فيصل الصوفي -
في أواخر الشهر الأول من هذا العام سافر الزعيم علي عبدالله صالح إلى الولايات المتحدة الأمريكية لغرض العلاج، وعاد إلى صنعاء في 24 فبراير، ومنذ ذلك الوقت ظل ولا يزال في وطنه، في حين ظلت صحف ووسائل إعلام حزب الإصلاح واللواء علي محسن طيلة الأشهر التي مضت وحتى أمس تتداول أخبارا يومية حول سفر الزعيم علي عبدالله صالح، وأخرجته من اليمن أكثر من مائة مرة وطوفت به عبر الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وفرنسا واسبانيا وأثيوبيا، فتعبوا من كثرة قطع التذاكر واستخراج التأشيرات وحجز مكان الإقامة والأسفار اليومية عبر العالم، بينما هو جالس في بيته في حي الثنية بالعاصمة طيلة هذا الوقت.
سنة ونصف منها 11 شهراً في عام2012م والقوم يكرون الأخبار كما تكر حبوب السبحة.. صالح خرج.. صالح دخل.. الرئيس السابق سيخرج.. غادر.. سيغادر.. حصل على تأشيرة.. لم يحصل على تأشيرة.. قبلت دولة كذا استضافته.. رفضت استضافته.. سيقيم في مزرعة بأثيوبيا.. اشترت له السعودية بيتاً في ألمانيا.. جهز له قصر في الإمارات.. سيقيم على نفقته.. تكفلت دولة فلتان بنفقات إقامته.. وفي النهاية خبر يكذب خبراً.. وأخيراً قالوا سافر ابنه أحمد إلى إيطاليا لكي يشتري قصوراً يقيم فيها الرئيس السابق لكن القصور كلها لم تعجبه لذلك سافر إلى سويسرا.
سنة ونصف منها 11 شهراً في عام2012م والقوم يكرون الأخبار كحبوب السبحة، وكلها طلعت كذباً.. الحقيقة الوحيدة الصامدة هي أن الزعيم هنا بيننا.. والحقيقة الأخرى التي ظهرت للناس هي أن إعلام الإصلاح وعلي محسن كذاب طويل الأمد.
الزعيم علي عبدالله صالح عاد من آخر رحلة علاجية خارجية في فبراير 2012م لم يغادر، ولن يغادر إلا حين يقرر هو متى وأين يجري اختبارات صحية.. قبل العيد، بعد العيد.. قبل مؤتمر الحوار، بعد مؤتمر الحوار..في أمريكا أو ألمانيا أو غيرهما.. وعلي عبدالله صالح موجود هنا بيننا من أجل مواصلة مهمته الوطنية.. وتذكروا أنه عندما عاد من الولايات المتحدة الأمريكية في فبراير 2012م هنأ الرئيس عبدربه منصور هادي بنيله ثقة الناخبين في الانتخابات الرئاسية المبكرة، وأكد وقوفه إلى جانبه وقال سيكون لنا قائد واحد هو الرئيس المنتخب.. ولن يكون هناك عدة سيوف بل سيف واحد في غمد واحد.. وتذكروا أنه دعا الشعب وكل القوى الوطنية للوقوف إلى جانب الرئيس عبدربه منصور هادي بكل قوة وإخلاص لتجاوز الأزمة وتداعياتها والدفع بعملية تثبيت الأمن والاستقرار في هذا الوطن، ومغادرة الماضي والتوجه نحو المستقبل بفتح صفحة جديدة.. هل تذكرون ذلك؟ إن مصداقية الزعيم علي عبدالله صالح ليست موضوعاً للاختبار.
بقي أن نلفت الانتباه إلى عدم لزوم خروج أي مصدر مؤتمري بعد كل خبر كاذب لكي ينفي أو يكذب الأخبار الكاذبة، فهي تكذب نفسها بنفسها.. والسلام.