الميثاق نت -

الإثنين, 18-فبراير-2013
حاوره: عارف الشرجبي -
رئيس المجلس الأعلى لأحزاب التحالف الوطني لـ«الميثاق»: جمال بن عمر أوصل تقارير مضللة لمجـلس الأمن

< حذر الدكتور قاسم سلام رئيس المجلس الاعلى لأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي من سعي المشترك لتعطيل مؤتمر الحوار الوطني، وقال في حوار أجرته معه صحيفة «الميثاق»: إن المشترك وشركاءه يسعون للاستيلاء على السلطة وإقصاء بقية الأطراف.. مشيراً الى أن بيان أحزاب المشترك وكلام حميد الأحمر واشتراطات الزنداني كلها تخرج من مطبخ واحد تحاك بداخله مؤامرة إفشال المبادرة الخليجية والحوار.. موضحاً أن تجنيد (200.000) خارج القانون من حزب الإصلاح يؤكد أن هناك مؤامرة يقودها المشترك للانقلاب على الحكم .. منتقداً وبشدة اشتراطات المشترك الخاصة بترك الزعيم علي عبدالله صالح رئاسة المؤتمر.. معتبراً ذلك يهدف الى إضعاف الرئيس هادي واستعداء للمؤتمريين.

> بداية كيف تقرأون زيارة أعضاء مجلس الأمن لليمن مؤخراً وما أهم نتائجها؟
- لاشك أن البعض يقيم زيارة رئيس الدورة الحالية لمجلس الامن والأعضاء لصالح الوضع والنظام ودعم مباشر للرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية.. هذا الموقف الظاهر لكن كثيراً من المحللين الذين يقرأون ما بين السطور ويستوعبون أبعاد الزيارة وآفاقها الاستراتيجية والسياسية يرون أنها قد تكون مدخلاً للانتقال من الحوار تحت مظلة المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية الى حوار تحت قرار مجلس الامن «2051» وهنا تكمن الخطورة خاصة إذا قرأنا بيان المشترك وحديث الاستاذ محمد سالم باسندوة الذي اعتبر مجيء رئيس وأعضاء مجلس الأمن أنه فرصة لطرح موقف اللقاء المشترك المتفق عليه قبل مجيء وفد مجلس الامن الى صنعاء.
> وما الذي طرحه محمد سالم باسندوة ولم نعلمه .. وهل كان طرحاً يخدم اليمن والتسوية أم يخدم أطرافاً سياسية بعينها؟
- موقف الاستاذ باسندوة كان موقفاً لا يعبر عن حكومة الوفاق بالقدر الذي يعبر عن رأي طرف من أطراف حكومة الوفاق، وهذا يتقاطع كلياً مع مفهوم الوفاق ومضامين المبادرة الخليجية وآليتها التي أكدت على تجنب الخوض في المماحكات السياسية والدخول مباشرة في بنود المبادرة وآليتها لتحقيق مزيدٍ من الانسجام بين طرفي الأزمة السياسية بما يعزز روح التسامح والتصالح والتفاهم من أجل الوصول الى الحوار وقد تبلورت في أذهان الجميع القضايا الوطنية الكبيرة وليست القضايا الشخصية أو الحزبية، وهذا الكلام سمعته من كثير من الذين حللوا وقيموا وناقشوا الزيارة.. أما الكلام الذي سمعناه في الاجتماع لم يكن مريحاً لنا، فقد طلب باسندوة من أعضاء مجلس الامن بصريح العبارة أن يهيئوا تقرير للوصول الى الاجتماع القادم لمجلس الامن ليتخذ قراراً ضد الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وحاول القول إن العراقيل كلها من الزعيم صالح.
وأنه لابد من خروجه من اليمن، وهذا كلام كان صادماً ومفاجئاً لنا ولكثير من الحاضرين، ولو كان باسندوة قال لنا إنه سيقول ذلك لما حضرنا اللقاء، وبالتالي ما طرحه باسندوة يعبر عن أطراف اللقاء المشترك، وقد ذهبنا ولم يكن في أذهاننا على الاطلاق أن حكومة الوفاق ستنقلب على الوفاق بتلك الطريقة التي أكدت للعالم أننا غير متوافقين، وهذه النقطة الأساسية التي فهمتها أنا وغيري ممن حضروا اللقاء، وأعتقد جازماً أن أعضاء مجلس الأمن والأشقاء عندما يشاهدون ويسمعون ذلك سيفكرون ألف مرة في عملية دعم اليمن اقتصادياً وتنموياً خصوصاً وقد قالوا مراراً قبل هذا إن التنمية وانعاش الاقتصاد اليمني وتدفق الدعم والاستثمارات ايضاً مرهون بعملية نجاح التسوية خصوصاً والمبادرة والقرار الدولي أكدا أنها أزمة وأنه لابد من وضع معالجات موضوعية تحت سقف واحد لا غالب ولا مغلوب، وبالتالي ليكن الوطن هو الوحيد الغالب.
وعلى كافة الاطراف القبول بغلبة الوطن ضمن مفهوم ومضامين المبادرة وآليتها التي تدعو للمصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية التي نفهمها أنها لا عدالة بدون مصالحة ولا عدالة في ظل نزعات الانتقام والإصرار على التنكيل بالغير بمعنى أنه إذا كانت قد حدثت في عهد أيوا نظام سابق يأتي من جاءوا بعده ليمارس نفس الأخطاء أو أشد منها جرماً وباسم الوفاق والتغيير، وهذا الوفاق - للأسف الشديد- كان غائباً في بيان اللقاء المشترك الذي صدر أثناء وجود أعضاء مجلس الأمن في اليمن وكذا في توجيهات الشيخ حميد الأحمر لقيادة اللقاء المشترك، ولذلك وكما أؤمن ومعي الخيرين من أبناء الشعب أننا بحاجة ملحة للتسامح والتصالح والتصارح والى أمن واستقرار والوصول الى اليمن الجديد الخالي من روح الانتقام وبشاعته التي يجب أن تختفي من قاموسنا في الحاضر والمستقبل ليعيش الشعب اليمني حالة من الحب والوئام والاتفاق ويتفرغ الجميع للبناء والتنمية البشرية والاقتصادية والسياسية والتربية الخ.. نيلسون ماندلا الذي مكث في المعتقل أكثر من (27) عاماً عندما خرج من السجن خرج فاتحاً ذراعيه وقلبه للجميع بمن فيهم البيض الذين مارسوا أبشع أنواع التنكيل والقهر في جنوب أفريقيا ولم يفكر في الانتقام، ولذا علينا نحن اليمنيين الذين قال عنهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: شعب الحكمة والإيمان» أن نبدأ صفحة عنوانها المحبة والسلام، لأننا إذا لم ندخل صفحة المحبة والسلام ونطوي صفحة الحقد والانتقام سنظل في دوامة العنف الذي لا يبقي ولا يذر.
> في تصورك هل كان محمد سالم باسندوة يتحدث بصفته رئيساً للحكومة أم بصفته الشخصية؟
- عندما قرأنا بيان اللقاء المشترك اتضح لنا أن كلام باسندوة والبيان خرجا من منبع واحد وكذلك بيان الشيخ حميد الأحمر، ولذا من المؤسف أن نسمع كلاماً كهذا بحضور أعضاء مجلس الأمن وكنت أتمنى عليه أن لا يطرح هذا الموضوع وأن يكون طرحه موضوعياً وهادئاً ويعرف أننا شركاؤه في القاعة، وقد استاء منه الموجودون من المؤتمر الشعبي العام وغيرهم، فالموقف لم يكن يحتمل الشكوى والاستعراض التحريضي، فعندما يسمع الحاضرون مثل هذه الشكاوى وهذا الطرح من رئيس الوزراء يدركون أنه يمس سيادة واستقلال اليمن ويمس كل مواطن يمني يدرك بأن الظرف المحيط بنا يجعلنا نشعر من الاستقواء بالخارج جريمة ضد الوطن والشعب.. صحيح أننا قبلنا بتعاون الاشقاء في الخليج لأن ما يضرهم يضرنا، وإذا كنا أيضاً بحاجة الى مساعدة الاشقاء يجب أن يرتكز ذلك على قرار مجلس الامن رقم 2014 والمبادرة الخليجية، فالموقف الوطني يتطلب منا جميعاً أن نكون متوازنين في أطروحتنا وعلاقتنا سواء مع بعضنا البعض ومع ما نريده من الاصدقاء قبل الاشقاء، فأي اختلال في التوازن بعلاقتنا الخارجية لا يقوي وحدتنا الوطنية ولا يعزز حواراتنا السلمية الديمقراطية ولا يخلق مناخات مساعدة لتحقيق النقلة النوعية نحو بناء مجتمع جديد خالٍ من الاحقاد والثأرات، وأتمنى على الأحزاب والتنظيمات السياسية أن تضع في حسبانها قضية استقلال القرار اليمني الذي لا يمكن أن يتم الا بتماسك داخلي وتكامل مع صاحب القرار الذي هو الآن الرئيس التوافقي عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية.
> هل تعتقد أن كلام باسندوة وبيان اللقاء المشترك وحميد الأحمر كوابح أمام الحوار والتسوية السياسية؟
- البيان بحد ذاته أشبه بما يكون بدعوى لإعلان حرب وعودة للتخندق، وكلام الشيخ حميد التوجيهي لأحزاب اللقاء المشترك الذين لايزالون يحنون لهواء الساحات واضح أنه لا يريد حواراً، وبالتالي كلما ضعفت توجهات الحوار والمتحاورين كلما اتسعت مساحة السلبيات وفتحت ثغرات تعيق الحوار، كلما أعطيت الفرص للذين يريدون إعادة اليمن لما قبل المربع الأول ليس مربع ما قبل الحوار فحسب بل الى مربع ما قبل تحقيق الوحدة 22مايو وربما الى ما قبل النظامين السابقين المتقاطعين الى قبائل تتقاتل معتبرة حدود القبيلة هي حدود دولة مستقلة بحد ذاتها، وهذا معناه تفكيك اليمن الى كيانات فسيفسية هولامية.. ومن هنا أقول إن علينا أن نعمل على تناسي الأحقاد والبدء بصفحة جديدة بعيداً عن تصيد الاخطاء ضد بعضنا البعض إن لم يكن من أجلنا، فمن أجل مستقبل أجيالنا الذين من حقهم أن نزرع فيهم حب الوطن والوحدة وان ينعموا بالأمن والاستقرار.
> يرى البعض أن بيان اللقاء المشترك المطالب بترك الزعيم علي عبدالله صالح العمل السياسي والتخلي عن رئاسة المؤتمر الشعبي العام كان لخلط الأوراق وإيجاد حماية للمنشق علي محسن الرافض لعملية هيكلة الجيش .. كيف ترى ذلك؟
- القضية أكبر من ذلك، فقد كانوا يناضلون كما يدعون من أجل التعددية السياسية والحزبية وترسيخ الديمقراطية والتعددية والحزبية تحرم تدخل أي حزب في شؤون الاحزاب الاخرى والحكم الفصل عندما ينشب خلاف بين الأحزاب هو القانون والدستور، وبالتالي فإن كل حزب يمتلك المشروعية الدستورية في انتخاب من يراه مناسباً وكفوءاً لقيادته، الزعيم علي عبدالله صالح وقع على المبادرة كبقية الاحزاب، ولذا استغرب عندما يطلب من أحد طرفي المبادرة الخروج من الساحة بدلاً من أن تقول له: أنت وقعت على المبادرة الخليجية لازم تظل من أجل تنفذ بنودها وتلتزم الخط العام الذي أصبح ملزماً لكل حزب سياسي في الساحة اليمنية وقعت على المبادرة وقبلت بقرار مجلس الامن 2014، والمطالبة بخروج الرئيس السابق علي عبدالله صالح من المشهد السياسي طلب غريب ومردود عليهم، لأن الذي يطلب بخروج زعيم هذا الحزب هو من يجب أن يخرج ايضاً، وأن المسألة يبدو أنها أصبحت مسألة مزاج ليس قواعد وقوانين، ثم أن الزعيم علي عبدالله صالح عندما أصر على نقل السلطة بسلاسة الى أيادٍ أمينة كان يقصد نقلها الى يد الرئيس عبدربه منصور هادي عبر الانتخاب المباشر من الشعب ليمنحه شرعية شعبية، وإذا كان الرئيس عبدربه منصور هادي هو ايضاً أمين عام المؤتمر الشعبي العام ونائب الرئيس وأيضاً قرار مجلس الأمن والمبادرة الخليجية .. ليس فيها من قريب أو من بعيد على ترك الزعيم صالح العمل السياسي ولم نسمع في الحوار كلمة واحدة تقول بعزل فلان أو علان عن العمل السياسي.. الحوار الذي سبق التوقيع على المبادرة كان مقتصراً على ترك السلطة.. السلطة الرسمية في الدولة ولم يتطرق للابتعاد عن العمل السياسي والحزبي.. وابتعاد الرئيس السابق عن السلطة لا يعني الابتعاد عن رئاسة المؤتمر، لأن القواعد والضوابط القانونية لكل حزب تعطيه حق التصرف والاختيار لمن يرأس هذا الحزب، وإذا رأت اختيار قيادة جديدة فلابد أن يكون ذلك في مؤتمر عام للحزب، وهذا الأمر متعارف عليه ومعمول به في الدول الديمقراطية في العالم.. فالتجربة الامريكية تقول: إذا كان الرئيس المرشح للانتخابات هو رئيس الحزب لابد أن يسلم الحزب لشخص خارج السلطة بحيث يتجنب الازدواجية، والزعماء في ايطاليا وفرنسا واسبانيا يتبعون نفس هذا النهج الا في البلدان التي يحكمها نظام الحزب الواحد ممكن يكون رئيس الدولة هو رئيس الحزب.. ونحن الآن في الوقت الذي يطالب الاخوة في المشترك بنظام برلماني نيابي، فمعنى ذلك أن السلطة للأغلبية ورئيس الدولة في ظل النظام البرلماني يصبح برتوكولياً، ولهذا.. أعود فأقول إن فكرة أو طلب خروج الزعيم علي عبدالله صالح من الساحة السياسية اعتبرها بدعة ليس لها علاقة لا بالقانون ولا الديمقراطية ولا بالحقوق الانسانية ولا بالمبادرة الخليجية وآليتها .. الشيء الآخر عندما يصر الاخوة في اللقاء المشترك على تنفيذ قرارات الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي المتعلقة بالهيكلة وغيرها هم بالأساس يريدون تطبيق هذه القرارات على الطرف الآخر ولا يريدون تطبيقها على أنفسهم أو شركائهم ويتمردون على تنفيذها ويعملون على إضعاف قرارات الرئيس وإفراغها من محتواها إذا تسنى لهم ذلك، في الوقت الذي يلتزم المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه والأطراف التي تحسب عليه بتلك القرارات أياً كانت لأنها صادرة من رئيس الجمهورية وتعبر عن وفاق، وهنا يتساءل كل صاحب عقل وبصيرة هل يريد الاخوان في المشترك الكيل بمكيالين، إذاً المشترك يريد الانقلاب على المبادرة الخليجية من خلال إنقلابهم التدريجي حتى يصلون الى هدفهم الذي بدأوا 2011م وهو الانقلاب على الجميع والوصول الى السلطة ولكنهم تناسوا التأييد الشعبي العارم والتأييد الإقليمي والدولي للأخ الرئيس عبدربه منصور هادي، وهو الأمر الذي إذا استمروا على هذا المنوال الانقلابي المتمرد على قرارات الرئيس سوف يعريهم ويكشف مواقفهم، وبالتالي لن يجدوا مخرجاً مما أوقعوا أنفسهم فيه، وهنا ينطبق عليهم القول: «جنت على نفسها براقش».
> هل تقصد من كلامك تمردهم ودعمهم لدعم تنفيذ علي محسن قرارات هيكلة الجيش؟
- لقد تمرد الاخوة في المشترك على معظم قرارات الرئيس ومنها رفضهم على عدم توحيد الجيش وإعادة هيكلته كما جاء في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وهنا لابد أن أشير الى أن المبادرة تحدثت عن توحيد الجيش وعودة القوات المسلحة المنشقة «الفرقة» الى وحداتها تحت قيادة رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة ثم بعد ذلك يأتي الحديث عن هيكلة الجيش الذي قد يحتاج الى وقت أطول وربما لسنوات، ومن المؤسف أن يظل اللواء علي محسن يرفض قرارات الرئيس بتوحيد وهيكلة الجيش ويتمرد عليها حتى اليوم، ونجد أن الاخوة في المشترك يساندونه في تمرده، بل يدخلون الدولة في متاهات أخرى قاصدين إشغال الاخ الرئيس عن متابعة تنفيذ قراراته الخاصة بإلزام علي محسن بقرارات الهيكلة وهم بذلك يعملون على إعاقة التسوية السياسية والحوار، وهذا يعد تحدياً صارخاً لقرارات الرئيس هادي والشرعية الدولية والإرادة الشعبية لليمنيين الذين يتوقون للأمن والاستقرار.
> ماذا لو ظل المنشق علي محسن يتمرد على قرار الرئيس هادي بمساندة اللقاء المشترك وشركائه؟
- لقد ظن الأخوة في اللقاء المشترك ومن معهم أن القرار الأممي 2015 جاء مفصلاً على المؤتمر الشعبي العام ومن معه، وهذا دليل آخر على أنهم يتعاملون بغباء أو يستغبون الآخر، وهنا لابد من القول إن على مجلس الامن والأمم المتحدة والاشقاء في الخليج أن يتعاملوا مع كافة الاطراف بمعيار واحد، ولعلنا نتذكر استخدام المشترك لقرار «2015» الذي يعتبره فزاعة ضد الطرف الآخر فلماذا مجلس الأمن والاشقاء لا يطبقون قرار 2015 ضد المتمرد علي محسن الذي يتمرد على قرارات الهيكلة وعلى اللقاء المشترك الذي يسانده ويعيق التسوية.. وهنا أقول: إن من حق الرئيس المنتخب عبدربه منصور هادي أن ينظر الى البعيد نظرة دستورية وقانونية ، فهي كفيلة هذه المؤامرات حول رئاسة المؤتمرات التي يتصور البعض أن الأمر فيها هين.. أنا اعتقد.. أن أية خطوة تتخذ ضد الزعيم علي عبدالله صالح ستؤكد أن الذين وقعوا على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية من الطرف الآخر «المشترك» إما أنهم لم يقروا المبادرة وتنبهوا مؤخراً أو أرادوا تسكين الحالة لتمرير مخطط جديد ولملمة شتات بعضهم البعض والدخول في مرحلة ثانية من المخطط الانقلابي الذي عجزوا عن تنفيذه، فالذين يطالبون بخروج الرئيس السابق علي عبدالله صالح من المشهد السياسي لم يستوعبوا أن النص القانوني الذي صدر في الضمانات أو ما يسمى قانون الحصانة الذي صدر عن مؤسسة الشعب الدستورية «مجلس النواب» وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها والتي عمدت بقرار أممي من مجلس الأمن وبالتالي أصبحت ملزمة للجميع ولا يحق لأحد الخروج عليها أو التنصل منها تحت أية ذريعة تتنافى مع روح المبادرة، وهنا لابد من التنبيه إلى أن الاخوة في المشترك يسعون الى إعاقة التسوية السياسية من خلال هذه الاطروحات بهدف الانقلاب على المبادرة والعودة بالوطن الى نقطة البداية، وهنا ستحل الكارثة ولكني شخصياً أؤمن بحكمة الرئيس هادي وقدرته على إلزام كافة الأطراف بقراراته وتقيدهم بالمبادرة الخليجية التي جاءت لطي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة عنوانها الحب والوئام والسلام.
> في تصورك ما يهدف المشترك من تلك التصرفات؟
- كل تصرفات المشترك تسعى للسيطرة على الحكم والدولة بكل مقدراتها، فهم يعملون على السيطرة على المناصب القيادية في الوزارات والهيئات والمؤسسات والمحافظات والمديريات والعزل وادخال البلاد في عملية إقصائية تطال كل من لم يكن معهم وهنا تكمن الخطورة لأن هذه التصرفات تشكل قنبلة موقوتة إذا انفجرت ستصيب كل ركن وكل زاوية في البلد وسينقسم المجتمع بين مهاجم إقصائي ومدافع شرس، فإذا كان الاخوة في المشترك قد توهموا أنهم قادرون.. وهم الآمر والناهي والمتحكم بالبلاد والعباد فقد أخطأوا الظن ولم يقدروا حق قدرها.. أقول هذا لأني حريص على اليمن دولة وشعباً بمن فيهم الاخوة في اللقاء المشترك أنفسهم، لأني أؤمن أننا على سفينة واحدة، ولنترك جميعاً ربان هذه السفينة عبدربه منصور هادي هو الذي يقودها ، وعلينا أن نساعده لإيصالها الى بر الأمان بدلاً من أن يزرع البعض الألغام ويخلق له العثرات بعقلية أنا ومن بعدي الطوفان.
> ألا ترى أن تبني المشترك فكرة خروج الزعيم صالح من المشهد السياسي مستوحى من قانون العزل السياسي الذي تبناه الاخوة المسلمون في مصر؟
- أولاً وما نيل المطالب بالتمني ولكن تأخذ الدنيا غلابا.. وعملياً الذي يعتقد أن بإمكانه تحقيق عملية العزل السياسي في اليمن خارج المبادرة الخليجية أعتقد أنه يحلم بل أنه يقود البلد الى حربٍ أهلية ومجلس الامن إذا لم يتنبه لهذه اللعبة سيكون شريكاً في تدمير اليمن .. ما يدور في مصر الآن نتيجة لخطأ في التقييم أو خلل في التحليل أو غياب الصورة الحقيقية للمجتمع الذي تنشده برامجهم الديمقراطية التي دخلوا بموجبها بالانتخابات الرئاسية جعل مصر اليوم تلتهب بهذه الطريقة التي نخشى منها على مصر وان كان ما يدور في مصر أقل خطراً مما هو عليه في سوريا التي تكالبت عليها الاقطار في العالم لتدميرها وتسليمها للصهاينة .. اليمن على كلٍ تختلف عما يدور في الساحة العربية لأن العالم مجمع على وحدة وأمن وسلامة اليمن واستقرارها وهو استقرار للمنطقة والوطن العربي والعالم، ولهذا على الجميع التقيد بالمبادرة الخليجية والانصياع لقرارات الرئيس هادي بعيداً عن أي تكتيكات ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب.
> ما تعليقك على تصريحات بعض أعضاء مجلس الامن أثناء زيارتهم لليمن؟
- أعتقد أن هذا اللغز يبدو أن التصريحات لبعض أعضاء مجلس الأمن بنيت على معلومات مضللة ترفع اليهم في الأمم المتحدة .. معلومات مضللة ومضللة، فنحن بشر نخطئ ونصيب، وبالتالي مجلس الأمن عندما يدخل في العموميات يصعب عليه إقناع أحد خاصة عندما يدخل الى طاولة الاجتماع ما لم يسمِ الأمور بمسمياتها الكلام الذي سمعناه من بعض أعضاء مجلس الامن في الاجتماع هنا في صنعاء كان كلاماً إنشائياً وليس موضوعياً، ونحن عندما سألناهم من هم المعرقلين لم نجد جواباً من أحد .. الاسطوانة المشروخة التي نسمعها أن السبب هو الزعيم صالح وهو كلام غير صحيح فقد ترك السلطة وذهب للعيش في بيته وفي وطنه ومن حقه أن يعبر عن موقفه وعن قناعاته بما لا يتقاطع مع المبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن 2014 الذي أجمع عليها العالم، أما أن نطلب من الزعيم الصالح أن لا يتكلم سياسة وهو رئيس أكبر حزب، فهذا كلام ضد كل الاعراف التنظيمية داخل الاحزاب وفي الحكومات أو في الدول أو القوانين الدولية التي جاءت لتحمي الانسان وتصون حقوقه السياسية وغيرها، ولم ولن تأتي لتقيد الحريات الإنسانية في أي بلد كان كان أن القانون اليمني والدستور لا يقيد حرية أحد السياسية في أي حال من الاحوال.. الاخوة في اللقاء المشترك - للأسف الشديد- يريدون أن يتعاملوا كما لو أن الشعب في زريبة وهم رعاة وهذا مرفوض.. عليهم أن يتذكروا أن الشعب اليمني كان يخرج بالملايين الى الساحات مناصراً لعلي عبدالله صالح وشرعيته، وكانت الجماهير أيضاً في الطرف الآخر تخرج وتقول رأيها دون أن يمنعها أحد، فكيف اليوم نريد تكميم الافواه، وإذا كانت بعض القنوات المحلية والخارجية قد ضللت الرأي العام بعض الوقت وسقطت سقوطاً ذريعاً بعد أن كشف زيفها.. اليوم الأمور مختلفة ولا يمكن أن يستمر التضليل أو يعاود ممارسة ما حدث بالأمس وكان من الأولى أن يقولوا للزعيم علي عبدالله صالح شكراً لك وكثّر الله خيرك، لأنك تنازلت عن السلطة وذهبت الى بيتك من أجل حقن دماء اليمنيين وتجنيب اليمن ويلات الانقسام في الوقت الذي كنت قادراً على الاستمرار في السلطة ليس بالانقلاب ولكن بشرعية شعبية وانتخابات حرة ونزيهة، وأثبت أن اليمن بلد الإيمان والحكمة ولم تصل الأمور الى ما حدث في بعض الأقطار العربية مثل ليبيا ومصر وسوريا والعراق التي تعاني من غليان شعبي من أقصاها الى أقصاها ضد من اعتقد أن الشعب العراقي أصبح خاتماً بيد هذا الطرف أو ذاك.
> أعلن مؤخراً أن الحكومة قامت بتجنيد (200.000) شخص من لون سياسي واحد .. ما خطورة ذلك؟.. وهل نحن بحاجة إليهم وهل الميزانية قادرة أن تتحمل هذا العدد الكبير؟
- لقد نبهنا لخطورة هذا الأمر منذ بداية الأزمة وجاءت المبادرة الخليجية لتؤكد على ضرورة وتأهيل من تم تجنيدهم تحت سن (18) سنة ولكن يبدو أن الطرف الآخر لم يقرأ المبادرة وظلت العملية مرتبطة بمسألة الكسب الاجتماعي.. جندوا للشيخ الفلاني والمعسكر الفلاني، وهكذا حتى وصلت في بعض المحافظات الى آلاف مؤلفة وجاء ذلك من لون أو طرف سياسي أو واجهة اجتماعية دون غيرها وهذا يؤكد أن التجنيد أشبه بزرع قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في أية لحظة، وهنا الكارثة لأنك عندما تجند لصالح قبيلة ضد أخرى وليس لمصلحة الوطن فأنت قد أوجدت شرخاً في المجتمع وانحرفت بالولاء الوطني للجيش الى الولاء للقبيلة، أما عن مسألة قدرة الميزانية على استيعاب هذا العدد المهول في الجيش أقول لسنا بحاجة لهذا العدد فلاشك أنه يثقل كاهل الخزينة ويحملها أعباءً إضافية كان يفترض أن تسخر الميزانية لأشياء أهم من ذلك، أما مسألة التجنيد الذي تم في الجهات الأمنية سواءً في العاصمة أو المحافظات والذين تم توزيعهم على المصالح والمؤسسات بشكل مدروس فهو نابع عن تفكير انقلابي يبدأ من القاعدة صعوداً الى القمة وهذا سيكون أشبه بثورة شعبية عارمة تسقط الدولة من أدنى الى أعلى - لا سمح الله- لأنه لو نظرنا الى الذين تم تجنيدهم هم بالأساس من شباب الساحات، وهذا هو الخطر الذي حذرنا ونحذر منه، وعلى اللجنة العسكرية أن تتحمل مسؤوليتها الوطنية لوقف هذا العبث الذي يهدد وحدة وأمن واستقرار اليمن، كما أطلب من اللجنة العسكرية التحقيق والتحقق من عملية التجنيد لمعرفة الأبعاد الخفية ومن يقف خلفها.
> هل يمكن الربط بين عملية التجنيد وصفقات تهريب الأسلحة التي تم ضبطها .. ولماذا ركزت الحكومة على الأسلحة القادمة من ايران ولم تهتم بالأسلحة القادمة من تركيا بنفس القدر؟
- تهريب الأسلحة بهذا الحجم المهول يعد جريمة كبرى بحق اليمن خاصة وأن والسلاح الذي تم اكتشافه قادر على اسقاط دول وعلى الدولة القيام بواجبها أو مقاضاة أي طرف سياسي أو عسكري أو تجاري داخلياً أو خارجياً أو حتى الدول التي صدرت أو سهلت أو صنعت تلك الاسلحة، أما مسألة الضجة الكبيرة التي أثيرت حول صفقة الاسلحة القادمة من إيران فأنا أيدها وأرى انها ليست كافية ولكن نريد من الحكومة اتخاذ إجراءات وبنفس القدر لأية دولة سواءً تركيا أو إيران أو غيرها، أما إذا غضضنا الطرف حول الاسلحة القادمة من تركيا مثلاً أو غيرها فهذا الامر يعد خيانة وطنية ويجب على الحكومة كشف القناع عن حقيقة هذه الصفقات ولمن يتم تصديرها ولماذا؟.. ولابد أن يخضع كل من تورط في ادخالها الى اليمن للمحاكمة.
> باعقادكم هل المعارضة في الخارج ستشارك في مؤتمر الحوار؟
- أتمنى على الجميع سواءً الاحزاب والتنظيمات السياسية في الداخل أو ما سميت بمعارضة الخارج أن يتاح لها الالتقاء والاجتماع في أجواء ديمقراطية آمنة وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ولكن لابد من توفير الحماية الكافية وخصوصاً الذين يعودون من الخارج ويشاركوا في مؤتمر الحوار وإن كانت هناك ذرائع تتعلق بعملية حمايتهم أثناء تواجدهم، فأعتقد أن الاشقاء في الخليج لن يمانعوا من مساندة اليمن في توفير هذه المتطلبات التي تسهم في مشاركة الجميع في حوار وطني مسؤول وشفاف يخدم اليمن واليمنيين، وأعتقد أن الحكومة عليها مهمة كبيرة في هذا السياق بدءاً بإنهاء المظاهر المسلحة من الشوارع والثكنات التي تملأها المليشيات وإنتهاء بضرورة استكمال توحيد القوات المسلحة والأمن الذي يعد استمرار انقسامها قنبلة موقوتة قد تنفجر في أية لحظة، وبالتالي تنسق المبادرة الخليجية والتسوية السياسية واليمن بشكل عام.
> كيف ترى إعلان اللجنة الفنية للحوار الوطني اختيار الرئيس عبدربه منصور هادي رئيساً لمؤتمر الحوار؟
- أنا مع هذا القرار وقد جاء من منطلق وطني صحيح، فالرئيس هادي رجل الوفاق، وفي تصوري فإننا لن نتفق على قائد غيره يقود حواراً ساخناً مثل هذا الذي نحن مقدمين عليه، فهناك أفكار وبرامج وأطروحات ستتصارع داخل مؤتمر الحوار، وهناك آراء ستتقاطع.. وجود الرئيس عبدربه منصور هادي لقيادة المتحاورين لاشك أنه سيعمل على تقريب وجهات النظر بينهم، ولاشك أن لغة المتحاورين في وجوده ستتغير واسلوب الطرح ايضاً بوجوده سيتغير وسيكون أكثر هدوءاً ولكننا إذا أتينا بأي شخص آخر يقود الحوار مهما كان هذا الشخص فلن يستطيع أن يوفق بين المتحاورين بالشكل الذي ينجح مؤتمر الحوار، ولن ننسى أن الشعب اليمني قد أجمع على الرئيس هادي، وكذلك يحظى بتأىيد عربي وإقليمي ودولي، ولذلك فهو أفضل وأقدر شخص يقود مؤتمر الحوار وإيصال اليمن الى شاطئ الأمان.
> ما هي أهم العوائق التي قد تعيق مؤتمر الحوار الوطني من وجهة نظرك؟
- استمرار المناكفة السياسية والاطروحات غير الموضوعية من قبل البعض يعد من أهم العوائق، كما أن محاولة البعض جعل الأمم المتحدة ومجلس الامن عصى غليظة تهدد أي رأي يتقاطع مع آرائهم أو مع أي طرح مضلل أو مضلل عن الاوضاع في اليمن، كما أن العائق الكبير والأساسي هو عدم تنفيذ علي محسن الاولى مدرع لقرار الأخ الرئيس هادي الخاص بهيكلة الجيش فهذا عائق أمام الحوار من جهة وأمام تحقيق الامن والاستقرار وأمام المستقبل الذي نذهب اليه إضافة الى استمرار التجييش والاستقطاب والإقصاء الذي يصب في مصلحة طرف معين ضد الاطراف الأخرى.
> أخيراً.. كيف تقرأ تصريحات الزنداني بشأن إشراك هيئة علماء اليمن التابعين له في الحوار واشتراطاته؟
- رأي الزنداني قديم وليس جديد وهذا الطرح سمعناه منذ بداية الأزمة 2011م .. فاشتراط عدم إقصاء الضباط كان سيكون مقبولاً إذا طرح قبل طرح موضوع الهيكلة، وفي تصوري فإن طلبه عدم إقالة ضباط وقيادات في الجيش يعد تحيزاً ودفاعاً عن الرافضين لقرار توحيد وهيكلة الجيش وبالتالي يعد كلام الزنداني دعوة وتحريضاً ووقوفاً ضد قرار الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، وعليه فإن طرحاً كهذا من الزنداني يعد إملاءً حزبياً بامتياز يحمل طابعاً دينياً منغلقاً.. ونحن الآن لسنا بحاجة الى فتوى دينية.. نحن بحاجة الى التقيد بالدستور والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة.. نحن بحاجة ايضاً الى الانفاد التام لقرارات الرئيس هادي كونه صاحب القول الفصل، وأنا على ثقة بأنه قادر على قيادة البلد وبنائها بناءً متكاملآً يفضي الى دولة مدنية حديثة يتساوى فيها كافة أبناء الشعب أمام القانون.. أخيراً أدعو كافة الأحزاب والتنظيمات السياسية أن يكونوا عوناً له في إنجاح هذه المهمة التاريخية الحساسة لنتجاوز النفق المظلم الذي يريد البعض إدخالنا فيه.

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 07:40 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-30754.htm