الميثاق نت - قالت الحكومة اليمنية إنها تعمل على دراسة خطة لمدة عامين لتجنب أي حرب مستقبلا، مثل التي تجري أحداثها حالياً مع جماعة متطرفي الحوثي في شمال البلاد. في مقابلة خاصة لصحيفة »غولف نيوز« مع القاضي حمود الهتار وزير الأوقاف والأرشاد، قال الهتار إن الخطة تهدف إلى تحديد أسباب التطرف وإحلال الإعتدال بدلاً عنه. وقال الهتار الذي عُرف ببرامجه الحوارية مع عناصر »القاعدة« واتباع الارهابي الحوثي: "تهدف الخطة أيضا إلى خلق ثقافة التسامح والتعايش بين اليمنيين من جهة وبين اليمنيين والأمم الأخرى من جهة أخرى". بدأ الهتار برنامج الحوار في اغسطس 2002 مع اليمنيين العائدين من أفغانستان ونتج عن الحوار معهم إطلاق سراح المئات منهم. وقال إن الخطة الجديدة ستشمل الشباب المتأثرين بأفكار المتصوفين. "نعم، الاستراتيجية ستتعامل مع المتطرفين، اياً كانوا، وإذا كان هناك أشخاص متأثرين بأفكار متطرفة، فإن الاستراتيجية ستكون عاملاً مهماً لمعالجة أفكارهم المغلوطة. المدارس لأكثر من عامين كانت وزارة الأوقاف تراقب المدارس الدينية بهدف إغلاق المدارس التي تعمل بمعزل عن القانون وتعتمد الآراء المتطرفة والعنف في مناهجها. لكن لم يتم إغلاق أية مدرسة دينية. القاضي الهتار لم يؤكد أو ينفي ذلك لأنه كما يقول إنه لم يتعين في الوزارة إلا قبل بضعة أسابيع، لكنه قال إن القضية ستكون موضوعة للنقاش، مضيفا أن هناك إجراءات يجب أن يتبعها أي شخص أو جماعة تريد أن تؤسس لمثل هذه المدارس. مدارس السلفيين التي بدأت في الظهور في أرجاء اليمن هي من بين المدارس التي تريد الحكومة أن تتخلص منها لوقف التطرف. أتباع الحوثي قاموا بمهاجمة إحدى مدارس السلفيين في صعدة بعد أتهامهم بأن طلاب المدرسة يقاتلون مع القوات الحكومية. وبالرغم أن السلفيين لا يعترفون لا بالدستور ولا بالديمقراطية، إلا أنهم يطالبون بالأمتثال للرئيس علي عبدالله صالح الذي تم انتخابه بموجب الدستور اليمني. يقول الهتار: "السلفيون يؤمنون بشرعية النظام الحالي، وماداموا يؤمنون بشرعية النظام فإنهم سيعترفون بنتائج ووسائل تنصيب الحاكم، التي تكمن في الديمقراطية والدستور". ويضيف القاضي الهتار قائلا: "هم لا يؤمنون بالدستور.. نعم وهذا رأيهم. لكنهم لا ينتهكونه. الدستور والقانون يجب أن يكونا مرجعية للكل، لذلك فمن ينتقد الدستور فهو معتدل وليس متطرفاً. مدارس العنف قال الهتار: "إذا بدأت أي من المدارس الدينية في الدعوة للعنف، فيجب إقفالها. حتى إذا لم يبدأ العنف. إذا مناهجها تدعو لاستخدام الأسلحة ومحاربة الدولة أو الآخرين فهذا شيء خطير". وأكد الوزير القاضي الهتار أن الاستراتيجية تهدف إلى إزالة اسباب العنف والكراهية ووسائل تحريض الأشخاص ضد الآخرين. "إننا ندعوا للحوار بين الأديان ومع الدول والشعوب والحضارات لتحقيق التعايش بين اتباع الأديان والأمم المختلفة. وذلك يجب أن يلقى احتراماً من الجميع. وعن سؤال حول بعض أئمة المساجد الذين يحتقرون ويسبون من هم غير مسلمين خلال أدعيتهم في المساجد، قال القاضي الهتار: إن ذلك ليس من الإسلام. "ليس هذا إسلام مطلقاً فالإسلام الحقيقي لديه مواقف واضحة جداً للتعامل مع الآخرين. فمثل هذه الأدعية لا تتلاءم مع جوهر الإسلام. لقد أُمرنا على معاملة غير المسلمين بلطف، إلا إذا حاربونا في بلادنا أو أخرجونا من ديارنا. فالكفر أو التحول إلى دين مختلف ليس مبرراً للحرب أو قتل أو شتم الناس. وعن سؤال حول الخطوات التي ستتخذها وزارته ضد خطب المتطرفين، قال الهتار: إن الخطب الدينية التي تدعو لإقصاء الآخرين أو كراهيتهم يجب إن يعاد النظر فيها. الحوثي نسخة من القاعدة قال القاضي الهتار إن المتمردين في صعدة شمال اليمن يضللون الناس، ويعتمد زعيمهم الحوثي على أسلوب منظمة القاعدة التي انشأها أسامة بن لادن، مضيفا أن الحوثي واتباعه يريدون فقط تحقيق مكاسب سياسية وشخصية على حساب الإسلام والمسلمين. وقال : أستغل الحوثي الفراغ الإيديولوجي في أوساط الشباب في منطقته وحاول أن يملئ هذا الفراغ بأفكاره الخاطئة عن طريق زرع معتقدات خاطئة حول الإسلام. القاضي الهتار كان قد أدار حواراً مع أتباع الحوثي لكنه فشل قبل نشوب الحرب الأخيرة. وقال: إن الحوثي واتباعه أعتمدوا على "نفس أسلوب القاعدة في استغلال الشباب وتحقيق مكاسب سياسية وشخصية على حساب الإسلام والمسلمين عندما تفجرت الحرب بداية هذا العام، أصدرت اليمن فتاوى وأحكاماً دينية تقول إن محاربة اتباع الحوثي واجب ديني. وعلى الرغم أن وزير الأوقاف اليمني قال إن ما يحدث في صعدة حالياً ليست حرباً طائفية إلا أنه دافع عن إصدار فتاوى ضد الحوثيين قائلاً : "إنه تمرد مسلح وخرق للقانون والدستور، لكن بالتأكيد هناك نصوص في القرآن والسنة التي تدعم شرعية كل الدساتير والقوانين المعتدلة التي تحرّم إسقاط الحكومات. والإنقلاب على النظام الحالي بالقوة محرم بكل القوانين البشرية. ويضيف الهتار أن اليمن ليست ضد أية طائفة دينية بعينها، لكنها ضد من ينتهك القانون ويستخدم العنف ضد الدولة. وعلى الرغم من فشل المحاولات السابقة، قال الهتار إنه سيواصل الحوار مع الحوثيين بعد أن تضع الحرب أوزارها، يجب أن يكون هناك حوار لحل كل المشاكل: بدأت مشكلة صعدة بايديولوجية ويجب أن يتم معالجتها بايديولوجية. < عن صحيفة »غولف نيوز« |