إقبال علي عبدالله -
< الأحداث الدامية التي شهدتها بعض المدن اليمنية الاسبوع الماضي وتحديداً في الحادي عشر من فبراير الجاري في عدن كشفت بل أكدت لكل من في بصيرته غشاوة أن ما يُدعى حزب الاصلاح ومليشياته المسلحة «الاخوان المسلمون» هم من يسعون الى عرقلة المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة من خلال تفجير الأوضاع في المحافظات لعودة البلاد الى المربع الأول عند الأزمة التي اندلعت قبل عامين..
لا نقول هذا من باب المكايدة السياسية بل إن المتتبع لسير الأحداث منذ اندلاع الأزمة التي حاولت الانقلاب على الشرعية الدستورية وحتى التوقيع على المبادرة الخليجية أواخر عام 2011م سيدرك - وكما قلنا- سيكتشف حقيقة البوابة التآمرية لهذا الحزب المتأسلم.. ولعل - كما قلنا - الاحداث الدامية الاخيرة برهنت صحة ما نقوله خاصة واننا أبناء عدن شاهدنا بل عشنا هذه الاحداث مساء الاثنين الماضي عندما أقدمت عصابات مليشيات الاصلاح ومعهم بعض الجنود المنتمين لهم في إطلاق الرصاص الحي على مجاميع شبابية كانت في مسيرة سلمية مما أدى هذا الفعل الاجرامي وأقول - الحقير- الى مصرع وجرح عدد من الشباب منهم فنانون.. وهذا الحدث الدامي لم يكن الأول لهذه المليشيات المسلحة بل تتابع لسلسلة من الاحداث في الكثير من المحافظات: «صنعاء، عدن، تعز، عمران، ذمار) وغيرها تدعي انتماءها للأمن الذي صار (الاصلاح) يقوده في حكومة الباسندوة منذ التوقيع على المبادرة.. وكل ذلك يؤكد أن مسلسل الأحداث الدامية التي تفتعلها وتنفذها جماعة حزب (الاصلاح) يشير الى أن التسوية السلمية ومنها مؤتمر الحوار الوطني الشامل في قارب تتقاذفه الأمواج العاتية، وأن هذا الحزب يحاول وبدعم خارجي إيقاض الفتنة وجر البلاد الى الهاوية دون شك نحن سائرون اليها وشبح الحرب الاهلية - لا سمح الله- بها مخيم في الأفق والسماء القريبة.
إن الحديث اليوم في هذا الامر لم يعد من الممكن السكوت عنه خاصة وحالة الغليان لدى الكثير من أبناء المدن التي تعبت بها مليشيات الاصلاح تتزايد ما ينذر بالمواجهة الاهلية التي بات الجميع مستعداً لها وموجة الاسلحة المهربة تتدفق الى الموانئ والحدود من بعض الدول الممونة للأزمة.. وكذلك تراخي مهامها وأبرزها غض النظر عن القوى والأحزاب المعرقلة لسير تنفيذ المبادرة والتسوية السلمية.. ولعل ما جاء في تأكيد القيادي في المجلس الاعلى لأحزاب اللقاء المشترك الدكتور محمد عبدالملك المتوكل، في لقاء مطول أجرته مع صحيفة «الميثاق» ونشر في عددها السابق تأكيده بأنه «إذا لم نتفق على أسس ومعايير الدولة ستنهار اليمن»، وهو تأكيد دون شك يشير الى غياب التزامات الدول الراعية للمبادرة في مهامها والكشف عن معيقي تنفيذ المبادرة.
مما سبق والكثير الذي لم نقله لإدراكنا بأن الجميع مدركين له فإن زيادة إشاعة الفوضى والتخريب السياسي والأمني من قبل أحزاب الدول الشقيقة والصديقة وأعضاء مجلس الامن الدولي إعادة قراءة بيانات وتحذيرات المؤتمر الشعبي العام ورئيسه الزعيم علي عبدالله صالح لواقع ما يجري في اليمن والعمل الجاد لإنقاذ هذا البلد الذي عاش في ظل قيادة الزعيم في أمن واستقرار وتنمية باتت اليوم في صفحات التاريخ.