الإثنين, 31-ديسمبر-2012
الميثاق نت -   د. أنور معـزب -
أفاد شهود عيان بأن مسلحين مجهولين على متن دراجة نارية اغتالوا العميد.. العقيد.. الضابط.. هذا هو الخبر الذي يتردد على مسامعنا يومياً، إذ لايكاد يمر يوم الا ونسمع بأن هذا العميد او ذاك العقيد او الضابط قد تم اغتياله عن طريق مجهولين تقلهم دراجة نارية وهو أمام المسجد او أمام منزله او أمام عمله او في السوق.. نعم لقد زادت في الفترة الاخيرة اغتيالات الصف والضباط، وما يزيد الامر خطورة ومايثير القلق اكثر ان حكومتنا بكل اجهزتها عاجزة عن عمل شئ.. باستثناء انها تسجل جميع الاغتيالات التي تتم عن طريق الدراجات النارية ضد مجهول، وهي بذلك التصرف قد تفضلت على الشعب اليمني بهذه المعلومة القيمة!!
من يحلل ويقرأ بتمعن وبهدوء تام في جرائم الدراجات النارية التي تزهق حياة خيرة الرجال سوف يدرك أن نوعية وطريقة واسلوب وآلية وأدوات الجريمة والشخصيات المستهدفة كلها من جهة واحدة حيث ان عصابات القتل تستخدم وفي جميع جرائمها اسلحة كاتمة للصوت والدراجات النارية ويستهدفون شخصيات عسكرية مهمة وهذا الاختيار والتشابه في أدوات الجريمة واسلوبها وطريقة تنفيذها والاشخاص المستهدفون يوحي بأن مسألة الاغتيالات عبر الدراجات النارية تقودها عصابة كبيرة منظمة بدقة عالية ومدعومة دعماً امنياً ومالياً واستخباراتياً كبيراً ولايستبعد ان تكون هناك أيادٍ خارجية لها صلة بالموضوع.
ومع خطورة هذه الاغتيالات وتوسعها وازدياد أعداد الضحايا من الضباط، ومع كل هذه المآسي التي تزداد يوماً بعد يوم ومع حالة عدم الامن والاستقرار التي تسود البلد والعاصمة على وجه الخصوص وفي ظل هذا الوضع القائم والقاتم يتساءل المواطنون أين الحكومة من كل مايجري في الوطن !؟ واين الحكومة من هذه الاغتيالات !؟ وما الدور الذي قامت به من اجل كشف الجناة!؟ واين الجناة الذين يقومون بكل هذه الجرائم المنظمة!؟وهل يعقل ان يفر جميع من ينفذون هذه الجرائم بكل هذه البساطة ولم تتمكن وزارة الداخلية وجميع اجهزتها من ضبط احد من افراد هذه العصابات !؟ وهل سوف تستمر حكومتنا الرشيدة في ما هي عليه وتكتفي ببلاغ النعي وتنسب كل تلك الجرائم وتسجلها ضد مجهول !؟
الدراجات النارية تحصد أرواح الابطال ضباط وصف وجنود، فلا يكاد يمر يوم الا وتزهق تلك الدراجات روحاً من الارواح الطاهرة البريئة التي خدمت هذا الوطن وقدمت في سبيله ومن اجله التضحيات.. فكم هن النساء اللاتي رُمّلن.. وكم هم الاطفال الذين يُتموا.. وكم هي الاسر التي شُردت بفعل تلك الدراجات النارية.. ولاحياة لمن تنادي !!
الدراجات النارية سوف تستمر في ارتكاب المزيد من الجرائم حتى تحقيق اهدافها المرسومة مسبقاً ولن يقف امامها ولن يسكتها ويوقفها عند حدها الا دولة تضرب بيد من حديد، دولة فيها حكومة تقوم بواجبها ومسئوليتها، حكومة لديها شعور واحساس بما يدور حولها، حكومة لاتبحث عن شماعات تعلق عليها فشلها واخطاءها.. حكومة بعيدة عن المماحكات السياسية الرعناء التي اهلكت الحرث والنسل.. حكومة برنامجها وهمها وشغلها الشاغل الاول والاخير تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية في البلد..
لذلك فإنني ومن باب الحرص وشعوري بالخطر على وطني، أرى أن استمرار الحكومة الحالية ماهو إلا عبث في البلد وأمنه واستقراره ومزيد من التدهور والانفلات ومزيد من الجرائم والاغتيالات، ولذلك وبعيداً عن المناكفات السياسية والصراعات الحزبية غير المسئولة ومن اجل الوطن والمواطن والامن والاستقرار فإن تغيير حكومة باسندوة اصبح ضرورة وطنية ملحة وأمراً غاية في الأهمية .

٭رئيس المنتدى اليمني للتعليم العالي
[email protected]
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 10:43 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-29887.htm