الإثنين, 14-مايو-2007
الميثاق نت -
تضاربت ردود الفعل في الاوساط السياسية والحزبية ازاء الدعوة التي وجهتها اللجنة العامة للمؤتمر الخميس الماضي للأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني بالوقوف بجدية ومسئولية وطنية لدعم القوات المسلحة والأمن في مواجهتها لمؤامرة العناصر الإرهابية في بعض‮ ‬مناطق‮ ‬صعدة‮.. ‬على‮ ‬مختلف‮ ‬القوى‮ ‬السياسية‮ ‬محدثة‮ ‬انشقاقاً‮ ‬داخل‮ ‬أحزاب‮ ‬اللقاء‮ ‬المشترك‮ ‬الذي‮ ‬أصيبت‮ ‬قيادته‮ ‬بالصمت‮ ‬حتى‮ ‬الآن‮ ‬عدا‮ ‬ما‮ ‬أفاد‮ ‬به‮ ‬لـ‮»‬الميثاق‮« ‬الناطق‮ ‬الرسمي‮ ‬باسم‮ ‬اللقاء‮ ‬والذي‮ ‬لم‮ ‬يقل‮ ‬شيئاً‮..‬ ورغم أن الرأي العام اعتاد في كل مرة يطلق المؤتمر مبادرة ما، إلاَّ وسارت قيادات أحزاب اللقاء المشترك بردود تكون غالباً متشنجة، ولكن هذه المرة بدا أن في فمها ماء كثير، أبرز مؤشراته ذلك الخلاف المحتدم داخل اللقاء المشترك والتناقض في المواقف بين المساعي الجادة‮ ‬لزعيم‮ ‬ورئىس‮ ‬أكبر‮ ‬أحزاب‮ ‬تكتل‮ »‬المشترك‮« ‬المعارض‮ ‬الشيخ‮ ‬عبدالله‮ ‬بن‮ ‬حسين‮ ‬الأحمر،‮ ‬برسالة‮ ‬التي‮ ‬وجهها‮- ‬الأسبوع‮ ‬الماضي‮- ‬إلى‮ ‬مشائخ‮ ‬صعدة‮ ‬بتحمل‮ ‬مسؤوليتهم‮ ‬الوطنية‮ ‬في‮ ‬الوقوف‮ ‬ضد‮ ‬العناصر‮ ‬الإرهابية‮.. ‬ وكذا الموقف نفسه من أحداث صعدة أبداه الشيخ عبدالمجيد الزنداني وكل قواعد وقيادات حزب التجمع اليمني للإصلاح الذي يعتبر قطب اللقاء المشترك، يقابل ذلك تهرب قيادة »المشترك« من إبداء موقفها والإجابة حينما اتصلت بها »الميثاق«.. كنا قد اتصلنا بالأخ محمد الصبري مساء الجمعة والذي طلب معاودة الاتصال بعد ساعة، وكانت سماعة التليفون تتلقى أصواتاً وضجيجاً يؤكد أن مجلسهم حينذاك لايزال يعيش خلافاً لتحديد موقف من دعوة المؤتمر والاجتماع لم ينفض إلاَّ في وقت متأخر من ذاك المساء، والمحاولة نفسها مع سلطان العتواني- أمين عام التنظيم‮ ‬الوحدوي‮ ‬عضو‮ »‬المشترك‮« ‬والذي‮ ‬رد‮ ‬بغضب‮ ‬عارم،‮ ‬مع‮ ‬ضجيج‮ ‬الأصوات‮ ‬المختلفة‮..‬ > حسب الوعد.. عدنا وأتصلنا بالناطق الرسمي لأحزاب اللقاء المشترك- الأخ محمد الصبري والذي لم يقل سوى أن اللقاء المشترك يعتبر هذا الموقف في إطار الخلاف بين قيادات المؤتمر الشعبي خصوصاً ما يتعلق بالحوار..ثم أضاف الظاهر ان الطرف الذي لايريد الحوار الجاد تغلب على‮ ‬الطرف‮ ‬الذي‮ ‬كان‮ ‬ربما‮ ‬يسعى‮ ‬نحو‮ ‬إجراء‮ ‬حوار‮ ‬جاد‮ ‬مع‮ ‬أحزاب‮ ‬اللقاء‮ ‬المشترك‮..‬ أما موضوع صعدة فموقف اللقاء المشترك واضح مما جرى ويجري في صعدة..وقبل أن يشترط الصبري على الصحيفة نشر كلامه كاملاً، قال ان أحزابه ترفض أقلمة أو تدويل هذه المشكلة ذات الطابع الوطني وحذر من ذلك إلاَّ إذا كان المطلوب ان يتحول المشترك إلى جمعية لإصدار فتوى فذلك‮ ‬ليس‮ ‬من‮ ‬طبيعة‮ ‬عمل‮ ‬الأحزاب‮.‬ > في حين اعتبر الشيخ مجاهد القهالي الدعوة حكيمة باتجاه موقف وطني عام من أحداث صعدة التي زرعت بفعل قوى إقليمية لغرض تصفية حسابات محلية مع دول الجوار تحت مظلة المذهبية التي رفضها شعبنا اليمني وخاض غمار المعارك للتصدي لكافة اشكال التفرقة الهادفة إلى تمزيق شعبنا‮ ‬ونسيجه‮ ‬الاجتماعي‮..‬ خاصة وان فخامة الرئىس علي عبدالله صالح قد دعا جميع المغرر بهم إلى ترك السلاح وتفكيك المليشيات المسلحة ذات الطابع المتخلف والتوجه نحو العصر الحديث وتكوين الأحزاب الوطنية ذات الطابع الوطني ومنظمات المجتمع المدني.. وقال‮ ‬القهالي‮: ‬إن‮ ‬العودة‮ ‬إلى‮ ‬الوراء‮ ‬تحت‮ ‬شعارات‮ ‬زائفة‮ ‬ليست‮ ‬مقبولة‮ ‬لدى‮ ‬شعبنا‮ ‬وقواه‮ ‬المتحضرة‮ ‬والحديثة‮.‬ مؤكداً‮ ‬بقوله‮: ‬إننا‮ ‬مطالبون‮ ‬اليوم‮ ‬أكثر‮ ‬من‮ ‬أي‮ ‬وقت‮ ‬مضى‮ ‬بالوقوف‮ ‬الجاد‮ ‬نحو‮ ‬مايجري‮ ‬في‮ ‬صعدة‮ ‬من‮ ‬دمار‮ ‬وخراب‮ ‬ألحق‮ ‬الضرر‮ ‬باقتصادنا‮ ‬وأعاق‮ ‬تحقيق‮ ‬أهداف‮ ‬التنمية‮ ‬الشاملة‮ ‬في‮ ‬محافظة‮ ‬صعدة‮ ‬وفي‮ ‬عموم‮ ‬اليمن‮.‬ وأضاف: إننا اليوم بحاجة إلى حشد جميع إمكانياتنا لتحسين أحوال الشعب المعيشية وبناء الاقتصاد الوطني السليم، ولسنا بحاجة إلى التناحر والاقتتال، طالما والقيادة السياسية اتسع صدرها لكل أبناء الوطن.. إلاَّ أن اليمن تمر اليوم بعهد مختلف مكن جميع القوى والأحزاب من‮ ‬التعبير‮ ‬عن‮ ‬آرائها‮ ‬وطرح‮ ‬وجهة‮ ‬نظرها‮ ‬وانزال‮ ‬برامجها‮ ‬بكل‮ ‬يسر‮ ‬وسهولة‮ ‬وبحرية‮ ‬كاملة‮..‬ وطالب القهالي من يشكلون المليشيات المسلحة ويرفعون السلاح في وجه الدولة باغتنام فرصة دعوة الأخ الرئىس لهم بتشكيل حزبهم على أسس وطنية.. معتبراً بقاءهم على موقفهم في مواجهة الدولة خروج عن الشرعية والدستور، وترك السلاح وتفكيك تلك المليشيات، والابتعاد عن الشعارات‮ ‬التي‮ ‬تعبر‮ ‬عن‮ ‬وجهة‮ ‬نظر‮ ‬اقليمية‮ ‬معروفة‮ ‬وليس‮ ‬لها‮ ‬صلة‮ ‬بمطالب‮ ‬وطموحات‮ ‬شعبنا‮ ‬وأهدافه‮ ‬في‮ ‬التقدم‮ ‬والتطور‮ ‬والازدهار‮.‬ ويتفق معه في الرأي والموقف نائب أمين سر قيادة قطر اليمن لحزب البعث العربي الاشتراكي القومي الاستاذ عبدالواحد هواش -الذي بارك دعوة المؤتمر، بل اعتبرها قراراً حكيماً وشجاعاً، وقال: يفترض أن يكون الموقف من الأعمال الارهابية في بعض مناطق صعدة هو المعيار الحقيقي‮ ‬للمواطنة‮.‬ مضيفاً أن هذا الموقف كان يفترض أن يصدر في بداية الأعمال الإرهابية ووضع كل القوى السياسية أمام الأمر الواقع، لأن التمرد لا يقل خطورة عن محاولة الانفصال الفاشلة التي جرت عام ٤٩٩١م، هذا اذا لم يكن ما يجري اليوم في صعدة أخطر وأكبر في ظل الهجمة الأجنبية التي تستهدف‮ ‬الوطن‮ ‬العربي‮ ‬وتمزيقه‮ ‬الى‮ ‬كيانات‮ ‬طائفية‮ ‬وعرقية‮ ‬كما‮ ‬يجيري‮ ‬الآن‮ ‬في‮ ‬العراق،‮ ‬مؤكداً‮ ‬أن‮ ‬هذا‮ ‬مخطط‮ ‬تشترك‮ ‬فيه‮ ‬قوى‮ ‬معادية‮ ‬اقليمية‮ ‬ودولية‮.‬ وطالب هواش جميع الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني استشعار مسئولياتها الوطنية لمواجهة المؤامرة التي يتعرض لها الوطن، واعتبار تشجيع أية فئة لتلك الأعمال التخريبية أو السكوت عنها مهما كانت الدعاوى يعتبر اسهاماً فعلياً على تشجيع الإرهابيين ومناصرتهم وهذا ما يظهر في العديد من الصحف التي نقرأها يومياً -للأسف الشديد- وغلبت جانب المماحكات السياسية ومحاولة الاستفادة من الأعمال التخريبية لعرقلة مشاريع الدولة التنموية في البلاد، وعن مزاعم بعض الأحزاب التي تدعي أنها لا تعرف حقيقة ما يجري في مناطق صعدة وقال الاستاذ عبدالواحد هواش: لا أتصور أن حزب في اليمن يجهل تفاصيل ما يجري في صعدة فهذه الحجة مردود عليها لأن الأحزاب وخاصة الكبيرة منها موجود في كل مديرية من مديريات صعدة.. ونحن كحزب موجودون في صعدة ونعرف ذلك جيداً.. وما هذه الأعذار والمبررات سوى محاولة للكسب‮ ‬السياسي‮ ‬الرخيص‮.‬ إلاّ أن الاستاذ أنيس حسن يحيى قال: إن الدعوة مباركة وأنا أؤيدها.. ولكن جدول اعمال الدعوة لابد وأن يتم الاتفاق بشأنه بين حزب المؤتمرالشعبي العام وبين أحزاب اللقاء المشترك، وإما أن يطلب حزب المؤتمر من أحزاب اللقاء المشترك أن تصطف معه في موقف موحد تجاه ما يجري‮ ‬في‮ ‬صعدة‮.. ‬فمثل‮ ‬هذا‮ ‬الطلب‮ ‬يعتبر‮ ‬نسفاً‮ ‬للحوار‮ ‬قبل‮ ‬أن‮ ‬يبدأ‮.‬ وأضاف‮: ‬أنا‮ ‬شخصياً‮ ‬أرجو‮ ‬من‮ ‬فخامة‮ ‬الأخ‮ ‬رئيس‮ ‬الجمهورية‮ ‬أن‮ ‬يتنبه‮ ‬للمخاطر‮ ‬التي‮ ‬قد‮ ‬تسفر‮ ‬عن‮ ‬الأحداث‮ ‬في‮ ‬صعدة،‮ ‬وأقول‮ ‬هذا‮ ‬الكلام‮ ‬بعيداً‮ ‬عن‮ ‬أية‮ ‬مكايدات‮ ‬سياسية‮ ‬وإنما‮ ‬بدافع‮ ‬الغيرة‮ ‬على‮ ‬الوطن‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 11:05 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-3086.htm