الميثاق نت -

الثلاثاء, 19-فبراير-2013
د. محمد عبدالملك المتوكل -
قضية الجنوب وصعدة ومعاناة النساء والشباب وغياب العدل وفشل التنمية وانتشار الفساد وضياع الأمن وغياب سيادة القانون كلها نتاج لغياب الحكم الرشيد والدولة المدنية الديمقراطية العادلة، ولا يمكن معالجة كل ذلك ما لم يتم الاتفاق أولاً على إزالة جذر المشكلة والاتفاق على إقامة الدولة المدنية الديمقراطية العادلة والحكم الرشيد.. وبدون ذلك لن يصل المتحاورون إلى اتفاق وهم يرون جذر المشكلة قائماً.
البعض يسعى إلى ربط المشكلة بالأشخاص ويرى أن الحل استبدال أشخاص بأشخاص آخرين، ويصرف النظر عن الأسس التي ارتكز عليها النظام وهذا هو الخطأ الذي ظل يجر نفسه من ثورة عام 1948 وحتى عام 2011، ويا ترى هل آن الأوان أن نتعلم وأن نتفادى تكرار الخطأ مؤمنين بأن هلاك القرية بفعل الظلم والظالمين هو نتاج لغياب المصلحين.
أقام المتعلمون حماس المواطنين للتغيير وتركوا لقوى التخلف والجهل مسؤولية قيادة المسيرة، والنتيجة ما نشهده اليوم وما أخشى أن يتكرر غداً، فظواهر الأمور توحي أن الجمعة الجمعة وعق والديه عق والديه.. فهل بإمكان الشباب اليوم والمصلحون من الرجال والنساء أن يمنعوا تكرار دخول الجحر مرة أخرى "فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين" فما بالك إذا كان قد لدغ عدة مرات.
بدون الاتفاق على الدولة وجيشها وقضائها ودستورها وسبل الانتخابات الحرة والنزيهة وسيادة القانون فلا أمل في الوصول إلى اتفاق على مشاكل لم نتفق مسبقاً على الدولة محل الثقة التي ستقوم بمعالجة هذه المشاكل بعدل وصدق ووطنية..
الحل الدولة أولاً، وبدون ذلك سيكون الحوار الطريق إلى صراع مدمر بسبب قوى تريد هي أن تستولي على الحكم وبطريقة من سارت معهم ردحاً من الزمن.
والله متولي السرائر

- الأولـى
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 11:04 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-30790.htm