الميثاق نت - وصفت صحيفة 14 اكتوبر اليومية التي تصدر في عدن اعمال القمع التي مارستها قوات الجيش والأمن يوم الخميس الماضي في عدن بأنها غير مبررة وغير مقبولة ، مشيرة الى ان اخطر ما حدث يوم الخميس الدامي ليس ـــ فقط ـــ الارواح التي ازهقت والدماء التي سالت بصورة متوحشة، لم تحدث حتى في العهد الاستعماري، بل الاخطر هو استغلال محافظ عدن (الاخواني) لصلاحياته الدستورية كرئيس اللجنة الأمنية العليا في المحافظة، وتوريط المؤسسة العسكرية والأمنية في الاشتغال بالسياسة، وإلزامها بتبني ودعم فعالية حزبية محضة نظمها حزب التجمع اليمني للإصلاح (الاخوان المسلمون في اليمن)، واستخدام المعسكرات والدبابات والمدرعات والناقلات العسكرية في تجميع المشاركين في هذه الفعالية الحزبية، ونقلهم إلى ساحة العروض وحمايتهم بشكل غير مسبوق، مقابل القمع الوحشي لفعالية سياسية مقابلة، وهذا يتعارض تماما مع الدستور الذي يحظر تدخل القوات المسلحة والأجهزة الأمنية في السياسة باعتبارها ملكا للشعب كله، وليس لحزب معين او طائفة سياسية معينة على نحو ما حدث في يوم الخميس الدامي بمحافظة عدن.
جاء ذلك في خطاب سياسي مفتوح الى الرئيس عبدربه منصور نشرته الصحيفة على صفحة كاملة في عددها الصادر اليوم الاثنين 25 فبراير2013م بمناسبة زيارته لمدينة عدن بعد أحداث الخميس الدامي، كتبه المحلل السياسي للصحيفة الزميل فارس غانم قال فيه :
(( لقد اندهش الناس عندما علموا ان تظاهرة حزب الإصلاح يوم الخميس 21 فبراير خرجت من أحد المعسكرات التي تقع في المدخل الشمالي لساحة العروض في خور مكسر ومرت عبره أيضاً بعد ان تم استخدام احد المرافق الحكومية العامة لتجميع المشاركين في تلك التظاهرة ثم جرى نقلهم الى ذلك المعسكر المطل مباشرة على ساحة العروض بحماية مكثفة ومهولة من عدد كبير من المدرعات والآليات العسكرية، وهو ما لم يحدث في كل عهود اليمن الجمهوري شمالا وجنوبا حيث كانت المظاهرات الجماهيرية تتجمع في أماكن عامة وليس في معسكرات تابعة للقوات المسلحة، وتنتقل بوسائل نقل مدنية بدون حراسات عسكرية وليس بناقلات مدعمة باالمدرعات والآليات والأطقم المسلحة)).
وتساءلت الصحيفة : (هل ما حدث مؤشر على ان الخوف من مشروع “ أخونة الدولة” سيصل إلى هذا المنحدر الخطير والمتمثل بأخونة الدور الوظيفي للجيش والأمن في وقت مبكر في اليمن؟.. ألا يبدو ان قلق إخواننا المصريين من خطر “ اخونة الدولة” على حق، وان رفض الجيش المصري لمخططات “ أخونة القوات المسلحة” هو صمام أمان للديمقراطية في مصر بل وللاخوان المسلمين الذين يحمي شرعيتهم الجيش من خصومهم السياسيين الذين يطالبون بإسقاط حكم المرشد، قبل ان تصل الأخونة اليه ؟ .. اما اذا حاول الإخوان المسلمون أخونة الجيش المصري على نحو ما فعلته السلطة المحلية في عدن بشكل خطير، فان أول من سيكتوي بنار “ الأخونة ” هم الأخوان المسلمون انفسهم سواء في مصر او اليمن او أي مكان آخر).
وحذرت الصحيفة من تسابق قيادات السلطة المحلية في عدن للسيطرة على مفاصل السلطة المحلية وأجهزة ومؤسسات الدولة في عدن، وما يترتب على ذلك من استفزاز سياسي للشباب الذين لم يلمسوا التغيير في الجنوب بحل مشاكل الأرض والمسرحين العسكريين والمدنيين وغيرها من الإجراءات التي تشعر الناس في الجنوب بنوايا المركز في صنعاء بحقهم في الشراكة بالسلطة والثروة، مشيرة الى أن المواطنين يثقون بالرئيس عبدربه منصور هادي الذي يدرك كل ذلك، لكن مراكز القوى تحاصر قراراته التي يراهن على إخراجها الى النور عبر مؤتمر الحوار الوطني.
|