكو أننا بمنازل
تحكم في آسادهن كلابُ

ابو فراس الحمداني
لقطات :

< الفترة الطويلة التي قضاها في ابين وكيلاً مساعداً فاعلاً على امتداد سبعة عشر عاماً ولاندري كم قبلها خارج أبين وهو بهذا العطاء المتدفق المخلص كفيلة بأن ترقيه الى محافظ او وكيل أول لكن عين التقييم اخطأته او ربما اسمه مسجل في قائمة الانتظار ونحن لاندري!
< حسن تعامله، اخلاقياته سمعته، خلقت له احياناً غيرة او استهدافات خفية حتى من بعض المحافظين فقلص صلاحياته التي هي مقلصة فعلاً لاحراقه أمام الناس فيرد بعمل جاد وابتسامة والابتسامة في مثل هذه المواقف نصل حاد جارح.
< كان أكثر وكيل يعتمد عليه المحافظون في تخفيف الالتزامات والضغوطات عليهم ومرت فترات طويلة كان فيها عبدالله احمد لقمان نجم الحضور الممثل خير تمثيل للسلطة المحلية للمحافظة لدى معظم الفعاليات مع تزكية الوكلاء الآخرين، وكان يجيد الارتجال.. مخاطباً نوع القطاع المستهدف وتحت يافطة عنوان فعاليته ولو لم يكن محضراً «مشعراً من قبل».
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 10:34 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-29780.htm