الإثنين, 18-فبراير-2013
الميثاق نت -    مطهر الأشموري -
الحياة بقدر تطوراتها تحدث تغييراً في صراع الارزاق وفي نظام الارزاق ويختلط صراع الارزاق بالصراع على نظام الارزاق والصراع على الحكم كصراع المصالح بصراع الارزاق ويصل هذا الخلط في التطورات إلى عدم قدرة التفريق بين الارزاق والمصالح أو بين الارزاق والارتزاق.
ولهذا فإنه حين لايفلح ما عرف في الصراع الطبقي في الوصول الى العدل النظري الحالم، يعيد صياغة ما أفضى اليه كأفضلية بطريقة «المساواة في الظلم عدل» فهذا الخط بعد خطى تعطيل الارزاق في الأسباب والعوامل لم يعد يستطيع غير العدل ولكن في الظلم وذلك ليس هدفاً ولابين غائيات للنظريات والتنظير.
التطور من مناظير الصراع الطبقي والعدالة الاجتماعية ارتبط بفكر أنظمة وثقافة في اطار كل واقع، وقابل ذلك التطور في أنظمة المشروعية او المرجعية من الدين وفي اطار الصراع على الارزاق والصراع على الحكم.
سقوط النظام في الصومال ارتبط بصراع الشرق والغرب، وهذا الوضع للصومال لأكثر من نصف اعاده للحاجية المجتمعية الوطنية الاساسية وهي الحاجية لنظام قبل الحاجية لصراع طبقي او عدالة اجتماعية او حرية وديمقراطية ونحو ذلك.
الوضع في الصومال هو أكثر عدلاً في تجسيد مفهوم «المساواة في الظلم عدل» ربما لأول مرة أسمع في مصر منذ تفتح وعيي عبارات مثل لايوجد قانون او لايحترم القانون او لاتوجد دولة، وذلك قد يصبح بالمقارنة مع اليمن بتخلفها وصراعاتها انه لايوجد نظام او وضع اللانظام كما الصومال.
إذاً ومهما كان وضعي في صراع الارزاق وتموضعي او اصطفافي افتراضاً في الصراع على الحكم فإني لايمكن ان اقبل بالسير الى بديل «الصوملة» وان بين الاحتمالات الواردة.
الأفضلية الحفاظ على نظام بالحد الأدنى أياً كان وجه او فكر هذا النظام قومياً او اممياً او اخوانياً، ولذلك فإني تشددت في شرط الرحيل بالبديل كنظام.
لو ان محطة 2011م جاءت في ظل أي حاكم آخر لسرت في ذات الموقف باشتراط البديل للرحيل كموقف مع ومن أجل الواقع.
هو ذات موقفي في ظل البديل الرئيس عبدربه منصور هادي وربطاً به موقفي من الحوار الوطني.
لقد وقفت امريكا ضد وحدة فيتنام الى حد المشاركة بجيشها وقواتها لكنها انهزمت وتحققت وحدة فيتنام، ومع ذلك فامريكا المنتصرة في الحرب الباردة لاتمارس الانتقام ولم تعد مصالحها مع تمزيق فيتنام.
فوحدة فيتنام التي لم تتحقق سلمياً وديمقراطياً لاتحاكم او تستهدف بالحريات او الديمقراطية ونحوه.
الحروب الشطرية ربطاً بالصراعات الاقليمية ادت الى تصفية رئيسين في أقل من عشرة شهور، تم ربطاً بها صفي الثالث «الحمدي - الغشمي -سالمين». الذي يريد الانفصال او يطالب به يريد تدمير النظام ودفع البلد الى صوملة لأن ذلك تطور في التقويض باتجاه الفوضى على طريقة ان البديل للعدل المساواة في الظلم من خلال دمار وتدمير الوطن كما الصومال.
رئيس حكومة الوفاق «باسندوة» وفضائية الاحمر «سهيل» تتحفنا احياناً بأفعال وتفعيل صراعاتها في سياق اهداف واستهداف، فرئيس الحكومة يبشر الشعب اليمني بمفاجأة من مجلس الأمن تجاه الرئيس السابق صالح لرفضه الخروج من اليمن، فيما «سهيل» تطرح ان روسيا عطلت او اعترضت على بيان لمجلس الأمن يدين صالح بإعاقة التسوية.
لايحتاج مثلي حتى لاستقصاء مثل هذا الطرح، ولأن الذي يعنيني هو المبدأ وهو ان يعاقب مجلس الأمن من يعيق او يعطل التسوية السياسية مهما كان وأياً كان هذا الطرف.
هذا المجتمع الدولي هو معني بإنجاح الحوار ومن ثم بتنفيذ الاطراف بما يمثل التزاماً عليها بعد ذلك ومن ثم يعني هذا المجتمع الدولي ان يتعامل مع من يعيق الحوار او يعطل التسوية السياسية كطرف متمرد لتستعمل كل وسائل اخضاعه للشرعية أكان علي عبدالله صالح او أي ثقل أو طرف في الواقع.
وضع اليمن كواقع والتموضع في واقعية التدويل تجاوز تفعيل الاستهداف صراعياً وأي تدليس أو بسترة في التعاطي السياسي أو الاعلامي أو غيره.
فالمجتمع الدولي المشارك والمشرف على الحوار عليه انصاف الطرف المظلوم أياً كان وذلك يعني ان عليه ومن خلال هذا الحوار ان يقف ضد الطرف الظالم أياً كان.
المفترض من كل الأطراف ان تمارس استحقاقات هذا الوعي وان لاتظل في انساق وتسويق واعادة تسويق الصراع.
ربما اثقال مصالح وأطراف تطرف فاقدة الوعي او الواقعية او متطرفة من الفكر ليست مؤهلة في نقله لاستحقاقات المتغير فيتحول الاستهداف الى تخبط بإسفاف.. تصريحات باسندوة وفضائية سهيل ربطاً بشروط الزنداني ومواقف اللواء علي محسن كلها تعني جاهزية الاخوان لبديل في حالة فشل الحوار وكأنما بات هذا الطرف يتمنى فشل الحوار بشرط ان لايحمل او يتحمل مسئوليته لأن ذلك ماسيمكنه من تفعيل بديله وبالسرعة والكفاءة التي أبداها الاخوان في مصر في فشل اجهزة الامن في كل مصر وفي زمن قصير وقياسي.. ولنا قراءة مدلول احراق وتدمير 99 قسماً للشرطة في يوم واحد وفي ساعة ودقيقة ولحظة واحدة.
فإذا المجتمع الدولي بات مع هذا البديل - افتراضاً- فلا أستطيع غير التسليم بإمكانية نجاح ذلك، وهذا مجرد تحليل واقعي لاعلاقة له بصراع ولا باستهداف.
أن يخطئ أي أحد في تقدير او تحليل، فذلك الوارد كمسألة طبيعية، ومع ذلك فكل الأطراف تتهرب من التعاطي المشبع لاحتمالات نجاح الحوار الوطني، ولبديل او بدائل احتمال فشله فلعلى أحتاج قراءة بدائل أكثر إقناعاً..!
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 11:14 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-30751.htm