الميثاق نت -

الإثنين, 14-يناير-2013
حاوره/ صلاح العجيلي -
رئيس فرع المؤتمر بحضرموت الوادي والصحراء:نتطلع إلى إعادة صياغة الدولة اليمنية بآلية لامركزية

الدكتور محمد احمد فلهوم- رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام بالوادي والصحراء يعد أحد ابزر قيادات المؤتمر في حضرموت التي تشكل مساحتها ثلث مساحة الجمهورية اليمنية، فهو رجل ادارة وكادر تربوي معروف وأول عميد لكلية التربية بحضرموت التي كانت تتبع جامعة عدن آنذاك، وسجل في هذا المجال حضوراً كبيراً وحقق اكثر من انجاز في القطاع التربوي والتعليمي، حرصنا أثناء زيارتنا لمدينة سيئون على أن نلتقيه ووضعنا أمامه عدداً من التساؤلات التي حملناها.. تحدث إلينا بصراحة عن صورة المشهد السياسي وكشف مكامن الضعف والقصور في أداء المؤتمر، مقدماً الرؤى والمعالجات الصائبة التي سيحملونها الى طاولة مؤتمر الحوار الوطني القادم وقضايا اخرى لاتقل اهمية تطرق إليها في سياق هذا الحوار.. وهاكم الحصيلة..


> كيف تقيمون دور ومواقف احزاب اللقاء المشترك والقوى السياسية الاخرى في وادي وصحراء حضرموت خلال الازمة السياسية وتداعياتها ودورهم في تنفيذ اتفاق التسوية؟!
- في الحقيقة القوى السياسية وخصوصاً أحزاب المشترك حرصت على الاستفادة من اجواء الازمة السياسية وركبت الموجة وسايرت بعض المطالب السياسية ومغازلة قوى الحراك وماتزال، ولاسيما من احزاب اللقاء المشترك (الحزب الاشتراكي) الذى قام بتوزيع أدوار مختلفة على قياداته ولكن كما يقولون(اختلط عليهم الحابل بالنابل)، واستجابت لبعض الدعوات الانفصالية المرفوضة، ونحن نأسف عندما نجد أحدهم يعلن رغبته الصريحة في الانفصال او مايسمونه (فك الارتباط) وفي جانب آخر تجدهم يقولون-انه لا علاقة لهم بهذه الدعوات الانفصالية واصحابها، أو اية تقولات اخرى من قبيل أن حضرموت (غير يمنية) وغيرها من العناوين المستهجنة والغريبة والتي لا تحمل أي مدلول تاريخي أو سياسي في الواقع اليمني.. والحقيقة أن الحزب الاشتراكي اليمني لم يقل في تاريخه الطويل اطلاقا بأنه غير يمني ولم يقل بأنه (حزب اشتراكي حضرمي)، ولكن البعض منهم يحاول الآن عابثاً إيجاد تشققات وتصدعات في جدار الوحدة اليمنية، ومن حق الجميع ان يسأل هؤلاء الذين ظهروا الآن وبعد مرور مايقارب 22عاماً ليعلنوا دعوتهم للانفصال.. ولم يتساءلوا ..أين ذهبت أموال الحزب الاشتراكي اليمني وياترى من ينعم بها اليوم؟! حتى أعضاء الحزب السابقين من حقهم محاسبة هؤلاء او التساؤل حول مصير الاشتراكات التي كانوا يدفعونها من رواتبهم لصالح الحزب.. ودعاة الانفصال او(فك الارتباط) اليوم لم يسرقوا أموال الحزب فحسب بل سرقوا أيضاً أموال الدولة ومبالغ كبيره كانت تأتى كدعم، وهم الآن يستثمرونها ويستخدمونها في دعم الفوضى والتخريب في البلد ويستغلون الصعوبات والمشاكل التي يعاني منها المواطنين اليوم او اثناء الازمة السياسية وما بعدها من تداعيات.. واجمالاً كان دور احزاب في اللقاء المشترك دور المتربص للانقضاض على السلطة والمتحين للفرصة (الوهم) لأجل الوصول الى كرسي السلطة.
مركزية حادة
> ما الدور الذي يضطلع به المؤتمر الشعبي العام في حضرموت الوادي والصحراء؟
- قمنا خلال الفترة الماضية بعدد من اللقاءات السياسية المباشرة التي اثمرت عن نتائج ايجابية.. ولاشك أن هناك منغصات حقيقية يجب أن نعترف بها وتتعلق بالمعيشة والبطالة والانفلات الامني وهي موضوعات تستحوذ على اهتمام المواطنين ولاريب أن لكل محافظة خصوصياتها ومشاكلها الخاصة ولكننا في حضرموت نعاني من المركزية الشديدة والحادة في نشاط الكثير من مؤسسات الدولة وهي مركزية تنغص حياة المواطن حين تضطره للسفر الى صنعاء للحصول على مستحقاته الوظيفية او تسوية راتبه بزيادة ضيئلة لاتزيد عن الفين الى ثلاثة آلاف ريال مثلاً او ماشابه ذلك، وقد كانت مثل هذه التسويات تتم هنا في المحافظة نفسها ولايضطر المواطن للذهاب الى صنعاء، لهذا لابد من ايجاد المعالجات السريعة لهكذا قضايا وهذا ما نأمله من مخرجات مؤتمر الحوار الوطني القادم
النشاط التنظيمي
> ما طبيعة العمل السياسي الذي تقومون به في مدينة سيئون ومختلف مدن الوادي في هذه الظروف؟
- الحقيقة نحن في قيادة فرع المؤتمر الشعبي العام بالوادي والصحراء نقوم حالياً بمناقشة وبلورة ما تمخض من نتائج عن اللقاء التشاوري لقيادات وكوادر فروع المؤتمر الشعبي العام لمحافظتي (حضرموت والمهرة) وقياداتها التنفيذية والتنظيمية على مستوى فروع المديريات ومجالسها المحلية وكذلك أعضاء المجالس المحلية على مستوى المحافظات وفرع جامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا .. المنعقد يوم الخميس 8 نوفمبر 2012م في مدينة المكلا برئاسة الامين العام المساعد الشيخ سلطان البركاني وبحضور الاستاذ محمد حسين العيدروس عضو اللجنة العامة، وعملنا على اطلاع قواعدنا المؤتمرية والاطر القاعدية الوسطية والادنى على مجمل ما دار في اللقاء التشاوري الذي جاء في الوقت المناسب وكذلك الموضوعات المقترحة للحوار الوطني الرئيسية منها والفرعية وما جاء في كلمة فخامة الأخ عبدربه منصـور هادي- رئيس الجمهورية النائب الأول لرئيس المؤتمر الأمين العام- ومن ثم واصلنا عقد الاجتماعات لقيادة فرع المؤتمر الشعبي العام بمديريات الوادي والصحراء برئاسة رئيس الفرع، وقيادات وكوادر التنظيم على مستوى الفرع بالوادي والصحراء وفروع المديريات واعضاء المجالس المحلية لمحافظة حضرموت الوادي والصحراء واعضاء اللجنة الدائمة الرئيسية والمحلية وذلك صباح يوم الأحد الموافق25/11/2012م في مدينة سيئون حيث نوقشت خلالها عدد من المحاور المقترحة كرؤية لفرعي المؤتمر الشعبي العام في حضرموت بشكل عام- أي في المكلا وسيئون- وبعد نقاشات صريحة ومستفيضة حول جذور الازمة السياسية التي عصفت بالبلاد من حيث الاسباب والتداعيات وتجاوزت آثارها من ازمة سياسية الى ازمة وطنية والتي أضحت اليوم أمام مؤتمر الحوار الوطني الشامل لمناقشتها وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وقرارات مجلس الأمن الدولي ووضع الحلول الناجحة الداعمة والراعية للمرحلة الانتقالية بما يحقق لليمن أمنه واستقراره ويحافظ على وحدته من خلال ما سيتوصل إليه بإذن الله مؤتمر الحوار الوطني من اعادة صياغة الدولة اليمنية المدنية الحديثة وآليتها اللامركزية.
حل القضية الجنوبية
> وما أهم النتائج التي خرجتم بها من هذه اللقاءات التشاورية وهل لكم اطلاعنا على رؤيتكم لحل القضية الجنوبية؟
- من اهم النتائج أنْ اوجدت تلك اللقاءات التشاورية حراكاً سياسياً لدى قواعد التنظيم ومشاركة فاعلة في تقديم ما لديهم من آراء، وبناءً على تلك اللقاءات التى شملت جميع المديريات شكلنا لجنة لصياغة ما أفضت إليه مناقشات اعضاء المؤتمر.. ونرد لكم بعض الخطوط العريضة في عدد من الاتجاهات مثلاً الهوية الوطنية.. وحقيقةً الحديث عن الهوية الوطنية للدولة أمر فيه كثير من الغموض وأثار لدينا تساؤلات عدة ذهبت بنا بعيداً الى حضارات (معين وسبأ وحمير وحضرموت ويمنات) وغيرها من الدويلات التي شهدها تاريخ اليمن الطبيعية والتي استقلت نسبياً عن الخلافة العباسية سواء في ظل الامبراطورية العثمانية، أم تلك المملكة التي شملت ما كان يطلق عليها بالمملكية اليمنية.. بعد أن أعطى مؤتمر لوزان المناطق المسيطر عليها من الأتراك عام 1923م بحضور بريطانيا التي حددت الحدود الفاصلة مع العثمانيين بين الشمال والجنوب لتقيم على أرضه (22) مشيخة وإمارة منها من استكمل مظاهر البنى التشريعية والمؤسسية للدولة مثل سلطنات حضرموت واتحاد الجنوب العربي على المحميات الغربية لعدن التي انضمت اليه عشية ثورة 26 سبتمبر1962م في صنعاء، ليستقل بعدها الجنوب وتتوحد تلك الكيانات في30نوفمبر1967م، وصنعاء كانت تحت حصار السبعين تدافع عن ثورتها والنظام الجمهوري الوليد.. ويومها وجدت دولتان وعاش الشطران صراعات بينية وأخرى داخلية حتى قيام الوحدة.. وباختصار نجد في كل ذلك ما يمكن تحويله الى هويات جديدة نتيجة هذه الازمة وما افرزته.. وعليه فإننا لانقول بغير الهوية الوطنية للدولة اليمنية التي ولدت عام1990م دون الغاء لخصوصيات (أقاليمها وتقاليدها ومورثاتها الثقافية والاجتماعية).. وبمعنى أدق ان الهوية الوطنية للدولة يجب أن ترسخ وتتزامن مع إقامة الأقاليم واحترام مورثاتها لاعلى أسس فلكلورية أو ثقافية هشة وانما بحسب تكويناتها الجغرافية والاجتماعية والتاريخية والاقتصادية بحيث تتعالى على النرجسيات القائمة والعصبيات العشائرية والمناطقية وتتجاوزها من خلال محاصرتها بالدولة الاتحادية الجديدة، ادارة الاقاليم على أسس تنموية وإدراية وحمايتها بمؤسسات أمنية قوية تفعل القانون وتحترم الحقوق والحريات والعدل والمساواة.. ودون شك أن معظم الدول الفيدرالية كانت في البدء من دول منفردة ومن ثم اتحدت في انظمة فيدرالية وانتقلت الى الانظمة الاتحادية.. بل ان الضرورات الوطنية ودواعي المصالح والرغبة في تحقيق تنمية لا يمكن تحقيقها لأسباب أمنية وتناقضات اجتماعية تساعد على بث الرغبات الانفصالية وهذا للاسف ما نعيشه من اوضاع اليوم، ويكفي تلك الاصوات المطالبة بحقوق ذات بُعد عشائري أو اجتماعي مناطقي مقابل ادوار ماضوية أو تحت حق حماية الثورة الشبابية وحقوق الثوار الجدد، وفي ذلك تحجيم لحقيقة أزمتنا السياسية التى فرضت أجندة جديدة لابد ان يكون التعامل معها بوعي وعقلانية وليس بالعواطف او الرغبات الشخصية.
يتفائلون بمؤتمر الحوار
> ما استعدادتكم للمشاركة في انجاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل وهل تحدثونا عن نسب تمثيل مديريات الوادي والصحراء؟
- مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي سيعقد خلال الفترة القليلة القادمة يمثل فرصه كبيرة امام اليمنيين للخروج برؤى جديدة وشكل نظام جديد وهي فرصة ذهبية لايجب التفريط بها.. واؤكد لكم أننا سندخل الحوار الوطني وسيكون بإذن الله حواراً ناجحاً وسنخرج بعقد جديد يتواكب مع المرحلة القادمة ومقتضياتها، وما نلاحظه بأن الجميع حريص على الدخول الى مؤتمر الحوار الوطني، ولكن يجب ان تفهم مختلف القوى على صعيد المحافظات أن التمثيل في مؤتمر الحوار قد لا يأتى بما يرضيهم وعليهم تقبل ذلك لان الجميع سيشارك في مؤتمر الحوار ووجود الجميع مهم جداً، ولا يجب ان تقف بعض القوى معرقلة لان مؤتمر الحوار لم يأتِ كما يتوقعون او لم يلبّ رغباتهم، ولابد ان يتوافق الجميع لان المرحلة مرحلة توافق.. وأما حول موضوع التمثيل في مؤتمر الحوار، الحقيقة نحن في فرع المؤتمرالشعبي العام بالوادي والصحراء الى الآن لم تصلنا معلومات حول النسب ولا يوجد لدينا أي اشعارمن الامانة العامة للمؤتمر لكن سيصلنا ذلك خلال الايام القادمة إن شاء الله، وسنحرص على ان يكون لنا تمثيل مناسب وبحسب القدر الممكن من الممثلين لوادي وصحراء حضرموت لما لهذه المحافظة من اهمية ولما لمؤتمرالحوار الوطني القادم من اهمية كبرى في رسم معالم المستقبل.

تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 11:29 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-30161.htm