سليم ناصر عطيه -
قمة الغباء أن يعتقد هؤلاء أن معاني ثورتهم ( المقدسة) هي الشروع في قتل النفس التي حرمها الله والتقطع والنهب والسلب و من السخف والجهل أيضا أن يتحول هؤلاء إلى عصي غليظة لضرب مصالح الناس وتحت غطاء (الثورة السلمية حتى آخر طلقة رصاص) فيما هم اصلاً من رفعوا السلاح في أبين وتعز وأرحب بدعوى ظاهرها ( الناس يدافعون عن أنفسهم ) وباطنها الجهاد من أجل الوصول للسلطة وإقامة الخلافة الراشدة .. غير أن ما انتهوا إليه من تجميد وإعاقه العملية السياسية وبالعنف وكأن ذلك من أولى أولويات التغيير الذي يعد جهلا أسودا من شدة كراهيتهم للنظام السابق ورأسه وأركانه وأصبحوا لا يفرقون بين ما هو صحيح وما هو خاطئ..
هاهو قد مضى عام ولا شيئ يذكر من الثمار والنتائج التي ظلوا يوهمون الناس بها سوى زيادة الفقر والبطالة والأمية المستفحلة بين صفوف الشعب خلافاً لذلك يعتقدون ان حقوق الناس باتت مستباحة بالنسبة لهم بمجرد خروجهم للساحات ضاربين كرامة المواطنين ومصالحهم عرض الحائط و كأن الشعب اليمني كله انما هو ( أعضاء حزب الاخوان ) وما عداهم فهم قلة قليلة لا تذكر ويوصفوا بـ (البلاطجة ) أو حتى (زنادقة) أو (كفار) طالما ليسوا معهم و ( من ليس معنا فهو ضدنا ).
يجب أن يفهم طالبان الإصلاح أن الناس لايعيشون في العصر الحجري وأنهم صاروا يعون أن كل شيئ، كما أن العولمة كسرت احتكار المعلومات، ومن هنا فإن هذه الاعمال المشينة التي يقوم بها (الخونجيون) انما هي اعمال تضر بالوطن ونقول لهم: إن الوطن ليس ملكا للزعيم علي عبدالله صالح ولا لنجله وليس أيضا ملكا لحزب الإصلاح ومشائخه المتخصصين بإصدار الفتاوى بكل اتجاهاتها المتماشية مع مصالحهم !
يجب على قيادة حزب الاصلاح ومنهم الآنسي والزنداني وصعتر واليدومي أن يعوا أن الثورة الحقيقية هي ثورة 26 سبتمبر و14 اكتوبر وغير هاتين الثورتين أكاذيب والشعب اليمني قد شب عن الطوق وأن الاستهانة به انما هو قمة التخلف والبلادة, وإذا كان أنصارهم المؤدلجون على اتباع فتاويهم مسيرين كما يقولون لهم عن قلب إصلاحي واحد على صح أو على خطأ , فلا يعني ذلك أن الشعب اليمني يمكن ان يكون مسيّراً كما يريدون فالإنسان خلق مخيرا وليس مسيرا , والشعب يعي مصلحته جيدا .. , ..
بالتأكيد أي طرح كهذا لن يعجبهم آلبتة فهم لا يتقبلوا النقد مطلقا فكل شيء ينفذوه كما يأمرهم قادة حزبهم يعتقدون أنه مرتبط بالدين وان مخالفته نقص في علاقتهم بالله والدين لذا فهم يعتبرون انفسهم على حق مطلق وأن البقية على باطل طالما اختلفوا معهم أو انتقدوهم أو حتى الحوار بنصحتهم مع احترامي لبعضهم.. لكن الكثير منهم في معظم الأحايين يصل بهم تطرفهم إلى تكفير الآخر ونعته باليهودي والنصراني وليس فقط أو مطبل أو ملمع لحذاء صالح أو جاسوس، أعلم أنني لن أسلم من هذه التهم والفتاوى غير أنني أدعو الله بالهداية لكل من سيقول عني ذلك وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن!!