محمد أنعم -
بالتأكيد العالم يدرك خطورة الأوضاع في اليمن وتحديداً في العاصمة صنعاء وبرغم ذلك لم يخش الدكتور الزياني أو أعضاء مجلس الأمن الدولي من المسدسات التركية كاتمة الصوت ولا من مليشيات المتمردين عن قرارات عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية..
فلقد أوصل هذا الحضور الدولي أن الاستقواء على إرادة الشعب اليمني والشرعية الدستورية مرفوضة، وأن على من يفكر أن يتعامل مع اليمن كإقطاعية أو الوظيفة العامة كملكية شخصية يعد إرهاباً من نوع آخر.
بالتأكيد لن يقبل المجتمع الدولي أن يفصل البعض المبادرة وآليتها وقرارات مجلس الامن على مقاساتهم.. وسيتصدى بقوة لمن يحاولون افتعال المشاكل والعراقيل أمام التسوية السياسية.
لذا كان من الطبيعي أن نجد قيادات المشترك بالأمس وسط الحضور مسودة الوجوه بعد أن تغيبت عن اجتماعات اللجنة الفنية للحوار أو تقديم أسماء ممثليهم الى مؤتمر الحوار الوطني كما كان متوقعاً منهم يوم أمس الأول.
طبعاً لا وقت للمراوغة والتهرب عن استحقاقات المرحلة الانتقالية بعد أن أصبح مجلس الأمن والدول الراعية للمبادرة يشاركونا في صنع المستقبل.. وكما أكد رئيس مجلس الامن وبشكل واضح أنه لم يتطرق أحد لتأجيل إجراء الانتخابات المقبلة عام 2014م.. ومهما كانت اللغة مطمئنة فإن العين الحمراء قد توجهت الى علي محسن الأحمر بشكل واضح وهو لا قبل له بمواجهة الداخل والخارج، وعليه أن يصبح مواطناً أو موظفاً يخضع لقرارات وتوجيهات مرؤوسيه.. كما أن عليه أن لا يتوهم وينجر وراء مخطط متطرفي حزب الاصلاح لأن في ذلك السير الى سوء الخاتمة.
أجزم أن المؤتمر الشعبي العام وحلفاءه قد استطاعوا أن يتعاملوا مع ملف الأزمة بحكمة وحنكة سياسية واضحة، ولم يتركوا أية مبررات يمكن للأشقاء أو الاصدقاء أن يلوموهم في شيء حتى بقوائم أسماء ممثليهم الى مؤتمر الحوار، فقد سلموا ذلك المظروف السبت الى اللجنة الفنية.. الامر الذي عزز ثقة العالم بالمؤتمر الشعبي العام كتنظيم يراهن عليه لبناء اليمن الجديد.. والأمر نفسه فيما يتعلق بالتعامل مع قرارات رئيس الجمهورية حول هيكلة الجيش.
وليس بغريب أن يثني الدكتور عبداللطيف الزياني على التزام المؤتمر وحلفائه وحرصهم الصادق في تنفيذ المبادرة الخليجية.
ولعل الرسالة الأهم لمجلس الأمن الدولي هي تلك التي وجهها لمن يحاولون المساس بالوحدة اليمنية في الداخل والخارج.
ولعل تكذيب الدكتور الزياني للخبر المفبرك الذي روج له دعاة الانفصال، وتأكيده أمام اللجنة الفنية للحوار وكذلك أثناء اجتماعه مع قيادة المؤتمر أو في المؤتمر الصحفي عن تمسك قادة دول مجلس التعاون الخليجي بالوحدة اليمنية، وهذه رسائل شجاعة وقوية لمن يحاولون تفتيت اليمن وتمزيقه وفقاً لمخطط إقليمي يقوده مأجورون يسعون من وراء تنفيذه في اليمن وتصدير الربيع الصهيوني الى دول المنطقة.
إذاً فعلى المرضى والمرتزقة أن يدركوا أن الوحدة اليمنية مقدسة ليس للشعب اليمني فقط وإنما هي كذلك لدى الاشقاء والاصدقاء وعلى البيض ومن معه من منّـوا أنفسهم بالأوهام أن يتوقفوا .. ويدركوا أن الشعب اليمني الذي دافع عن الوحدة عام 1994م وهزم مؤامرة الانفصاليين فإن الشعب اليمني ايضاً ومعه الاشقاء والاصدقاء وفي المقدمة مجلس الامن قد اجترحوا ملحمة جديدة انتصاراً للوحدة بالأمس في صنعاء.. وسيسجل يوم 27 يناير في أنصع صفحات التاريخ اليمني ففيه أسقط مجلس الامن مشاريع المتمردين والانفصاليين وإلى الأبد.