نجيب شجاع الدين -
ليست صنعاء مدينة مفتوحة وإنما مغلقة تحيط بها الجبال من كل جانب ومن ناحية الواقع المعاش فإن صنعاء منغلقة على ذاتها تعاني الفراغ إذ لا يوجد عاصمة على وجه الأرض غيرها تغلق أبواب محلاتها باكراً وتصل حركة الناس داخلها الى الحدود الدنيا صباح مساء.
وعلى حساب المؤشرات الاقتصادية تفاجئك أرقام مسيرة مليونية مهتمة بعبور «جسر الصداقة» كما سماه الصينيون لكنه تحول الى مطب للأحزاب وأفضل مكان في العاصمة تراه مناسباً لرفع الأصوات والتقاط الصور الشرعية للمشترك والتصعيدية والاستفزازية والتذكيرية لرعاة التسوية وفرقائها.
وكالعادة تكون المسيرات برعاية اشخاص لطالما خالفت أقوالهم أفعالهم ولا يرون في اليمن غير ذواتهم معتقدين أنهم مركز هذا الكون.
سلام عليكم يا أهل الديار أنتم السابقون ونحن اللاحقون.. ميزة فريدة يمنحها الجسر لعشاق التظاهرات انه يمكنهم من الإطلال على أموات مقبرة خزيمة وقراءة الفاتحة على أرواحهم ومن ثم مواصلة رفع اللافتات ومطالبة جمال بن عمر ومجلس الأمن الاستجابة لمطالبهم.
ومن بين كل جماليات المدينة التي نالت شهادات لا تحصى من أشخاص أكدت خلاصة تجربتهم في زيارة عواصم عربية وغربية بأن صنعاء اليمن ثانية وطافية ايضاً.
تبدو خزيمة أكثر الأماكن جذباً للنشاط السياحي حيث تطل فنادق الخمسة والسبعة نجوم في صنعاء على هذه المقبرة الموحشة كما لو كانت متحفاً معاشاً، فيما البنك المركزي يمارس مهامه حارساً للموتى والريال وجزء مهم من اقتصاد البلاد.