سمير النمر -
< مخطئ من يظن أو يتصور أن تجمع الاصلاح بأجنحته المتعددة سيكون رافعة مهمة لإنجاح الحوار الوطني والخروج بالوطن من النفق المظلم الذي أدخلوه فيه، لأن كل المعطيات والتجارب السابقة التي مر بها الوطن تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أنهم كانوا ومازالوا العقبة الرئيسية التي تحول دون نجاح أي حوار وطني يشخص مشكلات الوطن ويضع الحلول والمعالجات المهمة لحلها.. ولعل ما حدث في 2009م من تعمدهم إفشال اتفاق فبراير إضافةً الى رفضهم الكثير من المبادرات التي تقدم بها المؤتمر الشعبي وتم رفضها منهم، يؤكد لنا أن تجمع الاخوان ومن يدور في فلكهم لا يريدون حواراً وطنياً صريحاً وشفافاً يكفل حل مشكلات الوطن نظراً لعدم امتلاكهم أي مشروع وطني يحقق غايات وتطلعات أبناء الوطن،
ولهذا نجدهم عند اقتراب موعد أي حوار وطني أول من يكفر بهذا الحوار ويتنصل عنه، باختلاف المبررات الواهية ووضع العراقيل بصورة مفضوحة تكشف عن حالة الإفلاس الوطني والقيمي لديهم، لأنهم يدركون أن الحوار مع مختلف القوى السياسية والوطنية على طاولة مستديرة وبشكل علني سيجعلهم مكشوفين أمام الشعب بصورة واضحة لأن مشاريعهم قائمة على التآمر والمكر والخديعة يتم إعدادها في الغرف المظلمة وفق منطق شمولي انتهازي إقصائي لا يؤمن بالآخر ولا يستند الى أي مبادئ وطنية.. فكيف يمكن أن نعول على مثل هؤلاء بأن يكونوا جزءاً من الحل وهم أساس المشكلة، وأعتقد أن ما يقومون به من ممارسات إقصائية وعبث بالمال العام وسطو على الوظيفة العامة وإقلاق الأمن والاستقرار من خلال مواقعهم في حكومة الوفاق يعد بمثابة دليل شاهد وحي على مشروعهم الظلامي والشمولي الذي لا ينظر الى مصلحة الوطن ولا يعيرها أي اهتمام، كما أن تجربة الاخوان في مصر وما قاموا به ويقومون به من إقصاء وتهميش لشركائهم في مصر ومن تدمير لمؤسسات الدولة.. هذه الممارسات من قبل الاخوان تحتم على كل القوى السياسية والوطنية الحية في هذا الوطن أخذها بعين الاعتبار حتى لا تتكرر تجربتهم في بلادنا بتلك الصورة البشعة التي ظهروا بها سواء هنا أو في مصر خاصة ونحن قادمون على عقد مؤتمر الحوار الوطني والذي سيتحدد فيه المشروع الوطني الذي يتطلع اليه أبناء الشعب اليمني بمختلف انتماءاتهم السياسية والاجتماعية ومن أجل إنجاح الحوار الوطني والخروج برؤية وطنية تحقق للشعب ما يصبو اليه.
يجب على كل القوى السياسية والوطنية في عموم أرجاء الوطن تشكيل اصطفاف وطني حقيقي حول مشروع وطني ورؤية موحدة تصب في مصلحة الوطن وأمنه واستقراره وسيادته بعيداً عن التصنيفات والتقسيمات التي تطلقها أبواق الاخوان، وهذا الاصطفاف الوطني لابد أن يتم قبل الدخول في مؤتمر الحوار الوطني لأن هذا الاصطفاف سيكون بمثابة الضمانة الحقيقية لعدم انحراف مسارات الحوار الوطني الى مسارات أخرى لا تخدم الوطن وإنما تخدم أصحاب المشاريع الظلامية التي لا تريد الخير للوطن.. وأعتقد أن جميع القوى السياسية والوطنية تدرك تمام الإدراك حجم هذه المخاطر والعراقيل التي يضعها اخوان اليمن وحلفاؤهم من مراكز القوى القبلية والعسكرية في طريق الحوار الوطني من أجل حرف مساراته الوطنية الى مسارات أخرى تصب في خدمة أهدافهم ومشاريعهم الخاصة وبمساندة ودعم قوى خارجية تدعم هذا المشروع الظلامي، ولهذا فإن على مختلف القوى السياسية الوطنية أن تبادر الى خلق هذا الاصطفاف الوطني الحقيقي من أجل ضمان مستقبل الوطن وأمنه واستقراره.. وأعتقد أن هذه الخطوة ستكون بمثابة انتصار حقيقي للوطن ولتطلعات أبنائه وستشكل ضمانة حقيقية لوأد كل المؤامرات والمشاريع الصغيرة التي يسعون الى تحقيقها على حساب المصلحة العليا للوطن.. ما لم فإن جميع أبناء الوطن سيدفعون ثمناً باهظاً إن لم يبادروا الى خلق هذا الاصطفاف الوطني وفي مقدمتهم القوى السياسية المؤمنة بالرأي والرأي الآخر وبالدولة المدنية، وستكون النتيجة مشابهة لما يحدث الآن في مصر.. فاغتنموا الفرصة قبل أن تكون غصة، فمازال هناك متسع من الوقت لتدارك عواقب الندم والحسرة.