الإثنين, 11-فبراير-2013
الميثاق نت -   فيصل الصوفي -
حاوية بضائع تركية دخلت جمرك ميناء عدن منتصف نوفمبر 2012، كانت الحكومة على علم أن بداخلها أسلحة، وقبل أيام فقط تم فتحها وإحصاء ما فيها.. 115 بندقية آلية و 10 ألاف مسدس جلوك.. وقبلها شحنة المسدسات التركية الكبيرة التي دخلت ميناء عدن في حاوية بسكويت وحلويات تركية.. وقبلها شحنة الأسلحة التي ضبطتها شرطة دبي عام 2011، وقبلها شحنة المعدات التركية لصناعة الأسلحة التي وصلت صنعاء في يوليو 2010.. والشحنة التركية المكونة من 5531 مسدسا التي حملتها سيارة الدينا من ميناء المخا وضبطت بمديرية حيس من قبل جنود تم تكريمهم وتوفي واحد منهم في ظروف غامضة بعد أيام قليلة من تكريمه.. والسفينة “أيوس” التي رفعت العلم المالديفي لتدخل 179 طنا من الأسلحة والذخائر والمواد المتفجرة إلى ميناء المكلا في 18 ديسمبر 2012 ..
وفي شهر يناير الأخير وصلت السفينة الإيرانية جيهان 1 إلى شواطئ المهرة تحمل لنا 40 طن من الأسلحة والقذائف والمتفجرات.. وبين هذه وتلك شحنات صغيرة تضبط مرة في الحديدة ومرة في تعز ومرة في صنعاء.. والحديث هنا عن الشحنات المضبوطة بعد افتضاح أمرها، فكم عدد الشحنات التي تم تهريبها إلى الداخل بعيدا عن أعين أجهزة الأمن، أو بتواطؤ مع فاسدي الذمة، وماذا وراء هذه الشحنات يا ترى؟. واحد كبار المسئولين في الداخلية قال قبل أيام إن شحنات الأسلحة هذه يتم إدخالها إلى اليمن بغرض إعادة تهريبها إلى السعودية، وهذا كلام فيه قدر من الصحة لأن يمنيين قتلوا في أوقات متفرقة على أيدي حرس الحدود السعوديين أثناء محاولات لتهريب الأسلحة والمخدرات، ويوم أمس قال وزير الخارجية الدكتور القربي إثناء لقاء مع السفير الإيراني بصنعاء أن الحكومة اليمنية لن تسمح بالتدخل في شئونها الداخلية من أي طرفٍ كان، أو أن تصبح أراضيها مكاناً للحروب بالوكالة.. وهذا كلام يؤكد أن أسلحة تمرر إلى السعودية عبر أراضينا، ولكن هذا لا يعني أن كل الشحنات تأتي بغرض تهريبها إلى السعودية، فالدكتور القربي تحدث أيضا عن تدخل في الشأن الداخلي لليمن من قبل أطراف خارجية، وهذه الأطراف قد تكون إيران وقد تكون تركيا أو غيرهما.
لقد ظللنا نتساءل ماذا وراء هذه الشحنات يا ترى؟ وكنا نقول إن تهريب شحنات الأسلحة التركية إلى اليمن مرة بعد مرة وفي ظروف الأزمة السياسية وراءه إصرار من قبل المستوردين والمصدرين رغم ضبط كثير من الشحنات ومصادرتها، وهذا يعني أن الخسائر لا تهمهم، وأن الذي يهمهم دخول هذه الأسلحة عبر محاولات متكررة تفشل بعض منها فلا يهتمون بالخسارة، ثم يكررون المحاولة، ومؤكد أن بعض المحاولات نجحت، وقلنا إن تلك الأسلحة تستخدم لتصفية خصوم سياسيين وتسليح مليشيات، وأن مصدري الأسلحة داعمين لتلك المليشيات ومن يقومون بتصفية الخصوم .
ويوم السبت الماضي أكد وجهة النظر هذه رئيس جهاز الأمن القومي، الذي قال إن تهريب هذه الأسلحة المخصصة للتفجير والتصفية والقتل عن بعد، لا تتم من قبل تجار ومخربين بل وراءها جهات نظامية. وهذا مؤكد رغم أن وزارة الخارجية التركية تقول إن الأسلحة دخلت اليمن بطريقة غير شرعية ولا تمتلك أي تصريح رسمي من الحكومة التركية.. والسفير التركي في اليمن يقول إن الأسلحة لم تصدرها الحكومة التركية.
وقبل يومين احتج السفير الإيراني على إتهام حكومته بالضلوع في شحنة السفينة جيهان 1، لكن هل هناك حكومة في الدنيا تمنح تصريحات رسمية للتجارة غير المشروعة، أو لا تحتج ولا ترد التهمة عندما تفتضح؟

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:28 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-30648.htm