فيصل الصوفي -
الشيخ حميد الأحمر ورد اسمه، إلى جانب اسم أخيه الشيخ صادق، قبل عدة أيام في قائمة حزب الإصلاح، ولم يعلن انسحابه، لكنه بعد ساعات من إصدار رئيس الجمهورية قرار تشكيل مؤتمر الحوار الوطني الشامل، خرج الشيخ حميد ببيان: “ أعلن عدم مشاركتي”.. وفي البيان وجه للرئيس هادي تهما زعم فيه أن الرئيس تجاوز المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وانفرد بمهمة التحضير والدعوة لانعقاد مؤتمر الحوار.. رغم أن عملية التحضير بدأت قبل نحو عام واستمرت أمام عيني الشيخ إلى أمس، ولم تصدر منه تهمة كهذه، بل كان يشيد ويمتدح، فماذا وراء هذا الاحتجاج أو الاتهام الآن؟ الشيخ حميد ضمن بيانه تحريضا صريحا ضد رئيس الجمهورية، منه أن قرارات الرئيس أدت إلى حرمان أبناء صعدة والعلماء والمشايخ والعديد من القوى والفعاليات والفئات، وأن قائمة ممثلي الشباب والمرأة فيها أسماء لا تنطبق عليها المعايير المتفق عليها.. القائمة النهائية ضمت الشيخ حميد واثنين من أخوته، لكن يبدو أنه كان يتوقع أن تؤول إليه وقرابته وحزبه حصة الرئيس هادي، فلما خابت توقعاته خرج يحرض ويعلن المقاطعة في سياق خطة عرقلة مؤتمر الحوار الوطني.. ونحن نتوقع أن نقرأ ونسمع من سياسيي الإصلاح وإعلامه كيدا صفيقا ذات يوم، من قبيل أنه من غير المستبعد أن تكون تحركات الشيخ حميد قد تمت بإيعاز من الزعيم علي عبد الله صالح لعرقلة مؤتمر الحوار!
ولأن الزعيم لا رسالة له في الحياة غير عرقلة مؤتمر الحوار الوطني كما يقول حزب الإصلاح وأبواقه، فهو أيضا الذي علق مشاركة حزب البعث وحزب الحق وحزب اتحاد القوى الشعبية في مؤتمر الحوار لعرقلة مؤتمر الحوار.. وهو الذي دفع محسن باصرة رئيس فرع حزب الإصلاح بحضرموت لمقاطعة مؤتمر الحوار ومناصرة العصيان المدني في الجنوب.. وهو الذي جعل الشيخ طارق محمد عبد الله المحامي يعلن: “ لن تكون لمشاركتي أي جدوى في مؤتمر الحوار”.. وهو أوعز للأكاديمي صالح طاهر العيسائي بإصدار بيان: “انفي نفياً قاطعاً مشاركتي في الحوار”.. وهو الذي أمر الشيخ عبد العزيز بن عبد الحميد المفلحي أن يقول: “استغرب من حشر اسمي في قائمة المشاركين في مؤتمر الحوار بصنعاء”.. وهو وراء قرار الدكتورة اسمهان العلس، وقرار النائب القاضي أحمد سيف حاشد، بمقاطعة مؤتمر الحوار.. وهو وليس حزب الإصلاح وشيوخه القبليين الذي قال لقبيلة عبيدة: الرئيس لم يعطك تمثيلا كافيا، وجعلها تهدد بمزيد من التخريب وتعلن:” سنقيم تحالفا من العقلاء والمخربين للعمل معا”!
ولأنه معرقل لمؤتمر الحوار، فهو أيضا الذي تعمد حشد أعضاء حزبه وأنصاره من بعض المحافظات إلى عدن يوم 21 فبراير الماضي وتسبب في إراقة دماء اخواننا الجنوبيين، وأحدث شرخا إضافيا واسعا في الصف الوطني، وقاد إلى العصيان المدني ومقاطعة بعض الجنوبيين مؤتمر الحوار الوطني..