عبدالله الصعفاني -
سبحان مغيِّر الأحوال.. اليمن الذي أدهش العالم بوحدته عام 1990م يدهش العالم بهذه الحيرة حول الطرق الناجحة لالتحاق مكوِّنات شتاته الى مؤتمر الحوار الوطني.
۹ وبصرف النظر عمَّا ستؤول إليه الأمور في موضوع الوحدة.. وهل تتحوَّل من اندماجية إلى فيدرالية أقاليمية أو كونفدرالية؟ أم تتجه الأمور إلى منزلق فك ارتباط الجميع عن الجميع.. فإن المشهد مليء بدعوات التشظي.
۹ حراك يريد المشاركة في مؤتمر الحوار باسم الشعب الجنوبي.. وحراك مع اختصارطريق الوصول الى الهدف وإعلان المقاطعة طلباً بانفصال «الجنوب» عن «اليمن».. ومعارضة الخارج تراوح بين أكثر من طرف وأكثر من موقف محلي وإقليمي.
۹ وفيما يتفانى وحدويون في الدعوة الى مؤتمر حوار بلا سقف يخطب آخرون ودّ الثوابت.. ولكن بخجل العذارى حتى لا ينفرط ما تبقّى من عقد المسبحة.
۹ وعلى طريقة الضيف يرفض الضيف.. وصاحب البيت متذمِّر من الكل.. تتفانى أصوات حضرمية في الدعوة ليس الى التحرر من «الاحتلال اليمني» وإنّما الدعوة الى التحرر مما تصفه احتلال الشطر الجنوبي لحضرموت الذي بدأ- حسب تعبير أولئك - عام 1967م.
۹ وفيما تتشغل عاصمة اليمن الطبيعي بدعوات الجميع من صعدة إلى المهرة دونما مرور بالقضية التهامية التي لاتزال مجرد لوحات تتعرض للانتهاك على أبواب مؤتمرات مؤسسات المجتمع المدني تتجمع عناصر سياسية في دولة خليجية طمعاً في تطبيق أجندة غير وحدوية.. مع أن دول الخليج صاحبة مبادرة وهي ملزمة أخلاقياً بدعمها - فقط - دونما تشجيع لدعوات تمزيقية.
۹ وعلاوة على التشظّي في خطاب الفرقاء مع بعضهم تبرز مشكلة تجزيء المجزّأ في دعوات رأب الصدع داخل المؤتمر وداخل المشترك وبين فروع الأطراف السياسية في المحافظات.
والأكثر إثارةً أن ينبري أطراف التمزيق والترقيع للتأكيد المستمر على أن مواقفهم تعبِّر عن إرادة الشعب.. الشعب الصومالي ربَّما.