الإثنين, 11-مارس-2013
استطلاع- علي الشعباني -
مع اقتراب موعد انعقاد مؤتمر الحوار الوطني تردد في الساحة الوطنية رؤى وافكار تتصل بقضية شكل الدولة اليمنية ومنها الحديث عن خيارات الفيدرالية والدولة الاتحادية والدولة اللا مركزية وغيرها ..ولكن حتى الآن لا تزال معظم الاحزاب والتنظيمات والمكونات السياسية المشاركة في مؤتمر الحوار تتحفظ في طرح رؤاها حول هذه القضايا التي ستصنع حلولاً لمختلف القضايا المنظورة على طاولة الحوار . .
وفي هذا السياق لا تزال مواقف السياسيين والأكاديميين مختلفة إزاء طرح الفيدرالية وفقاً للموقف السياسى والرؤى الحزبية المختلفة. حيث يقول الدكتور عدنان المقطري -أستاذ العلوم السياسية المساعد بجامعة صنعاء- ان الحديث عن الفيدرالية كخيارلتحديد شكل الدولة قد بدأ يلقى قبولاً باعتباره نقيضاً لمطلب الانفصال، ولكن الرؤى لا تزال تتراوح حول شكل الفيدرالية ما بين صيغة بإقليمين لفترة انتقالية تنتهى باستفتاء على تقرير المصير، أو بين أقاليم متعددة
ويضيف: أن الحديث عن المظالم والممارسات السلبية فى المحافظات الجنوبية والشرقية سببه ممارسة المنظومة السياسية وليس بسبب الوحدة ذاتها، ما يمكن أن يعزز المطالب ببقاء شكل الدولة بوضعه الحالى «الدولة البسيطة» مع إجراء إصلاحات دستورية تمكن من توسيع قاعدة المشاركة المحلية وبما يحقق التطبيق الفعلي للامركزية.
أما الدكتور عبدالله سالم - جامعة عدن- فقد اشار الى أن خيار الدولة اللامركزية «الاتحادية» ذات الأقاليم المتعددة مازال يحظى بنفس الزخم، وأنه قد يمثل المخرج الواقعى والآمن لحل مختلف القضايا ولعل اهمها القضية الجنوبية، منوها الى أن هذه الرؤية سوف يتم بلورتها فى قادم الأيام لتصبح فى نهاية المطاف بمثابة الحل الوسط المقبول.
من جانبه اعتبر الدكتور احمد باسردة -رئيس جامعة صنعاء السابق- الفيدرالية بين إقليمين «شمال وجنوب»، كما يطرح البعض، هو تمهيد للانفصال والعودة باليمن الى ما قبل 1990م، وهروب للوراء ولا يقدم أى حل عملي لا للجنوب ولا للشمال، بل يغلب عليه الطابع الأناني والشخصي على الطابع الوطني والموضوعي.
مشيرا الى انه ومع تزايد الجدل حول مستقبل شكل الدولة اليمنية الذى سيقرره مؤتمر الحوار الوطنى مع الاخذ بعين الاعتبار حالة الانفتاح الكامل وشطب كل الخطوط الحمراء والاشتراطات المسبقة يشير إلى ان اليمنيين حريصون على تحقيق تطلعاتهم المستقبلية ضمن دولة قوية موحدة.
اما وليد عبدالله المعافا -باحث كلية الدفاع الوطني- فقد اعتبر ان خيار الفيدرالية يعد مصيبة كبرى على اليمن.. وقد تقود البلاد إلى الانهيار والتمزق ... كما حدث في الاتحاد السوفييتي سابقاً كمنظومة فيدرالية اتحادية.. وقال: ان الانتقال من شكل الدولة البسبطة الموحدة الى الفيدرالية قد يحدث تغييراً سلبياً في شكل الدولة.. ولذلك يجب ان نعي خطورة الفدرالية على وحدة اليمن.. ونعلم أن وحدة الأرض والإنسان وشكل الدولة من الثوابت التي لا تقبل الجدل أو الحوار ويمكن الحديث عن حكم محلي واسع أو كامل الصلاحيات كنظام مع الحفاظ على شكل الدولة اليمنية.
وتساءل المعافا عن الاهداف التي تدفع البعض الى الحديث عن الفيدرالية في ظل ان مخاطرها على الوحدة الوطنية اكبر من ايجابياتها
وقال: هل يعقل أن تتصف كل محافظة يمنية بالدولة البسيطة لها حق في الاستقلال، ماذا بعد؟.. واضاف: ان شبح الفيدرالية ولغة التشطير وفك الارتباط هي لغة واحدة... تهدد الوحدة اليمنية.
مشدداً على ضرورة اختيار شكل نظام الحكم وبما يتوافق مع الغايات الوطنية، بعيداً عن صبغة التشطير ولغة الفيدرالية، وانما في إطار الحرص على الثوابت الوطنية حفاظاً على شكل الدولة اليمنية التي تحفظ بها وحدة الأرض والإنسان،
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 02-مايو-2024 الساعة: 01:02 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-31115.htm