يحي نوري- الميثاق نت - ممارسة الابتزاز لتحقيق أجندة ومصالح ضيقة من قبل البعض.. لا يعبر إلا عن حالة إفلاس شديدة في المسئولية الوطنية افقدهم التعامل الايجابي والمقتدر مع أبجديات العمل السياسي والوطني والتي يفترض أن تحكم مسارهم الوطني وجعله يتناغم مع المصالح العليا للوطن والانتصار لأمال وتطلعات الجماهير ومواكبة إيقاع تفاعلاتها بل وتوظيف كل ذلك في خدمة الأهداف العظيمة للأمة والمستقبل الذي تنشده.
ولا ريب أن فضاعة هذا الابتزاز يتجلى اليوم في حالة عدم قدرة المبتزين على مواجهة الرأي العام بالحقائق الناصعة التي تؤكد سلامة موقفهم الوطني وعدم قدرتهم على إعادة ترتيب أوراقهم ومواقفهم وبما يجنبهم سخط واستياء الرأي العام.. لنجدهم يهرولون باتجاه مصالحهم الأنانية ويضربون بعرض الحائط كل ما يزخر به الرأي العام من أراء ومواقف مستهجنه لممارساتهم العبثية الأمر الذي يدلل على أنهم قرروا بعمى بصيرتهم السير بالاتجاه المعاكس لرغبة الجماهير وبدئوا يتعاملون دون حياء مع شعبهم بأسلوب المقاضاة ويرون بمنطق اعوج أنه بات لزاماً على المجتمع القبول بأجندتهم حتى يتحقق له الأمن والاستقرار والخروج الآمن من أتون أزمته الراهنة.
ولا شك أن هذه الممارسات الغير مسئولة قد أحدثت تصدعات نفسيه خطيرة لدى المجتمع الذي ما زال يرصد بأسى وحسرة ممارستهم اللاوطنية وسط حالة من الاندهاش والاستغراب مما آل إليه هؤلاء من فراغ ونزيف في مسئوليهم الوطنية والأخلاقية وهو واقع حدا باليمنيين إلى فقدان الثقة بهم في تحقيق أي تقدم على صعيد الأزمة التي يعيشها وطنهم.. بل وجعلهم من منطلق الأمر الواقع وحرصهم على حاضر ومستقبل وطنهم يتفاعلون وتعامل المجتمع الدولي مع قضيتهم بل ويطمئنون لكل ما يتخذه المجتمع الدولي من خلال مجلس الأمن من توجهات وإجراءات باتجاه انجاز التسوية السياسية وفقاً للمبادرة الخليجية واليتها المزمنة وبعيداً عن ممارسة الابتزاز السياسي التي زادت المشهد اليمني قتامه وسوداويه وباعتبار ذلك الطريق الأمثل والوحيد الذي من شانه أن يجنب اليمن مشاريع الابتزاز والاقتتال الداخلي.
ولعل التفاعل الكبير الذي أبداه اليمنيون مع خطوة مجلس الأمن المتمثلة في زيارته الأخيرة للعاصمة صنعاء دليلاً واضحاً وجلياً على عظمة تفاعلهم وثقتهم بالمجتمع الدولي ممثلا بمجلس الأمن بل والتمني الصادق له بالنجاح والتوفيق حتى يتم تفويت الفرصة على كافة ممارسي الابتزاز السياسي والعسكري وإيقاف كل عبثهم في حق اليمن وهو عبث يتم في أفظع صور الارتهان والابتزاز السياسي والعسكري والذي وصل للأسف الشديد إلى حدود غير معقولة من الاستخفاف والاستحقار لمشاعر الشعب وتطلعاته ولكون اليمنيين أصحاب المصلحة الأولى والأخيرة من المبادرة الخليجية، والمواقف الدولية يرقبون اليوم باهتمام بالغ وغير مسبوق لما سيسفر عنه اجتماع مجلس الأمن الذي سينعقد خلال الساعات القادمة على ضوء نتائج زيارته لصنعاء.. وهو ما يعد اهتمام يقدم مؤشراً حقيقياً لعظمة ثقة اليمنيين بكل جهد دولي يبذل لصالح وطنهم وحاضرة ومستقبلة.
خلاصة الرأي وإزاء استمرار لعبه الابتزاز وتصاعد مطالب الشعب بضرورة وضع حداً لها من خلال موقف دولي صارم يجعل الشعب يتنفس الصعداء، فان المبتزون سيجدون أنفسهم قد ذهبوا بأجندتهم ومشاريعهم الصغيرة نحو مزبلة التاريخ وتلك نهاية منطقية وموضوعية لكل من حاول العبث بمشاعر أبناء شعبه ولم يخجل في مقاضاة متطلبات أمن واستقرار وطنه بتمرير مشاريعه الكارثية والتي لن تكون كارثة على الوطن فحسب وإنما عليهم أولاً وأخيراً.
وعاش اليمن الجديد الديمقراطي الموحد الخالي من كل منغصات الابتزاز. |