سمير النمر -
< يؤكد الإصلاح في كل ممارساته وأفعاله أنه الحزب الوحيد الذي يجسد ويعمل كل ما يناقض الشعارات التي يرفعها ويتغنى بها بصورة واضحة وجلية تؤكد لنا أن هذا الحزب يقول ما لا يفعل ويفعل ما لا يقوله.. «كبر مقتاً عندالله أن تقولوا ما لا تفعلون»، لذا فإن الممارسات العدوانية والاستفزازية التي يقوم بها تجمع الاصلاح ومليشياته ضد الحراك الجنوبي بدعوى الحرص على الوحدة يؤكد لنا زيف ادعاءاته وشعاراته الجوفاء،
لأن ما يقوم به من استفزازات واعتداءات لا يخدم الوحدة وإنما يعزز مشاعر الرفض للوحدة بسبب ممارساته الهوجاء، فبالأمس القريب ظل الاصلاح يعزف على وتر القضية الجنوبية ويحمل النظام المسؤولية عما يجري في الجنوب دون أن يقدم أي حلول للقضية وإنما استخدمها كورقة ضغط ونكاية للتخلص من شخص الرئيس علي عبدالله صالح وليس النظام لأن الوقائع والأحداث التي تجري اليوم من قبل الإصلاح ضد أبناء الجنوب تؤكد أنه العدو الأول لأبناء الجنوب وللوحدة اليمنية، فما حدث خلال الايام الماضية في عدن وغيرها من المحافظات الجنوبية يؤكد للجميع أن الاصلاح هو من يجسد الانفصال بسلوكه ومنهجه وفكره الظلامي المنفصل عن كل قيم وأخلاقيات الشعب اليمني، وأعتقد أن الانفصالي ليس من يرفع شعار الانفصال وإنما من يمارس الانفصال سلوكاً ومنهجاً حتى وإن رفع شعار الوحدة والحرص عليها، لكن أفعاله وممارساته لا تقود الى الوحدة وإنما تقود الى الانفصال، وهذا الكلام طالما سمعناه بالأمس من قبل الإصلاح أثناء حكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وها هم اليوم يثبتون براءة الرئيس السابق علي عبدالله صالح من خلال ممارساتهم وأفعالهم التي تناقض كل الشعارات التي يرفعونها وأنهم العدو الأول للوحدة سابقاً ولاحقاً، ولهذا فقد أثبت تجمع الاصلاح أنه الانفصالي بعينه سلوكاً وفكراً ومنهجاً، وأعتقد أن هذا السلوك الانفصالي للاصلاح لا يمثل خطراً على الوحدة السياسية والجغرافية فحسب وإنما يشكل خطراً على الوحدة الاجتماعية داخل بنية المجتمع في الشمال والجنوب، وهذه حقيقة نراها في الواقع الذي نعيشه، فالإصلاح أصبح العدو الأساسي لكل المكونات الاجتماعية والسياسية داخل المجتمع اليمني، لأن أعماله وممارساته العدائية ضد المؤتمر والحوثيين والحراك الجنوبي والشباب المستقل وبقية أحزاب المشترك تؤكد أنه حزب انفصالي حتى العظم وأن خطره لا يكمن في تهديد الوحدة وفصل الشمال عن الجنوب بل وصل الى أكثر من ذلك والمتمثل في تقطيع أوصال الشعب اليمني وتفتيت نسيجه الاجتماعي من خلال ما يقوم به من إثارة للنزعات المذهبية والطائفية والمناطقية، ولاشك أن هذه الاعمال لا تساعد على الأمن والاستقرار وإنما تقود البلاد الى مستقبل مجهول ومظلم، وأعتقد أن ما يجري في مصر وتونس من انقسامات واضطرابات في واقعهما الاجتماعي والسياسي ما هو الا نتيجة طبيعية لحكم الاخوان ولمشروعهم الانفصالي الذي يفتك بهذه المجتمعات والبلدان ويعمل على تقسيمها وتجزئتها بصور وأشكال متعددة، ولهذا فإن ما يجري في اليمن ما هو الا تطبيق عملي لهذا المشروع الانفصالي للاخوان الذي يهدد الوحدة ويرفض الحوار شكلاً ومضموناً، ومن هنا فإن ما يقوم به الاصلاح من ممارسات وأعمال استفزازية ضد مكونات المجتمع اليمني لاشك أن هدفها الحقيقي إفشال وتعطيل مؤتمر الحوار الوطني الذي سينعقد قريباً من أجل فرض مسارات وأجندة أخرى لا تخدم اليمن وأمنه واستقراره ووحدته وإنما تخدم مشروعهم الظلامي والتدميري، الأمر الذي يحتم على كل يمني حر وحريص على وحدة البلد وأمنه واستقراره التيقظ والوقوف بكل جد وإخلاص في وجه هذا الخطر الذي يهددنا جميعاً وإفشال كل مخططاته وتفويت كل الفرص التي يستغلونها لتمرير هذا المشروع الظلامي، كما أدعو الرئيس عبدربه منصور هادي الى عدم الانجرار وراء مخططات الاخوان، وألا يكون واجهة يمررون من خلاله هذه المخططات، وأعتقد أن الرئيس هادي يدرك ذلك لأن ما فعلوه مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح سيعملونه مع الرئيس هادي، وحينها سيتحمل وحده نتيجة كل أعمالهم السيئة، وسيكون هو الضحية وهذا ما لا نتمناه ولا نريد أن يقع فيه الرئيس هادي لأن تجارب التاريخ كفيلة بأن تجعله يتجنب الوقوع في الفخ الذي وقع فيه غيره من الزعماء والحكام في عدد من البلدان العربية.