الإثنين, 31-ديسمبر-2012
الميثاق نت -  علي عمر الصيعري -
ابني (أمجد) رئيس جمعية «الأمل» للصم بالمكلا، وزوجه الأمين العام للجمعية لم يهدأ لهما بال منذ ثلاثة أشهر أمضيا شهرين منها في صنعاء يطالبان بمخصص الجمعية للفصل الأخير من هذا العام المدبر ، وزوجه حامل في شهرها ما قبل الأخير قد بولادتها مؤخراً ، رافقا رئيس الاتحاد اليمني للمعاقين جيئة وذهاباً خلال تلك الشهرين ، في متابعات مكوكية بين الإتحاد وصندوق المعاقين ، وبين وزارة المالية.. كل رؤساء الجمعيات من مختلف المحافظات ومختلف صنوف الإعاقة تواجدوا هناك في العاصمة في تلك الفترة ولثلاث مرات ، ومنذ الصباح الباكر طيلة متابعتهما ، يجرون وراء صخر الوجيه وزير المالية عندما يلج بوابة وزارته.. الأعمى منهم والأصم والمعوق حركياً، غير أنهم يُصدون بشراسة ووقاحة من قبل حراسته بل تعرض اثنان منهم لضربات بأعقاب بنادقهم ، وإلى يومنا هذا ومعالي الوزير يرفض صرف مستحقات هذه الجمعيات التي تعني تسيير نشاطها بصرف أجور موظفيها من المعوقين وصرف المساعدات الشهرية لمنتسبيها من ذوي الحاجة الحرجة ، والتي لا تتعدى هذه المخصصات للفصل الأخير بكاملها الـ(50) مليوناً لما يقارب من (200) جمعية ، في الوقت الذي يصدق فيه الوزير على مئات الملايين لشخصيات نافذة.. ولا من مجيب .
وصباح أمس الأول “السبت “ فاض الكيل لدى قيادات الجمعيات والمعاقين وحاصروا وزارة المالية ، ناصبين خيام الاحتجاج المطلبي لقوتهم . ولا يزالون معتصمين هناك . ومعالي وزير المالية في (خبر خير) ممدداً رجليه في مكتبه على طريقة (رعاة البقر) يوقع على شيكات وسندات صرف الملايين للمحسوبين على حزبه (الإصلاح ) ونافذي وزارتي الدفاع والداخلية من دون وازع من ضمير أو رادع من خجل .أما الجانب المثير للدهشة ـــ حد الضحك ـــ فيتجلى في موقف المعنيين في وزارته الذين كلما التقاهم رؤساء جمعيات المعاقين مطالبين بمخصصات جمعياتهم ، يأتي ردهم بالقول : تابعوا وزيرتكم في إشارة الى (أمة الرزاق حُمد) وزيرة الشئون الاجتماعية والعمل ،وكأني بهم ولسان حالهم يقول على لسان وزيرهم (الوجيه) إنها سبب العرقلة ، لا لشيء سوى لأنها من المؤتمر الشعبي العام، مما دفع بابني(أمجد) ، في فورة غضب - الى ان يمسك بقميص أحدهم ويرفع في وجهه أكثر من نسخة من مذكرات معالي الوزيرة (أمة الرزاق) للوزير (صخر) تناشده فيها بإطلاق مخصصات هؤلاء ذوي الاحتياجات الخاصة .
أخيرا ، لا نملك إلا أن نضم صوتنا إلى جانب أصوات هؤلاء الذين بلاهم الله بالإعاقة ، وهذه قدرته وهو أرحم الراحمين ، فيأتي الوزير (صخر) ليزيدهم بلاء ليس يشبهه بلاء وذلك بقطع أرزاقهم، وهو بشر مثلهم ، غير أن الإنسانية لا تعرف طريقها إلى قلبه.. ومع ذلك نقولها بوجيز العبارة : اتقِ الله يا وزير المالية في هذه الشريحة المعذبة في يمن الحكمة والإيمان ، وكفى .
قال الشاعر :
إذا لم تقم بالعدل فينا حكومة
فنحن على تغييرها قُدراءُ
> ( أبو العلاء المعري )

تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 10:32 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-29889.htm