الإثنين, 21-يناير-2013
الميثاق نت -   احمد مهدي سالم -
< الحوار أرقى وسائل النقاش وأسمى طرق التفاهم حول فكرة، قضية، إشكال ما، بهدف إيجاد تقارب، واقتراح حلول، أو تخفيف حدة العداء بالوصول والاتفاق على نقاط التقاء واشتراك بين طرفين/ اتجاهين، فريقين.
وفي حالة الحروب المدمرة والتجاذبات وانعدام الأمن والهدنات المؤقتة.. يبقى الحوار المسؤول هو الحوار الراقي عقب العجز عن الحسم الميداني لصالح طرف ما، أو لكلفة هذا الخيار أو لانسداد الأفق، وإغلاق بابي النفق، وهو الذي يبتعد عن شخصنة الأمور، ووفرة اختلاق المعاذير، وكثرة رفع السقوف.
الحوار تعبيرٌ واضحٌ عن تطلع حياتي الى الأفضل انطلاقاً من رفض الموجود القائم الملبد بالجو الغائم.. يكون بشفافية ووضوح.. ببسط الأمور على المائدة وشجاعة مواجهة التحديات، وتقليل أو ترك الرهان على الخارج بوهم طرفٍ أنه سيقضي على الآخر ويفرض له تمكيناً، وهذا أكبر خطأ لأن الاستمرار في سيناريوهات كهذه وهي مجردة من القيم الوطنية والأخلاقية ستؤدي الى نتائج كارثية.
التدخلات السافرة المهينة أثارت حميّة الشرفاء وهم أعدادٌ كبيرة، وأكثر منهم الأغلبية الصامتة التي ينتابها الغضب الساخط الناقم، من اختراقات السيادة المستمرة.
المال الحرام المدنس، والحاقد الخارجي المتربص، وتجيير تأويل المقدس لا يساعد على خلقِ حالة استقرار أو التهيئة لبنية حوارٍ حقيقي كونها تريد أن يظل وطننا اليمني مستباحاً من بابه الى محرابه.
وندرك أن هناك في الداخل قوى أو مراكز نفوذ.. تهلل للتمويل وتتغنى في التنكيل - لا ندري مدى إدراكها للأبعاد الاستراتيجية لهذه التدخلات التي سيجني ثمارها المرة أبناؤه وأحفاده إن لم يلسعْ من لهيبها هم.. ما نراه هو وجودٌ علنيٌّ لسوق العمالة وتسابقٌ على لقب عميل، وما لا ينبغي أن يغيب عن الذاكرة أن الوطنية المتجذرة والاخلاق الصلبة والتاريخ المشرف.. تبقى عوامل حؤولة دون تنفيذ الوصاية المقوننة والانبطاح في استباحة السيادة الى أقصى مدى، وقد عُرفت اليمن بأنها مقبرة للغزاة الطامعين، والممولون يعرفون ذلك؛ فلذا يجزلون الكرم فوق الحاتمي لعناصر الداخل.. الطابور الخامس -المكشوف.
المواطن ضاق بلغة الاتهامات ودوشة الحوار.. هذه المفردة الجميلة التي أفرغت من معظم مضامينها وكثرة تداولها ودورانها على كل الألسنة الشريفة والخسيسة على السواء دون بوادر.
إذاً ما المطلوب في هذه اللحظة الحساسة والخطيرة؟
هدار، غثيان، ملل، ضيق، أصبح الحوار يحاصرنا من كل جانب، يقتحم مجالسنا دون إذن، ويطاردنا الى منازلنا، ويدخل معنا الحمام.. يكون النقاش العائلي عن الحوار، والمنزل يعاني نقصاً في السبار، وفي الخضرة.. لا وجود للكوسة والباذنجان والخيار، ويبرد الغداء ونحن مشغولون بالحوار، ننام على حوار ونصحو على حوار.. يصيبنا بالغثيان والدوار.
كل الناس تنتظر خطوات عملية ، وان تتوقف سياسة الإرضاء البلهاء، فكل يومٍ يشهد تأسيس حزبٍ جديدٍ، أو إشهار منظمة جديدة، وكلٌّ يريد تمثيلاً في الحوار ولجان الحوار، وهات يا مط وتمطيط، وإعادة النظر في التخطيط وكثرة الزبج والزنط والنخيط، واستعراض عضلات الكلام والتفحيط، ونعرف أن كلّ المعارضين أو معظمهم سيشاركون في الاخير، ولكن.. انتهازية، مناورات، مساومة، حركات، تنظير غبي، افتعال للفت الأنظار.. على طريقة يتمنعن وهن راغبات.
لطفاً: أوقفوا عجلة الدوران في فلك الحوار، ولتبدأ السفينة بالإبحار بمن عليها وسيلحق بها بعض المتخلفين.. وتتلاقى الرؤى الهادفة والأفكار الجادة.. حتى الوصول الى المرفأ الآمن ما لم فإن التمادي في هذه الملهاة الحوارية سيكلل بنهاية مؤلمة بيزنطية!

لقطات
< في هذه اللحظة أحلم بأن أنام وأصحو على فجر صباح ندي.. خالٍ من الهراء الغبي.. ترقص الأشجار ويمرح الصبي لكن حتى في الحلم.. يعذبنا الحوار.. وهنا تشديد الذال المكسورة، والا صارت للحوار عذوبة.
< الإسراع بالحوار.. أفضل خيار لتحديد بوصلة المسار. قبل حدوث الانهيار.
< نعرف أن لجان الحوار تتمنى لو تستمر نقاشاته ألف عام.
< مقولة «رضى الناس غاية لا تدرك» وقول الشاعر القديم:
إذا رضيت عني كرامُ عشيرتي
فمازال غضباناً عليَّ لئامُها
هل تستوعب اللجان المغزيين هنا؟!
< تذكير: قيادة البلد مسنودة بإرادة قويةٍ تمنح قراراتها الصلابة والشرعية النافذة.
آخر الكلام
وأراك تكلف بالعتاب وودنا
صافٍ عليه من الوفاء دليل
ولعل أيام الحياة قصيرةٌ
فعلامَ يكثرُ عتبنا ويطولُ
سعيد بن حُميد

تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 25-نوفمبر-2024 الساعة: 06:47 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-30286.htm