- استطلاع/ هناء الوجيه
تجنيد الاطفال كعنوان يتفق الجميع على أنه جريمة سلبية لها اضرار ومخاطر جسيمة ورغم ذلك الاتفاق الشكلي نجد في الواقع ان بعض الأسر ترحب بهذا الاجراء في أوساطها وربما تسعى تحت وطأة الفقر والحاجة للدفع بأبنائها نحو التجنيد بشتى الوسائل مقابل الحصول على فتات العيش.. فلماذا تحبذ الاسر فكرة التجنيد وما مبررات تجاهلها للاضرار والاخطار التي تحيط بطفل، وما الاجراءات التي ينبغي القيام بها للحد من هذه الظاهرة في ظل تدني الوعي المجتمعي حيال ذلك.. حول هذا الشأن عبرت بعض الشخصيات عن آرائها.. وإلى الحصيلة:
9 يقول الاخ احمد الحرازي - عامل: أكبر ابنائي يبلغ من العمر ستة عشر عاماً، عسكري وراتبه عشرون الف ريال وهو الدخل الثابت الوحيد للاسرة لاني أعمل باليومية ويوم ألقى عملاً وأيام لا أجد وحقيقة انا ممتن كثيراً لجاري الذي ساعدني وعرفني بناس استطاعوا ان يجندوا ابني ولن انسى جميله.
ظروف قاسية
9 مصطفى يحيى - أحد الاطفال المجندين، يبلغ من العمر أربعة عشر عاماً، تحدث قائلاً: انا حظي جيد واحسن من غيري الذين لم يجدوا وظيفة، وبالنسبة لي راتبي فوق العشرين ومستأجر بيت انا ووالدتي واخواني.. قبل التجنيد كنا نعاني انا واسرتي شظف العيش فوالدتي مطلقة واراد القدر ان نعيش تحت رحمة خالي القاسي الى حد ما ولكن بعد التجنيد استطعت ان استقل في منزل منفرد انا ووالدتي واخواني وما أتمناه اليوم فقط ان اثابر على اخوتي ليكملوا دراستهم واعوض عليهم الشيء الذي لم أستطع تحقيقه لنفسي فقد كنت أحب دراستي واتمنى إكمالها ولكن الظروف احياناً تكون أقوى.
تحمل المخاطر
9 ويقول الطفل حسين - أحد المجندين ايضاً: بالنسبة لي لا أجد حاجة للتعليم، أهم شيء ان يتوظف الفرد ويلقى ما يأكل، أما الدراسة فكم ناس درسوا ولم يحصلوا على وظيفة، انا كان حظي جيداً لان ابي يعمل في بيع القات وتعرف على شخص استطاع ان يجندني في الفرقة، أما المخاطر فنحن رجال ونقدر نتحمل ونتعلم.
أوضاع متردية
9 وفي هذا الشأن تحدثت الاخت هدى الريمي - في دراسة اعدتها كمشروع تخرج في جامعة صنعاء: ان معظم الاسر تدفع بأبنائها نحو التجنيد من أجل تحسين المستوى المعيشي لأن الراتب وان كان ضئيلاً يرون فيه جزءاً من الفرج ويسد بعضاً من احتياجات الاسرة.. وقالت: ان الأوضاع الاقتصادية والمعيشية المتردية تجعل كثيراً من الاسر تدفع أبناءها نحو سوق العمل ومن ذلك التجنيد رغم المخاطر التي تحيط بالطفل وتتجاهلها الاسرة..
وتضيف الريمي قائلة: اعتقد أن من المهم جداً توعية المجتمع بمخاطر تجنيد الأطفال وحملهم السلاح، ويجب ان يواكب التوعية الدور الحكومي الذي ينبغي ان يعمل على تحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للأسر بحيث تتاح الفرصة لهم لتربية ابنائهم تربية آمنة ومستقرة وبحيث لاتجبرهم الظروف على الزج بأطفالهم نحو التجنيد او اي عمل آخر فيه خطورة عليهم.
ثقافة مجتمعية
9 أما الاخت بشرى المقطري - باحثة اجتماعية- فتقول: هناك ثقافة اجتماعية تشجع على حمل السلاح وتحث على تربية الاطفال تربية رجولية على حد اعتقاد بعض الاسر بالرغم من ان تلك الثقافة قد تكون مجحفة لأن الطفل من حقه ان يتمتع بحقوق الطفولة من أمن واستقرار وتعليم وصحة وترفيه واهتمام وعناية لأن الطفل هو المستقبل وفترة الطفولة هي مرحلة تأسيس وبناء للمستقبل من كافة الجوانب، من ذلك البناء النفسي والاجتماعي الذي لابد ان يراعى في مراحل حياة الطفل.
إعادة التأهيل
9 ونختتم استطلاعنا هذا بمعرفة الرأي القانوني حيث تقول الاخت غناء المقداد- محامية: الاتفاقات الدولية والمواثيق الموقع عليها تنص على حقوق الطفل وحمايته من كافة اشكال العنف والاستغلال، وفي اطار قضية تجنيد الاطفال كان قرار الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية- الذي يقضي بعدم تجنيد الاطفال دون الــ18 عاماً في الجيش والامن- قراراً ايجابياً وقد يكون مقدمة لصدور تشريع قانوني يحظر تجنيد الاطفال.. وما نرجوه في الفترة المقبلة ان تتبلور توجيهات الرئيس الى اجراءات عملية لمنع تجنيد الاطفال في الجيش والامن وان تتخذ تدابير لتسريح المجندين في قوات الجيش والامن، وان يتم العمل على اعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع، هذه الاجراءات مهمة بالاضافة الى نشر الوعي المجتمعي بأهمية حماية الاطفال وعدم الزج بهم في أي نوع من أنواع المخاطر مهما كانت الظروف والمبررات.
|