الإثنين, 21-يناير-2013
الميثاق نت -   مطهر الأشموري -
< من تابع أداء إعلام محطة 2011م في مصر التقط طرح مثل «نعرف أننا سنعاني لفترة ولكننا سنسير وننطلق الى الأفضل».
وكان ينظر لهذا بأنه يمثل وعياً مرتفعاً، وذلك لتحضير قبول أو تقبل بالأسوأ بعد الثورة على أن الأفضل سيأتي إلينا أو نصل اليه فيما بعد.
اندونيسيا وصلت خلال نصف عقد من ثورتها السلمية الى الإفلاس، وحين تجاوزت ذلك فهي وبعد عقدين من الثورة السلمية مازالت في الأسوأ وكأنها قرابة نصف عقد للعودة الى ما كانت عليه قبل الثورة السلمية اقتصادياً ونهضوياً.
بعد الثورة في مصر بات الإعلام يمارس اطروحات - إعلام المحطة- مثل الدولة العميقة والهدف التبرير المسبق لفشل وأخطاء الأنظمة الجديدة، فالمحطة تساعد الأنظمة التي جاءت بها لتوفير شماعات تعلق عليها أخطاءها وخطاياها.
إيران طوعت الديمقراطية للدولة الدينية بسقف ولاية الفقيه، ولذلك فهي دولة دينية بامتياز ولكنها تمارس من تموضعها صراعياً منذ الحرب مع العراق وأنظمة المنطقة حتى التموضع الصراعي القائم - تمارس- تخريجات لمفهوم أو إحساس الدولة الوطنية وبالتالي فالتموضع الصراعي في المنطقة أو مع أمريكا والغرب هو الذي يمنع الصراع بين القوى الدينية والقوى الوطنية داخل إيران ذاتها.
فخلال الانتخابات الايرانية أو مظاهرات ما بعدها التي اتهمت أمريكا والغرب وحتى لو كان ذلك حقيقياً فالمشكلة أن المعارضة في الانتخابات أو المظاهرات لا يحس بانتمائها للدولة الدينية القائمة وفي ذات الوقت ليست مستوعبة بدولة وطنية.
أمريكا والغرب يقفون وراء اغتيال مصدق إيران وهو رئيس حكومة منتخب، لمنع مشروع الديمقراطية والدولة الوطنية وللمجيء بالدولة الدينية بدعم تثوير الخميني حتى انتصاره كثورة.
محطة 2011م الغربية رفعت شعار الديمقراطية والحريات ربطاً بالدولة المدنية الحديثة فيما مارست إرادة وتفعيل الوصول لدولة دينية من خلال تجديد الخط الأمريكي في المنطقة بالأخونة أو خط الاخوان.
أمريكا أو بريطانيا أو فرنسا الأوضح في كل منها انها الدولة الوطنية الديمقراطية فيما «المدنية» مفردة ومصطلح مطاطي في الأساس أو القياس.
النظام الجديد في مصر ليس في صراع مع فلول أو ما يعرف بدولة عميقة، ولكن الصراع الذي نشأ من التغيير الى دولة دينية هو صراع بين هذه الدولة الدينية وبين الدولة الوطنية.
المسيحيون في مصر هم أحوج وأكثر من ظل يطالب ويناضل من أجل الحريات والديمقراطية في إطار دولة مصرية وطنية والمدنية توصيف لا يضيف ولا ينتقص مما هو متحقق كحريات وديمقراطية.
بغض النظر عن تخريجات أطراف الصراعات فلا المسيحي في السودان أو في مصر يحس بالأمان والاطمئنان في ظل دولة دينية اسلامية كما الاخوان، ولذلك فهو تلقائياً يتمنى ويبحث عن دولة وطنية بشروط الديمقراطية والحريات.
نظام «الاخوان» سيظل يحمل المسؤولية المعارضة أو الفلول بإثارة الطائفية وهو يدرك ولكن لا يعترف بأن مجيء دولة دينية أو أسلمة هو مشكلة للمسيحيين أكثر من كون ذلك يثيرهم أو يحاول إثارة مشكلة كما يطرحون.
إحدى مشاكل أية دولة دينية أنها تمارس إحلالاً بأي قدر للانتماء الديني على حساب الهوية الوطنية أو كبديل لها فإذا جاء ذلك من تموضع قمعي عالٍ للنظام، فالدولة الوطنية تصبح تخريجات ومواءمات لهذا النظام القمعي، أما حين مجيء ذلك في ظل ديمقراطية ومساحة للحريات، فبقدر ذلك يكون الصراع بين الدولة الدينية والدولة الوطنية في ظل ديانة واحدة في الواقع أو أكثر، فسقف ولاية الفقيه وهو مرجعية للديمقراطية ولكن من طرف النظام فهل تقبل المرجعية الانقلاب عليها من خلال فوز المعارضة؟
قد يكون لأمريكا والغرب دور فاعل في تحريك مظاهرات المعارضة الايرانية ولكن القول بأن كل تلك الجموع هم عملاء أو تحت تضليل غربي يمثل سخفاً في التفكير واستخفافاً بالعقل.
عندما يأتي الغرب بالدولة الدينية في إيران من خلال محطة فلتفعيل فيما بعد ذلك من تصدير الثورة والحرب مع العراق ولإيجاد عدو وعداء في المنطقة كبديل للعدو والعداء مع اسرائيل وقد نجح ذلك بامتياز ولأكثر من ثلاثة عقود.
محطة 2011م التي تجدد الخط الامريكي بـ«الاخوان» يجعل المحطة دينية الوسيلة وليس الهدف أو الغابة وذلك للتعامل بسياسات ومع مشكلات كما من خلال الدولة الدينية في إيران.
محطة 2011م تدمر وتضعف بنية الدولة الوطنية في بلدان الحروب الأوسع على طريقة ليبيا أو حالة سوريا أو حتى الأقل عنفاً كاليمن ومصر وتونس، وهذا التقويض بأي مستوى يضيف فوضى الإحلال للدولة الدينية الى فوضى المحطة والثورات، فتختلط الديمقراطية بالفوضى أو تصبح الفوضى هي أرضية ومعطى في ذات الوقت للديمقراطية.
عندما يأتي الحكم الى الاخوان في مصر أو بلد آخر بهذه الطريقة فعلى أساس عنوانهم «الاخوان» وحين يصبح مسماهم «حزب الحرية والعدالة» فليس من باب التخلي عن الاخوان أو الدولة الدينية التي هي هدف المحطة.
وقبل سنوات مثلاً أُثيرت في الغرب حملة إعلامية شاركت فيها الكنائس ومسئولوها حول اضطهاد المسيحيين في الشرق الأوسط ووضعت مصر على رأس بلدان الاضطهاد أو بعدها.
مجيء دولة دينية في السودان طبقت الشريعة الاسلامية سهّل على الغرب التدخل أو التداخل مع متغيرات الصراعات في السودان حتى الوصول الى فصل الجنوب وتمزيق السودان.
من خلال السير في دولة دينية بمصر «الاخوان» فذلك سيسهل على الغرب حل مشكلة الأقباط، وذلك ليس بالضرورة انفصالاً أو تمزيقاً لا أراه وارداً في ظل واقع مصر مقارنة بالسودان.
أنظمة «الاخوان» التي هي معطى للتفعيل الغربي لمحطة 2011م غربياً ونحن نتفهم عدم قدرتها على السير بغير الدولة الدينية يعنيها الاقتراب والمقاربة أكثر مع الدولة الوطنية وأن تمارس معها احتواء الشراكة الأوسع لتخفيف وقع الصراع بين الدولة الدينية والدولة الوطنية.
الغرب لم يعد يحتاج عدواً بديلاً لإسرائيل باعتبار ذلك قائم «إيران» وخطة «الاخوان» قد تعطي حقاً تكتيكياً ومناورة حتى الوصول لوقت حاجية أو ساعة الصفر ليمارس العداء لإيران، ولذلك فلا طائل من أي جهود بذلتها وستبذلها إيران في العلاقة بالأنظمة الجديدة الاخوانية المنبثقة من محطة 2011م.
المحطة هي عدو وهمي كالفلول والدولة العميقة ونحوه لرمي مسؤولية أخطاء وخطايا الأنظمة عليه.
لعل ما يؤكد ذلك هو عدم وجود هذا العدو الوهمي الفلولي أو غيره بعد الثورة السلمية الإيرانية أو الثورة السلمية الاندونيسية.
ما أشرت اليه للإيضاح والاستدلال في تعامل إعلام محطة 2011م حين ثورة مصر ثم بعدها يؤكد شراكة المحطة واجتهادها في اختراع هذا العدو الوهمي لإيهام الشارع العربي والاسلامي والتعامل مع أوهامه بإقناع التعامل مع الأمر الواقع للقمع بالديمقراطية والقمع من خلال الديمقراطية او باسمها هو كقمع ديمقراطي أفضلية عن القمع البوليسي، فالشعب المصطف مع النظام هو الذي نفذ الاعتداء على الشعب المصطف معارضياً بمحيط قصر الاتحادية!

تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 11:50 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-30287.htm