كلمة المبثاق -
اليمن لا يجب أن يكون ساحة لتصفية الحسابات بين القوى الخارجية المتنافسة على مصالح تحملها مشاريع الهيمنة وتحقيق النفوذ في المنطقة، وعلى أبنائه أن يقفوا ويواجهوا مثل هذه الأجندة، فهو لم يعد يحتمل المزيد من الأزمات والصراعات، وعلى الدول الممولة بالسلاح والمال أن تتوقف عن ذلك لأن مصلحتها ليس في إرسال البواخر المحملة بأدوات الموت لليمن بل في السفن المحملة باحتياجات متطلبات الحياة التي تمكنه من تجاوز الأوضاع والظروف الصعبة التي يعيشها وعلى نحوٍ يساعده للخروج من أزمته ليستعيد شعبه الأمن والاستقرار ويواصل طريق التنمية والبناء بدلاً من الاحتراب والموت والخراب والدمار..
إن مثل هذه المغامرات بكل تأكيد مخاطرها لن تكون على اليمن وحده بل ستتمدد لتشمل المنطقة كلها.
في هذا السياق يأتي موقف المؤتمر الشعبي العام الرافض لكل حاملي أجندة فرض الإرادات عبر القوة المسلحة من الاطراف الاقليمية بتواطؤ قوى التطرف الجهوي والمناطقي، والتي جميعها وجهان لعملة واحدة وتسعى إلى إفشال التسوية السياسية القائمة على المبادرة الخليجية وآليتها، انطلاقاً من تصور أنها تجهض كل غاياتها وأهدافها وهو ما يعني أن مصلحتها تتعارض مع مصلحة الوطن.. لذا نجدها تعرقل إنجاح المبادرة وهي على عتبة محور الحل الأساسي للأزمة المتمثل بمؤتمر الحوار الوطني الذي نقف على أبوابه.. وفي هذا المنحى تندرج تلك الأحزاب التي أعطي لها الموعد تلو الأخر لتسليم قوائم ممثليها إلى هذا المؤتمر لكنها مستمرة في تعنتها وتلكؤها الذي تكشف حالتها المأزومة والبائسة وتتهرب من تبيان حقيقة الأسباب التي دفعتها إلى هذه المماطلة فنجدها تختلق الذرائع والمبررات الواهية، فيما تحاول تحميل المسئولية للمؤتمر الشعبي العام الذي كان من أوائل القوى السياسية التي سلم أسماء ممثليه مبكراً حرصاً منه على انجاح الحوار، نظراً لضيق الوقت أمام الاستحقاقات الوطنية.
نقول لتلك للأحزاب مجدداً أن عليها الالتزام بالموعد النهائي لتسليم أسماء ممثليها لمؤتمر الحوار الوطني يوم الأربعاء القادم، كما عليها أن تصطف مع كل اليمنيين ضد كل ما يستهدف سيادة اليمن وأمنه واستقراره ويمس وحدته من اطراف خارجية تقدم أسلحة الموت لتدمير اليمن وهذا ما تكشف عنه شحنات الأسلحة الايرانية والتركية التي ضبطت مؤخراً.. وليدرك الجميع ان السيادة الوطنية لاتتجزأ، وهذا هو موقف المؤتمر الشعبي الذي يدعو كل الأطراف الخارجية من الأشقاء والأصدقاء الوقوف إلى جانب اليمن لإخراجه من هذه المحنة ويجدد الدعوة لكل القوى السياسية لتهيئة الأجواء للجلوس حول طاولة الحوار لحل كل قضايانا ومشاكلنا بصورة تلبي متطلبات واستحقاقات تطلعات شعبنا حاضراً ومستقبلاً..!!