ابن النيل -
تسعة وخمسون عاماً بالتمام والكمال.. على اغتصاب فلسطين التي نحب، ومن ثم.. اقامة كيان العدو الصهيوني كرأس حربة عدوانية متقدمة يجري تسخيرها كلما لزم الأمر لحماية مصالح القوى المعادية لارادة الشعوب، في هذه المنطقة الهامة من العالم.. ولتندلع شرارة صراعنا التاريخي مع مغتصبي حقوق اهلنا في الوطن المحتل، وان بقي الوضع على حاله منذ ذلك الحين والى يومنا هذا، دون التوصل الى حل للقضية المصيرية التي أشعلته، وربما يظل كذلك لسنوات وسنوات.. مالم يدرك جميعنا حقيقة ان الحق بغير القوة ضائع، وان السلام بغير امكانية الدفاع عنه استسلام، ذلك منطق هذا العصر.. ولعله منطق كل العصور، وان كان البعض من بني قومنا- مع الأسف الشديد- مايزال يراهن على إمكانية ان يتخلى بنو صهيون عن منطق العدوانية والتوسع، او ان يقبل قادة كيانهم العنصري المصطنع- على الأقل- بمبدأ الاحتكام الى قرارات الشرعية الدولية الصادرة في هذا الشأن. سلسلة من الحروب العسكرية الضارية التي أرادها الصهاينة سبيلاً لاجبارنا على القبول بما لانريده ولانرضاه، من حيث اقرارنا بشريعة الاغتصاب تحت ذريعة انها الواقعية، والتي لم يكن آخرها بطبيعة الحال ما اصطلح على تسميته بالحرب السادسة بيننا وبينهم، وقد كان لبنان الشقيق مسرحاً لوقائعها الميدانية المضنية منتصف العام الماضي، على بشاعة ماتخللها من مجازر دموية بحق انساننا العربي هناك. ويأتي كل هذا وذاك في وقت يدعي فيه كبار مسئوليهم بأنهم دعاة محبة وسلام وان ماترتكبه قوات جيشهم من اعتداءات عسكرية سافرة على العديد من بلداننا بين الحين والآخر، ومايتعرض له المغتصبة حقوقهم كل يوم.. تحت وطأة احتلالهم لأراضيهم، إنما لايعدو كونه نوعاً من الدفاع عن النفس على حد زعمهم، وكأنما نحن الذين ارتكبنا حماقة اغتصاب ماتوارثوه عن آبائهم وأجدادهم في غفلة من الزمن وفي غفلة من التاريخ. فهل آن لملايينا ان تتحمل مسئوليتها كاملة.. كي تدخل في الحساب، بدلاً من أن تسقط من كل حساب؟! هذا هو السؤال..؟ وإلى حديث آخر.