الإثنين, 18-مارس-2013
الميثاق نت - د.عبدالقادر مغلس د.عبدالقادر مغلس -

تبدأ اليوم فعاليات مؤتمر الحوار الوطني الذي يجمع الاسرة اليمنية الواحدة على طاولة الاخوة والمحبة والمصير المشترك.. ويدرك جميع اليمنيين ان هذا اللقاء الذي تشهده العاصمة صنعاء لم يأتِ صدفة ولم يتم إعداده بين عشية وضحاها، بل جاء انعقاده بعد جهود شاقة ومضنية بذلها الكثير من المحبين لليمن الارض والانسان خلال عامين من التعب..
وهاهم ابناء اليمن من مشارف صعدة الى اطراف المهرة يتجهون بأبصارهم نحو مكان انعقاد المؤتمر وايديهم ترتفع الى السماء وتلهج ألسنتهم بالدعاء الصادق من قلوب مثقلة بالقلق والانتظار تسأل الله ان يصلح ذات بين اليمنيين ويحفظ بلادهم من شر الاشرار وطوارق الليل والنهار.. انني اجدها فرصة في هذا المنعطف الاستراتيجي من تأريخ بلادنا المعاصر لأتوقف امام المعطيات التالية:-
1- الاختلاف سنة الحياة، وهذه حقيقة يجب على المتحاورين جميعاً ان يعترفوا بها.. وليس ثمة تعايش عبر التأريخ بين الافراد والمجتمعات دون اختلاف سواء أكان على مستوى البيت الواحد او القرية او المدينة او البلاد بشكل عام. فالاختلاف في التطلعات والآراء ووجهات النظر فطرة الله التي فطر الناس عليها.
2- لقد تباين اليمنيون كثيراً حول العديد من القضايا أكانت صغيرة او كبيرة، بل وحملوا السلاح - مع الاسف الشديد, في وجه بعض وسفكوا الدماء وازهقوا الارواح البريئة, ورغم تلك الجراح النازفة الا انهم ظلوا متفقين حول (وحدة اليمن-الارض والانسان).
3- تعددت وافترقت وجهات نظر دول العالم تجاه اليمن واليمنيين، وهذا قدرنا.. وكنا نتألم من وقوف بعض الدول في وجه مصالحنا وقضايانا العادلة، لكننا اليوم نعيش لحظات تأريخية شاهدنا فيها دعم دول العالم كلها والتي اظهرت حرصاً كبيراً على وحدة صفنا من التمزق وبيضتنا من الانكسار.
4- تتصدر بقوة ولأول مرة في تأريخنا المعاصر قضايا الشعب وليس الحكام في المشهد الجديد أمام المتحاورين في هذا المؤتمر, وتبدو في الافق ملامح اجماع في عقولهم وافكارهم من اجل رفاه وسعادة ابناء اليمن جميعاً.
5- تقف امام المتحاورين قضايا كبيرة باتساع المكان الذي أفرده تأريخ العالم لليمنيين الذين استحقوا مكاناً بارزا في اهتمامات وبحوث العلماء والمفكرين ومكتبات جامعات العالم ومؤسساتها العلمية.
6- يلتقي المتحاورون اليوم وهم على يقين ومعرفة حقيقية بطبيعة وتفاصيل التجارب التي صنعوها بأيديهم وعاشوها في الفترات الماضية سواء أكانت ناجحة او فاشلة، اي انهم على مستوى رفيع من الوعي بتلك التجارب، ولم يعد يقف امامهم ضباب معرفي او سياسي يحول دونهم عن معرفة الخيط الابيض من الاسود.
7- أجزم ان اليمنيين اليوم حاضرون في هذا المؤتمر الجامع، وليس ثمة شخص او فصيل غائب عن هذا المشهد الملائكي، مهما حاول البعض ان يربك بهاء ونقاء هذا الاصطفاف الوطني الفريد.
8- ارى امامي الآن ولأول مرة اليمنيين انفسهم يتقدمون بمصفوفة قضايا وجدول اعمال للتحاور حولها، ولم تأتِ اليهم جاهزة من اطراف تتمتع بالقوة والنفوذ وتستأثر بالمال والسلطة. فقضايا مؤتمر الحوار فرضت نفسها بنفسها على المتحاورين.
9- تبعاً لاختلاف الناس في طرائق تفكيرهم، فانهم يختلفون كذلك في تقديم الحلول لاية مشكلة من المشاكل التي قد تواجههم.. وهذه قضية ليست بجديدة على اعضاء مؤتمر الحوار الوطني، لكن وهذا هو الامر الاهم، يجب ان يكون حل اي مشكلة في خدمة كل الناس، وليس لخدمة شخص بعينه او فئة قليلة.
10- يقيني ان اعضاء مؤتمر الحوار الوطني كلهم من ذوي الهمم العالية والمشاريع الكبيرة والغايات النبيلة والنفوس النظيفة.. كلهم كبار في مؤتمر الحوار.
٭ جامعة تعز
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:17 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-31202.htm