الإثنين, 11-فبراير-2013
الميثاق نت -   د.علي العثربي -
< يبدو أن البعض لا يقدر أهمية الحوار والشروط اللازم توافرها في المتحاورين من الخبرة والقدرة على إبراز الحجة بالبرهان الناصع، والقدرة على إظهار العيوب في الفكرة المقابلة ودحضها بقوة البيان وجزالة اللغة التي تصل حد الإبهار الذي يتحول إلى إعزاز وإكبار وإحلال من عموم المتحاورين والمتابعين لمجريات الحوار..
لقد أشرنا في أكثر من موضوع إلى أن الوطن ومستقبل أجياله أمانة في أعناق الذين تم انتدابهم عن الشعب للحوار الوطني الشامل، وعلى أولئك المنتدبين أن يقدروا حجم المسؤولية الوطنية والدينية والانسانية الملقاة على عاتقهم جميعاً، ومن ثم فإن عليهم أن يتحرروا من كافة المؤثرات القروية والفئوية والمناطقية والمذهبية والحزبية والإدعاءات الباطلة، وعلى كل واحد منهم أن يستحضر خارطة اليمن كله في ذهنه ليدرك أنه مسؤول في طرحه عن كل صغيرة وكبيرة يطرحها للحوار، ثم إن على المحاور أن يستلهم أن قوة اليمن وعزتها وعزة أبنائها لن تتم في التاريخ إلا في ظل وحدة الأرض والدولة والإنسان، ثم عليه أن يتخيل بذهنية ثاقبة عواقب الطرح الذي لا يخدم أجيال الوطن ولا يحقق قوة بناء الدولة اليمنية الحديثة على طريق التوحد العربي الاسلامي.
إن الحوار الواضح والشفاف مسؤولية وطنية ودينية وإنسانية تحتاج من المحاور أن يستحضر البعد القومي العربي الاسلامي لبناء الدولة التي تعزز التوحد وتحدد عناصر قوة البناء القومي العربي الاسلامي، حيث أن اليمن هي بوابة النصر العربي الاسلامي القادم الذي ينبغي أن نرسم معالمه بوضوح، وعلى المحاور أن يكون قوي الإرادة شديد الإيمان بقوة الدولة وعظمة الوحدة، وعلى المحاور أن يكون متسلحاً بقوة الحجة المقنعة التي تزيل عوامل الانكسار والاستسلام التي قد تبدو لدى البعض من الذين أصابهم الانكسار وأغراهم الهوان ففضلوه على العزة والجسار.
إن المحاور الوطني لا يمكن أن تؤثر فيه المغريات مهما كانت، لأنه قد نذر نفسه للوطن القوي القادر على تحقيق الخير كله للإنسانية كلها، وبذلك فإنه سيكون قوياً في طرحه متسلحاً بقوة الإيمان بالله رب العالمين بالغ التأثير شديد الإقناع عظيم البيان واضح البلاغة جزل اللغة قوي المنطق حكيم المحاورة والمناقشة قادر على التنبؤ مستحضراً لكل البدائل الممكنة موضحاً لآثاره السالبية والإيجابية واضعاً للمعالجات اللازمة.
إن المحاور الوطني هو الذي يرسم لنفسه صورة تظهر فيها كل المكونات الجغرافية والبشرية لليمن الواحد الموحد لتكون بداية الانطلاقة نحو الأهداف القومية العربية الاسلامية لتكتمل الهوية للإنسان العربي المسلم بكل المكونات الجغرافية والبشرية لخارطة الوطن العربي، ويستحضر في تلك الصورة الافتراضية أسباب الانكسار والإذلال الذي يعيشه الوطن رغم امتلاكه لمقومات وعناصر بناء القوة بكل أشكالها.
إن المنتدبين للحوار الوطني الشامل أمام هذه المسؤولية الدينية والوطنية والانسانية، وعلى كل واحد منهم أن يدرك بأنه ليس ذاهب في رحلة استجمامية أو نزهة ترفية، وإنما قادم على مسؤولية كبرى وأمانة لا فكاك من حملها أمام الله والوطن والناس أجمعين، فليعمل الجميع من أجل هذه الأمانة ليصنعوا لأنفسهم مكانة في تارخ اليمن ويحققوا أمن واستقرار وتقدم ووحدة اليمن على طريق الوحدة العربية الكبرى بإذن الله.

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:31 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-30645.htm