محمد شرف الدين -
< يبدو المشهد السياسي أشبه برقصة الزار وقلوب اليمنيين ترتجف بشدة.. وعقولهم وأعينهم ترنو وتتطلع الى نهاية سعيدة من ذلك المشهد الدراماتيكي.
حتى اليوم لم تطرح الاحزاب أو القوى السياسية الاخرى رؤاها لمعالجة القضايا الخلافية.. وبعضها تعتقد أن ذلك من الأسرار.. والأسوأ من كل ذلك، سذاجة وغباء حزب الاصلاح الذي يشغلنا منذ أكثر من عام بجُمَعٍ ومسيرات تظهر بصورة الأنموذج أشبه بالقطيع أو الإنسان الببغاء.. أكثر من عام وهم يقودون أناساً تم مسخهم بطريقة عجيبة، فيوجهونهم للخروج والهتاف.. نعم لإسقاط الحصانة .. نعم للهيكلة.. الخ، في صورة تعكس حقيقة الإفلاس الذي وصل اليه حزب الاصلاح..كل يوم نفس الرقصة .. ونفس الزار.
أتحدث هنا عن حزب الإصلاح لأنه مطالب بالكف عن إنتاج هذا العبث الجنوني الذي لا يقدم عليه الا شيطان في سن المراهقة أو مجنون «جنان قبي»، ولأن مشكلة الإصلاح تكمن في الطاعة العمياء للشيخ.. لذا نجد اختلال العقل ينعكس في الأعمال التي نشهدها في الواقع.. فالمشاكل التي يفتعلها الاصلاح في صعدة وفي تعز وفي المحافظات الجنوبية، وفي حجة وإب ومأرب ومع الاشتراكي وبقية أحزاب المشترك كلها تؤكد أن حزب الإصلاح أصبح يحفر قبره بيده.. وإن كابرت قياداته وتمادت في أعمال العنف، فذلك شيء طبيعي يحدث في ساعات الاحتضار.
للأسف ..الاصلاح لا يملك غير الارتباط بكل ما له علاقة بالموت.. إما عن طريق الفتوى.. أو التكفير أو قتل النفس التي حرم الله.. تارة باسم الجهاد، واليوم باسم دماء الشباب.
ليس منطقياً أن نعد أعمال الإصلاح -في صعدة أو المحافظات الجنوبية أو حتى مع شوقي هائل- أعمالاً تعكس سلوكاً أو تفكيراً سوياً.. فما بالكم عندما يطالب الاصلاح من المؤتمر تغيير رئيس المؤتمر.. أليس هذا الجنون بعينه..!!؟
أجزم أن الإصلاح مفلس حقاً ولهذا لم يفكر باستحقاقات الحوار أو برؤية مستقبله لإنقاذ نفسه من قوة المتغيرات والتحالفات الجديدة التي ستظهر في الساحة.. قريباً وتهدد بجرفه الى مزبلة التاريخ.
مشكلة الإصلاح أنه لا يؤمن بالتطور ولا التغيير أو التجديد ومازال يتعامل مع ما يحدث في الساحة بجمود شديد، ولا يدرك أن قواعد خطبتي الجمعة التي يؤمن بها الشيخ منذ قرون تختلف تماماً عن قواعد التطور الذي تشهده الساحة.. أو اللعنة السياسية أو الحياة بشكل عام.. ومشكلة الاصلاح لا تنحصر هنا حيث نجد أنه ليس هناك أسوأ من فهم الشيخ رجل الدين هذا عن فهم الشيخ القبلي، الذي يتوعد اللجنة الفنية للحوار بالويل والثبور إذا لم تعط له- وباسم قبيلة حاشد -نصيباً من قوام أعضاء لجنة الحوار الوطني.
وهنا لا عجب ان ظل غوغاء الاصلاح يهتفون من أجل الشيخ.. وعلى عكس ذلك نجد أن الحزب الاشتراكي قد حدد أبرز مطالبه والمتمثلة بدولة اتحادية.. والحراك الذي خاض مع الإصلاح حرباً غير مقدسة ضد المؤتمر أصبح يطالب بفك الارتباط.. ووحده يقف الاصلاح الذي ظل يرفع أعلام الانفصال ويروج لعلي سالم البيض منذ سنوات ويدَّعي أنه الوحدوي والصادق.. وان الانفصال هو في صنعاء، ولم تخجل قياداته من أن تتقرب لعلي سالم البيض وتَّدعي أن العدو الأول للوحدة هو رئيس المؤتمر الشعبي العام..
بعد كل هذا التخبط، ألا يكفي أن نقتنع أن حزب الإصلاح أصبح معتوهاً.. وبدون الحاجة الى براءة الاختراع.؟!