الإثنين, 11-مارس-2013
الميثاق نت -   علي عمر الصيعري -
في مقابلة صحفية أجرتها صحيفة خليجية- لا يحضرني اسمها الآن- مع أحد أقطاب الأخوان المسلمين بمصر العربية والذي انشق مؤخراً عنهم، ورد السؤال القائل: ما أهم الوسائل الإعلامية التي كنتم تستخدمونها في التعبئة الجماهيرية؟ فأجاب على الفور: منابر المساجد.. وفي الأسبوع الماضي عندما وجه الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي وسائل الإعلام بالتهدئة، كان حزب الإصلاح سباقاً إلى الاستجابة.. لماذا؟ لأنه يعرف مسبقاً أن خطبتي صلاة الجمعة أكثر تأثيراً وأفضل توصيلاً لسياسته وتوجهاته من عشرات الصحف والفضائيات والمواقع وغيرها، لذا كان مطمئناً إلى سيطرة دعاته وخطبائه على منابر مساجد المحافظات منذ بداية إشهاره كحزب بعد الوحدة اليمنية ، وإلى يومنا هذا.
تصوروا معي أن في يوم الجمعة يوصِّل خطباؤه رسالته السياسية سواءً الرامية إلى توسيع قاعدته أو إلى بث وتأصيل ثقافة الكراهية والتعصب وغير ذلك بين صفوف المواطنين فيتلقفها قرابة خمسة عشر مليون مصلٍّ.. بمعنى أنه لا تستطيع الصحف بأكملها الوصول إلى هذا العدد التقريبي من المتلقين ولا تستطيع الفضائيات أن تسترعي انتباه وإنصات ربع هذا العدد طوال أيام الأسبوع مهما عظمت مكانتها وتنوعت جاذبيتها.
ومن هذا المنطلق يراهن هذا الحزب على التملص من التهدئة الإعلامية الرامية لإنجاح مؤتمر الحوار الوطني القادم، بعكس الصحف والوسائل الإعلامية الأخرى التي تستطيع نيابة الصحافة والإعلام أن تتنبه لخرقها للتوجيهات الرئاسية فتوقفها وفق القانون.. وفي تقديري إن ما حدث لليمن من أزمة لا تزال قائمة إلى يومنا هذا جاء عبر منابر المساجد وخطباء الإصلاح الذين دأبوا منذ عقدين ونيف على التعبئة وتأليب عباد الله وإثارة الفتن والنعرات الطائفية والمذهبية بين أوساطهم إلى أن نجحوا في إشعال ما سموه بثورة الشباب.
ولا ندري ما إذا كانوا يهدفون لإفشال مؤتمر الحوار القادم ، فإن ذلك سيكون في مقدورهم عن طريق وسيلتهم الإعلامية الجبارة وهي منابر المساجد، غير آبهين بقول الحق تعالى (وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً).. ولو سأل أحدكم نفسه لماذا بقيت حضرموت متماسكة نائية عن العنف والفتنة طوال أحداث العام قبل الماضي- أي أزمة 2011م- لجاءه الجواب أن مواطني حضرموت وبخاصة عاصمتها المكلا لم يسمحوا لخطباء الإصلاح بالسيطرة على معظم مساجدهم وبخاصة في خطب صلاة الجمعة لحرصهم على الوسطية في ديننا الإسلامي الحنيف ومذهبهم الشافعي السمح.. وإليكم نص الخبر الذي نشره موقع (المكلا اليوم) بوم السبت الماضي حول محاولة خطيب من الإصلاح فرض نفسه خطيباً بتوجيه من صنعاء.. يقول الخبر: (منع رواد مسجد جامع عقبة الشرج الشيخ «بامؤمن» المنتمي لحزب الإصلاح من إلقاء خطبة الجمعة «يوم أمس 8/3/2013م» بعد أن صعد إلى المنبر وأخرجه مجموعة من الشباب إلى خارج المسجد).
وكان الشيخ (صالح بانصر) ومجموعة من رواد المسجد قد نصحوا الشيخ بامؤمن قبل موعد الخطبة بأن لا يتولى الخطابة من منبر الجمعة اليوم لمعارضة رواد المسجد من تولي حزب الإصلاح خطبة الجمعة، ومطالبتهم بخطيب مستقل، إلاَّ أن بامؤمن لم يكترث للأمر وصعد على المنبر مما اضطر شباب غاضبون إلى إخراجه بالقوة من المنبر.
وقد تولى خطبتي الجمعة هذه الشيخ (صالح بانصر) والذي قام بالخطابة الجمعة الماضية بعد مطالبة رواد المسجد بخطيب (مستقل) لتولي منبر الخطابة، وقد حدث هرج ومرج، إلاَّ أن الهدوء ساد في المسجد بعد قيام بانصر بالخطبة.
وقد قام رواد المسجد بحملة توقيعات واسعة تطالب السلطات المحلية بعدم تسييس منبر الخطابة للمسجد ومطالبتها بخطيب مستقل يرضي رواد المسجد بدلاً من فرضه بالقوة- على حد تعبير المذكرة.
خلاصة الأمر أن على القيادة السياسية والأحزاب المعنية بإنجاح مؤتمر الحوار أن تنتبه لهذه الوسيلة الإعلامية الخفية التي يتسلل عبرها من أراد كبوة الحوار الوطني.. وأن على الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي أن يوجه بصرامة وزارة الأوقاف بمحاسبة كل خطيب جمعة يتناول ما يدمر التوجه للحوار، ووقف كل ما يؤجج العنف وثقافة الكراهية بين المواطنين، وأن يكف حزب الإصلاح عن السيطرة الكاملة على المساجد، وهذا أقل واجب يقدم عليه لإنجاح الحوار الوطني القادم إن صدقت النوايا.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 04:43 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-31108.htm