وليد المشيرعي - وأنا في الـ10 التقيت علي عبدالله صالح وجهاً لوجه وبالصدفة المحضة ..
كنت في بوابة جامع العرضي لصلاة الجمعة لم أعرف أنه بالداخل وفور انتهاء الصلاة كانت الجموع تتجه إلى داخل الجامع بعكس ما ألفته من فرارهم السريع بعد كل صلاة وقفت مشدوهاً وسط البوابة الخاوية أحدق في الجنود وأجهزة الاتصال بأيديهم وهم غير آبهين لوجودي.. في أقل من ثانية كانت يد الزعيم تحيط رأسي وتسحبني بحنو وتؤده إلى خارج الجامع بعيداً عن أجساد المتراكضين والمتزاحمين من حوله ..
لم يتركني إلا أمام سيارته (أذكرها مرسيدس سوداء) ولم أشاهد وجهه إلا وقد استقر بجوفها وهو ينظر إليّ مبتسماً .. قال لي :يا بطل لو تشتي شي قدم ورقه للقصر .
مضى الموكب وبقيت مشدوهاً ليس في رئتيّ غير رائحة عطره العربي وما بعيني غير انعكاس لنظرته الحانية وكلماته التي لم أفهم معناها إلا متأخراً وأنا أشاهد تزاحم المواطنين أمام قصر الشعب في تعز بأوراقهم التي لا تعود إلا بالخير ..
في حياتي تزنقلت وكتبت ضده من سخطي على أوضاع البلد وما يعج في مؤسساتها من محسوبيات كنت واحداً من ضحاياها لكنني في أعماقي لم أحمل له إلا الحب كل الحب ..
اليوم لا أجد غضاضة في الإعتراف بأن الوطن اليمني لن يشهد زعيماً آخر يمتلك إنسانيته وأخلاقه وعشقه لشعبه وأمته ودينه ..
وإذا كان الظالمون نجحوا في تشويه صورة هذا الزعيم عند كثير من شبابنا بعد أن ملأوا بفسادهم البر والبحر .. فإنهم لن ينجحوا في تزوير التاريخ ولن ينتزعوا حبه من قلوب الملايين مهما انحطت وسائلهم وتسافهت ألسنتهم ..
وسيبقى حب الزعيم علي عبدالله صالح نابضاً في قلوب المساكين والضعفاء الذين سيورثوه لأبنائهم وأحفادهم مكللا بصفحات الإنجاز والخير الذي تحقق للوطن على يديه المباركتين.
|