خالد محمد المداح -
قال تعالى (( وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا )) صدق الله العظيم
لعل مما يريب ويحدث الإرباك لدى الكثير من الناس الشيء الذي لربما يكون من كبائر الذنوب وهو استغلال بعض الأحزاب والتنظيمات السياسية للمساجد ومدارس تحفيظ القرآن الكريم لغرض الدعاية الانتخابية وجمع الأموال لصرفها في غير الأماكن التي جُمعت من أجلها، فها نحن نرى ونسمع ماذا يحدث في هذه الأيام من استغلال للمساجد ومدارس تحفيظ القرآن وتغيير الخطاب الديني إلى خطاب سياسي ومن على المنبر ، فالمنبر وُجد للوعظ والإرشاد والترغيب والترهيب ولم يوجد لغرض الدعاية الانتخابية وجمع الأموال، ومما يزيدنا استغراباً أنه وفي هذه الأيام كثرت المحاضرات التي يزعمون بأنها دينية ولكنها محاضرات انتخابية ليس لهم من ورائها إلا استعطاف الناخبين وبخاصة النساء والإدلاء بمعلومات كاذبة ومن داخل بيوت الله ، وكل ذلك من أجل الحصول على المزيد من أصوات الناخبين ، والجهال هم من يصدقونهم من باب أن خطابهم دينياً.. والأدهى والأمر من ذلك الأموال التي تُجمع في المساجد من أجل دعم إخواننا الفلسطينيين واللبنانيين التي نتمنى أن تصل إليهم ، مع العلم بأنه وفي ظل انعدام الرقابة على مثل هذه الأموال التي يتم أخذها بدون أي سندات رسمية تثبت ذلك يشكك في طرق صرف هذه الأموال.
وفي الأخير هذه دعوة مني لكل من يستغل بيوت الله ومدارس تحفيظ القرآن الكريم لمثل هذه الأعمال أن يدَعَ هذه الأماكن لأجل ما بنيت له وبخاصة المساجد لأن الحساب يوم القيامة عسير ولن ينفع الحزب في ذلك اليوم ولأن النص القرآني واضح وصريح ولا يختلف في تفسيره اثنان .
والدعوة الأخرى أوجهها إلى الحكومة بضرورة تشديد الرقابة وتطبيق القانون واللوائح وإيقاف كل من يستغل المساجد ومدارس تحفيظ القرآن الكريم من أجل الدعاية الإنتخابية وجمع الأموال وذلك صيانة لحرمة هذه الأماكن .
[email protected]