فيصل الصوفي - قبل أيام ذهب أحد مساعدي الرئيس المصري محمد مرسي إلى دولة الإمارات العربية المتحدة يطلب الإفراج عن11 قياديا في جماعة الإخوان المسلمين المصرية، ألقت سلطات الإمارات القبض عليهم بعد تورطهم بأنشطة تهدد الدولة.. وقبل أن يرسل الرئيس مرسي مساعده كان ينفي التهم الموجهة إلى تلك القيادات، وينفي أن تكون جماعة الإخوان المسلمين تسعى للإضرار بدولة الإمارات، وشكك في علاقة المقبوض عليهم بالجماعة المصرية الأم، ولما تأكد من جدية الأمر أرسل مساعده على رأس وفد للتوسط وحفظ ماء الوجه، كما اعترف المتحدث باسم جماعة الإخوان محمود غزلان بعد ذلك أن أعضاء الخلية المعتقلين في دولة الإمارات هم من جماعة الإخوان المسلمين المصرية.
ترى ماذا تريد جماعة الإخوان تحقيقه في دولة الإمارات؟ حسب التحقيقات التي أعلنت السلطات هناك بعض نتائجها، سعت جماعة الإخوان المسلمين المصرية إلى تجنيد إسلاميين مصريين مقيمين، وإماراتيين وعرب وتدريبهم على أساليب الإطاحة بأنظمة الحكم.. وإنشاء شركات ومؤسسات مالية وتجارية كلافتات تغطي أنشطتها السياسية وتحركاتها المختلفة.. وجمع معلومات تتعلق بأسرار الدولة، وخاصة ما يتعلق بالمؤسستين الدفاعية والأمنية.. وجمع أموال من المهاجرين المصريين وإرسالها إلى جماعة الإخوان في مصر.. وقبل هذه المجموعة ألقت السلطات الأمنية خلال العام الماضي القبض على مجموعات أخرى، وقبل شهرين تقريبا ألقت القبض على 60 قياديا وعضوا كانوا يعملون تحت لافتة “جمعية الإصلاح” وكشفت التحقيقات معهم عن تشكيلهم “جناح مسلح” وأنهم يخططون بالفعل لإسقاط الحكم وإقامة “دولة إسلامية”.
والمعروف أن إسقاط النظام القائم في دولة الإمارات أو غيرها من الدول العربية، وإحلال “دولة إسلامية” مكانه، يعتبر هدفا أساسيا تعمل جماعة الإخوان المسلمين على الدوام من أجل تحقيقه، وترى أن ما يسمى الربيع العربي قد أوجد المناخ الملائم لذلك، وهي تشعر بالنشوة في هذا الوقت الذي صارت فيه مصر تحت حكم الجماعة، وبقدر لا بأس فيه في ليبيا وتونس، وربما سوريا التي حشر إليها الإرهابيون من كل مكان.
لكن ما هي الأسباب التي ستتذرع بها الجماعة لمحاولاتها إسقاط النظام القائم في دولة الإمارات العربية مثلا، وهي ما هي، لكي تقيم “دولة إسلامية” بديلا عنه؟ وهل هناك ما سيكون مغريا في”الدولة الإسلامية” البديلة؟
دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تتكون من سبع إمارات، دولة اتحادية (فيدرالية)، ونظام الحكم فيها ملكي أو شبه ملكي، وتتمتع بنظام قضائي مستقل وعادل، والحريات العامة فيها مصونة، والديمقراطية في سبيلها للإحلال التدريجي.. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى- وهذا مهم- تعد الإمارات دولة رفاه بامتياز، فهي من أغنى الدول العربية، والتنمية فيها مرتفعة، ومتوسط دخل الفرد عال للغاية، ونسبة المتعلمين تتجاوز 90 في المائة، والخدمات العامة فيها متوافرة بجودة عالية معروف على المستوى العالمي، حتى أن متوسط عمر الفرد يصل إلى 79 عاما.. وهكذا في بقية المجالات، فضلا عن أن فيها أنظف بيئة، وأنظف مدن العالم، وأكثر مدن العالم أمنا، وأكبر مركز مالي عالمي.. بينما خلال سبعة أشهر من حكم الإخوان في مصر تراجعت التنمية واختل الأمن وانتهكت استقلالية القضاء وازداد الفقر وارتفعت البطالة..
|